الاتحاد السرياني أحيا ذكرى الإبادة الأرمنية والسريانية في مهرجان حاشد

03:18PM

 

نظّم حزب "الاتحاد السرياني العالمي" مهرجاناً تحت عنوان: "من الصلب حتى القيامة... درب الجلجلة مشيناها قوافل"، على مسرح القصر البلدي، منطقة الجديدة - البوشرية-السد، بمناسبة الذكرى العاشرة بعد المئة للإبادة الجماعيّة التي ارتُكبت بحقّ الشعبين الأرمني والسرياني خصوصاً، ومسيحيّي الشرق عموماً، من قِبل السلطنة العثمانية عام 1915.

وحضر الاحتفال الى المتكلّمين في المناسبة، ممثّلي رؤساء حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الوزير السابق ريشار قيومجيان، وممثّل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، النائب الياس حنكش، ورئيس الاتحاد الماروني الدكتور أمين اسكندر، ورئيس حزب "الهنشاك المهندس فانيك داكسيان"، ورئيس حزب "الاتحاد السرياني العالمي" إبراهيم مراد، كل من مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي ، ممثّلاً بالأب طارق خياط، المطران جورج صليبا المستشار البطريركي للسريان الأرثوذكس، راعي أبرشيّة بيروت للسريان الأرثوذكس المطران دانيال كوريّة، مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر ، ممثّلاً بالاب دوري فياض، راعي أبرشيّة جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس المطران ميخائيل شمعون، ممثّلاً بالخور اسقف الياس جرجس، المطران ميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانيّة في لبنان، ممثّلاً بالشمّاس رفائيل كوبلي، الأب نينوس عودة راعي كنيسة المشرق الآشورية، الأب شربل بو عبود رئيس المعهد الفني الأنطوني، الأب ميشال القطريب كاهن رعية سيدة الينبوع للروم الأرثوذكس، الأب عطالله مخول كاهن رعية مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس، القس أمل سعد راعي الكنيسة المعمدانية في عين زحلتا، القس الدكتور الياس ملكي والأب شهاب عطالله.

كما حضر ممثّلاً الرئيس العماد ميشال سليمان مستشاره الإعلامي بشارة خيرالله، الوزير السابق ريشار قيوميجيان ممثّلاً رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، النائب الياس حنكش ممثّلاً رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب الشيخ سامي الجميّل، العميد جان غنطوس ممثّلاً وزير الدفاع ميشال منسى، قائمقام المتن السيدة مارلين حداد ممثّلة وزيرالداخلية والبلديات احمد الحجار، العميد المهندس محمد حسن ممثّلاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل، النائبان الشيخ نديم الجميل ورازي الحاج، ممثل رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، نائبه الدكتور روجيه شويري، رئيس حزب الهنشاك الإشتراكي الديمقراطي المهندس فانيك داكسيان وعضو اللجنة المركزية العالميّة اليكسان كوشكيريان والوفد المرافق من اعضاء اللجنة التنفيذية اللبنانية والعالمية، ورؤساء واعضاء المؤسسات الإعلامية والشبابية والرياضية، رئيس حزب الرامغافار الدكتور آواديس باكسيان، وممثلو رؤساء الأجهزة الأمنية والنقابات ورؤساء بلديات وشخصيات سياسية وحزبية وأعضاء "الجبهة المسيحية"، ورؤساء الأقاليم ومنسقو المناطق ورؤساء الأقسام والمكاتب في حزبي القوات والكتائب اللبنانية، وعدد من رؤساء واعضاء المجالس البلدية والإختيارية الحاليين والسابقين والمرشحين، وممثلي الجمعيات والمؤسسات والشخصيات السريانية والآشورية ، وقيادة وأعضاء حزب الاتحاد السرياني، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام.

زهرة

بدايةً مع النشيد اللبناني ونشيد حزب الاتحاد السرياني ثمّ  تلت عرّيفة الاحتفال الإعلامية رانيا زهرة شربل "رسالة من فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خصّ بها الذين يحيون الذكرى، عربون محبة وتقدير وإجلال لأرواح شهداء الشعبين الأرمني والسرياني الاشوري الكلداني خصوصاً ومسيحيّي الشرق عموماً، بمناسبة ذكرى 110 سنين للإبادة التي ارتكبت بحقّنا من قبل السلطنة العثمانية 1915"،وقالت: "شكراً من القلب فخامة الرئيس".

وبعد الترحيب بالحضور قالت زهرة: "نلتقي اليوم لإحياء الذكرى الـعاشرة بعد المئة  لجريمتين متلازمتين: مجازر "سيفو" أو بمصطلحها العلمي جريمة إبادة الشعب السرياني-الآشوري-الكلداني، وجريمة إبادة الشعب الأرمني. مئة وعشر سنوات مرّت على جريمتين متزامنتين زمنياً عام 1915، في خضم الحرب العالمية الأولى، فهي صرخة متجدّدة لتوعية ضمير الإنسانيّة، والتذكير بكل الجرائم المرتكبة ضدّ البشريّة حتى يومنا هذا".

قيوميجيان

ثمّ شكر قيوميجيان رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" حزب الاتحاد السرياني بشخص رئيسه ابراهيم مراد "الدعوة لهذا اللقاء الجميل الذي يجمع 3 هويّات في ظلّ الأرزة اللبنانيّة وتحت صليب سيدنا يسوع المسيح يجمعنا مستقبل واحد ووطن واحد هو لبنان"، ناقلاً "تحيّات ودعم وتضامن رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع".

ولفت قيوميجيان الى أنّ "إحياء ذكرى المجازر بدأ مع الإبادة الأرمنية، ومؤخراً شرعنا بإحياء المجازر بحق السريان والأشوريين، وقد حان أوان إحياء ذكرى مجاعة جبل لبنان التي تعرّض لها المسيحيون عام 1915 معتبراً أنّه آن الأوان لتصحيح بعض السرديات التاريخيّة، فتمثال الشهداء في بيروت لا يخلّد شهداء الصحافة بل يخلّد ذكرى المقاومين اللبنانيين للإحتلال العثماني، وآن الأوان لتعود ساحة الشهداء ساحة شهداء حقيقية"، مطاباً بلدية بيروت ومحافظها بأن يعيدوا الى هذا الصرح رونقها وقيمتها التاريخية احتراماً للشهداء الذين سقطوا سنة 1915".

وانتقد "كتب التاريخ لأنّها لا توفي المجازر حقّها ما يجعل الأجيال الناشئة تجهل حقيقة ما جرى" وقال: "ما حدث هو بمثابة تطهير عرقي لكل المسيحيين في السلطنة العثمانية"، مذكّراً بمقولة "نلنا من الأرمن بالسيف، سوف ننال من مسيحيي لبنان بالمجاعة"، ومطالباً "بالاعتراف والتعويض".

وشدّد على ضرورة إبقاء الذكرى حية في وجدان الأجيال القادمة وضرورة الحفاظ "عاللي بقيوا"، والمحافظة على جبل لبنان، على لبنان، الكيان السياسي الذي يمارس فيه المسيحيون حريتهم المطلقة، كياناً للمسيحيين وللطوائف المسلمة، يستطيع فيه المسيحي تطوير مشروعه السياسي، ومشروع المسيحيين الأساسي هو مشروع الدولة، ولا سيّما بعد سقوط مشاريع الحماية في المنطقة، ومن ضمنها حلف الأقلّيات، والتحاف مع الأنظمة المستبدّة، أو مع الطائفة القوية، وهذا ما ثبت مع سقوط حزب الله".

وأكّد قيوميجيان أنّ الدولة هي الضمانة لجميع اللبنانيين، والجيش اللبناني هو الضمانة لجميع اللبنانيين"، داعياً الى الإيمان بالدولة والى تطويرها والى دعم الجيش".

وختم: "هي مشيئة الله التي جعلت من جبال لبنان ومن شواطئه ومدنه وأوديته ملاذاً آمناً ووطناً نهائيّاً لنا، أرمن وسريان وأشوريين وكلدان، وكل إنسان مضطهد يتوق للعيش الحر، مسيحيّاً كان أم مسلماً، فلبنان أرضاً وتراباً تزهر به دماء شهدائنا

 

حنكش

وقال ممثل الكتائب النائب الياس حنكش: "نحن قدّيسو هذا الشرق وشياطينه"، أعتقد أن الشيخ بشير (الجميّل) تحلّى بهذا العمق الكافي كي يقول في ظرف كان المسيحيون فيه مهدّدين بمغادرة البلد، وكان مشروع الآخرين ومؤامرة الآخرين على المسيحيين، تقتضي بتهجيرهم وإقصائهم عن هذه الأرض. لكنّ المفارقة انّهم ذهبوا جميعهم ونحن بقينا هنا، واقفين وإيماننا كبير بالصليب وبإكليل الشوك وبالأرزة، ومهما ادلهمّت السماء وأظلمت الأيام سنبقى هنا، وستبقى أجراسنا تقرع، منشّئين أولادنا والأجيال القادمة على كل ما تعلّمناه، حاملين هذا التاريخ الزاخر بالمقاومة والنضال لمئتي سنة مقبلة".

أضاف: "العلاقة بين الأحزاب، حزب "الاتحاد السرياني"، حزب "القوات اللبنانية"، "الاحرار"، "حرّاس الأرز"، ليست علاقة سياسيّة أو ظرفيّة أو انتخابيّة، بل هي علاقة "رفاق" في قضيّة واحدة: فنحن حملنا جثث بعضنا البعض على الجبهات من مئات السنين إلى يومنا هذا، وضمّدنا جروح بعضنا البعض، وصليّنا مع بعضنا البعض، وحمينا ظهر بعضنا البعض، ولا تقتصر علاقتنا على تحالف انتخابات، فجذورها ضاربة في التاريخ إلى آلاف السنين وستمتد إلى آلاف السنين".

وقال حنكش: "حمّلني الشيخ سامي الجمّل كل الدعم والتحيات والتقدير لكلّ ما يقوم به حزب "الاتحاد السرياني" برئاسة رفيقنا وحبيبنا إبراهيم. 110 سنوات مرّت على المجزرة التي أرادوا بها زرع الخوف في قلوبنا لكنّنا لم نردّ سوى بالمحبّة. منذ 110 سنوات حاولوا أيضاً أن يزرعوا الشك بأن نتمكّن من البقاء هنا، ولكنّنا بقينا وهم رحلوا، وآخر الراحلين من المحتلّين هو بشار الأسد الذي سقط داخل منزله، كما رحل من قبله الفلسطيني والعثماني، ونحن بقينا لسبب واحد، إيماننا بهذه الأرض وبأنّها وقف الله وانّنا هنا نواطير عليها، نحرسها ونديرها كي نورثها لأولادنا".

وأكّد حنكش: "لم نوجد بالصدفة في هذه الأرض، نحن أصحاب هذه الأرض مع كل انفتاحنا على الـشريك، مسلم أو غير مسلم. إنّها أرض حريات وسبب وجود هذا البلد أنّه كان مهد حرّيات لكل الشعوب المضطهدة في المنطقة. نحن عانينا كثيراً سرياناً وأشوريين وأرمن وموارنة، وكلّما كانوا يحاولون اقتلاعنا من أرضنا كنّا نتشبّث بها أكثر لأنّنا أبناء الرجاء".

وختم: "مسؤوليّتنا اليوم هي أن نحسن بناء بلدنا فكل ما مر علينا استخلصنا منه العبر التاريخية، وبأنّ لليس لنا إلّا بعضنا للبعض الآخر، كي لا يتعرّض أبناؤنا لما تعرّضنا له، ويبقوا في هذه الأرض".

 

اسكندر

من جهته، قال رئيس الاتحاد الماروني الدكتور أمين إسكندر: “ 24 نيسان 1915 مع توقيف وإعدام الإنتليجنسيا الأرمنية في القسطنطينية، انطلق ما يعدّ من أشرس وأوسع الإبادات في تاريخ الإنسانية".

أضاف: "حيث وقعت هذه الإبادة بالسيف أطلقت عليها بالسريانية تسمية "سيفو"، وحيث وقعت من خلال التجويع أطلقت عليها تسمية "كفنو"، وهي كلمة من الليتورجيّة المارونيّة".

وأشار إلى أنّه في العام الماضي، أحيت "القوات اللبنانية" ذكرى الشهداء، ولكن أين نحن الموارنة اليوم من حقيقة "كفنو"؟

ووجّه التحية إلى "الصديق كريستيان توتا الذي أنجز  ساحة باسم المجاعة الكبرى بجوار الجامعة اليسوعيّة"، مشدّداً على أنّ "مسؤوليّتنا وواجبنا كموارنة أن نقيم ساحة من أجل الإبادة بالتجويع إذ إنّ 250 ألف شهيد سقطوا لأنّهم مسيحيّون"، فاللبنانيون والسريان والأشوريين والكلدانيّون والأرمن والروم لما كانوا ماتوا لو أنّهم تخلّوا عن إيمانهم وهويّتهم المسيحيّة".

وتطرّق إسكندر إلى الوثائق التي تتضمّن الإبادة بالمجاعة من وثائق الصليب الأحمر الأميركي، إلى وثائق وزارة الخارجيّة الفرنسيّة، مروراً بأرشيف الجيش الفرنسي"، ومتوقّفاً عند "الصعوبات التي واجهت بكركي في سدّ جوع الجائعين من فتات المساعدات المهرّبة بالبحر".

وختم: "نحن كإتحاد ماروني لا نطالب بتعويضات من قبل الدولة التركيّة، أو بإعتذار أو بمجرّد اعتراف. نتوجّه إلى كنيستنا ومدارسنا المسيحيّة كي نقول إن الـ 200 ألف شهيد سقطوا كي نبقى نحن اليوم في هذه الأرض، وفيها بالذات نمارس حريتنا وثقافتنا وإيماننا وإرثنا وهويتنا، هؤلاء يستحقّون ساحة تحمل إسمهم، وأن نخبر الحقيقة عن تضحياتهم في مدارسنا"، متوجّهاً إلى "كنيستنا السريانيّة المارونيّة كي تكرّس يوماً في برزنامة السنة الليتورجيّة لهؤلاء الشهداء الذين سقطوا من أجل المسيح".

 

داكسيان

بدوره، قال رئيس حزب الهنشاك المهندس فانيك داكسيان: "نلتقي اليوم لإحياء الذكرى الـعاشرة بعد المئة  لجريمتين متلازمتين: مجازر "سيفو" أو بمصطلحها العلمي جريمة إبادة الشعب السرياني-الآشوري-الكلداني، وجريمة إبادة الشعب الأرمني.

مئة وعشر سنوات مرّت على جريمتين متزامنتين زمنيّاً عام 1915، في خضمّ الحرب العالمية الأولى."

أضاف: "مجازر سيفو، التي ارتكبتها السلطنة العثمانيّة بحق المدنيّين السريان والآشوريين والكلدان، تعدّ من أشنع وأكبر جرائم الإبادة الجماعية التي عرفتها البشرية في القرن العشرين.ىبدأت سنة 1915 واستمرّت حتى 1923، وأدّت إلى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ."

وتابع: "استناداً إلى المادة (2) من القرار رقم 260 للجمعيّة العامة للأمم المتّحدة، لاتفاقيّة منع جريمة الإبادة الجماعيّة والمعاقبة عليها (بتاريخ 9 كانون الأول 1948)، فإن أيّ عمل يُرتكب بقصد التدمير الكلّي أو الجزئي لجماعة قوميّة أو إثنيّة أو دينيّة يعتبر إبادة جماعيّة، بما في ذلك قتل أعضاء الجماعة أو إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي الخطير بهم.

كما تنصّ الاتفاقية على معاقبة الجناة والمتآمرين والمحرّضين على الإبادة الجماعيّة".

وأردف: "وبالاستناد إلى اتفاقيّة عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيّة (بتاريخ 26 تشرين الثاني 1968)، وقواعد اتفاقيّات جنيف (12 آب 1949)، يتّضح أنّ كل ما قامت به حكومة الاتحاد والترقي التركيةّ من جرائم بحق السريان والآشوريين والكلدان والأرمن والعرب هو جريمة مكتملة الأركان: إبادة جماعيّة، جريمة ضد الإنسانيّة، وجريمة حرب بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى".

وختم داكسيان: "إنّ إحياء الذكرى الـمئة والعاشرة، هي صرخة متجدّدة لتوعية ضمير الإنسانيّة، والتذكير بكل الجرائم المرتكبة ضدّ البشرية حتى يومنا هذا".

مراد

وكانت كلمة الختام لرئيس حزب "الاتحاد السرياني" إبراهيم مراد الذي قال بعد توجيه التحية للحضور: "اعتدتم عليّ أن أكون متطرّفاً وعالي السقف لكنّي أعدكم أن أكون هادئاً اليوم. أشار رفيقنا بالنضال والقضيّة والشهادة ريشار قيومجيان الى أن مؤخّراً شرع السريان في التحدّث عن "سيفو". لقد بدأ الجيل الذي سبقنا في 1981 إنطلاقاً من محافظة ماردين، نظّم عمل عصابات ضد الجيش التركي مهاجماً مخافرهم، مؤسّساً المقاومة، وفي 1982 اشتدّ الاضطهاد وخرج شبابنا الى أوروبا وهناك نظّموا "حزب حرّية بيت نهرين" وكان الانطلاقة للشرارة الأولى لمقاومتنا الحديثة".

أضاف: " ما يجهله الكثيرون هو أنّ الإبادة سنة 1915 لم تكن الأولى، إذ سبقها إبادتان كبيرتان بحقّنا وبعد 1915 وقعت إبادات عديدة، وتسألون لماذا لم تكن الإبادة السريانية الأشورية الكلدانية معروفة؟

أوّلاً كان لدى إخوتنا الأرمن 3 أحزاب جرى تأسيسها ما قبل الابادة بنحو ثمانين سنة، ولا سيّما حزب "الهنشاك"؛ نحن لم تكن لدينا أحزاب. كان لدينا بطاركة ورهبان ورجال دين متنسّكين في المغاور والأديرة ينشرون كلمة الله والدين المسيحي للبشرية جمعاء".

وأردف مراد: "لقد ذبحونا وهجّرونا في 1915 ولم يتوقّفوا. وفي وقت توقّفت الهجمات على أخوتنا الأرمن لفترة، تمكّنوا فيها من ترتيب أوضاعهم فنشطوا دوليّاً وقاموا بما ينبغي أن يقوموا به، كنّا نُقتّل نحن السريان الأشوريون الكلدان، بعد الابادة الكبرى ببضع سنوات، في رأس العين في سوريا عام 1927، حيث أنّ قتَلتنا في تركيا، هم أنفسهم قتلونا في سوريا؛ وفي 1933 ارتكبوا مجزرة شنيعة بحق شعبنا الأشوري دون أن يرفّ لأحد جفن في سميل العراق".

وذكّر مراد "بالمطارنة ورجال الدين الذين جرى قطع أعناقهم"، مسمّياً "المطران الجبار "ادي شير"، والقائد البطريرك القديس مار بنيامين ايشاي شمعون، الذي سجّل البطولات فنحن لم نمت مكتوفي الأيدي، بل قاومنا وناضلنا ورسّخنا فعل إيمان بالمقاومة لكل شعوب العالم"، لافتاً إلى "الخيانة الدولية التي تعرّض لها الشعب السرياني الاشوري من الإنكليز والروس والتي أدّت الى قتل البطريرك وتشتيت المقاومة وتهجير من بقي".

وتابع: "قتلونا وذبحونا لكنّنا قاومنا ولم نذهب للذبح كالخراف"، مستشهداً "بمقاومة "قلعة ودير عين ورد" التي وقفت في وجه العثمانيين على مدى ليل ونهار ثلاثة أشهر، دون أن تسقط"، وومشيراً الى أنّ "مقاومة عين ورد وردت في وثائق الهنشاك والرمغفار: حيث لجأ إلى عين ورد الأهالي والمقاومون الأرمن وبقوا يحاربون فيها إلى جانب السريان ويصدّون الهجمات الكرديّة والتركيّة العثمانية".

وذكّر ملااد كذلك "بمقاومة "آزخ" التي استمرّت مدة ستة أشهر، مشبّهاً إيّاها ببشرّي ودير الأحمر وزحله، كذلك ذكّر "بنابيل  فجذور أهلنا في زحله منها"، موجّهاً "التحّية لكل القرى والمدن التي قاومت وسطّرت ملاحم بطوليّة، مانعة العار من أن يلحق بنا، أو أن يقال إنّ السريان الأشوريين الذين كانت لهم أعظم الإمبراطوريات سيقوا للذبح كالخراف".

وتابع مراد:"الرئيس الشهيد بشير الجميّل، والذي كنّا نحضر اجتماعات معه في إقليم الرميل الكتائبي في الأشرفيّة، كان يقول لنا "قولوا الحقيقة مهما كانت صعبة ولو على قطع رأسكم لأنّه إمّا أن يعيش الإنسان بكرامة مرفوع الرأس وإمّا لا داعي لعيشة ذل وقهر".

وقال: "كل دول الشرق تفرض عقيدة واحدة وقوميّة واحدة ودين واحد لرئيس الجمهورية في الدستور، إلّا لبنان الذي لجأ إليه أجدادنا، والذي بلغتنا السريانيّة اسمه "لبنون" أي قلب الله، كان الوحيد قلعة الحرّية في هذا الشرق لأنّ فيه أناس تربوا على عقيدة احترام الآخر واحتضان المظلوم مهما كانت ديانته وقوميّته وإعطائه جوّاً من الحرية في هذا الشرق، الذي بدأ يتحوّل إلى الافضل ونأمل أن يكون اتّعظ من هذه المجازر".

أضاف:"هذا البلد الذي هو قلب الله هو بالتاريخ وأسطورة غلغامش منذ آلاف السنين والتي تقول إنّه عندما شعبي في جبل لبنان تعرّض لهجمات واضطهادات أرسلت جيشي إلى جبل لبنان وإلى غابة الأرز ليدافع عن شعبي، يعني أنّ لبنان تاريخيّاً مرتبط بحضارتنا وتاريخنا وعقيدتنا منذ الأزل إلى أبد الآبدين، وهذا ال "لبنان" الذي تعرّض لمؤامرات تشبه المؤامرات والإبادة، التي تعرّض لها شعبنا في تركيا والعراق وسوريا وفي كلّ مكان، لم نقبل أن يتحوّل إلى لون واحد ووطن بديل لمجموعات إرهابيّة تريد رمي المسيحيين في البحر، وتجعل منه وطناً للفلسطينيين الذين باعوا أرضهم وممتلكاتهم وأتوا واعتدوا علينا وعلى دول أخرى".

وأردف مراد: "نحن كشعب سرياني أشوري كلداني قاومنا وكنّا من أوّل المدافعين عن هذا البلد لأنّه قلعة الحرية في الشرق، وخسرنا 1200 شهيد إلى جانب أحزاب المقاومة اللبنانيّة المسيحيّة من كتائب و"أحرار" و"قوات" و"حرّاس أرز" و"تنظيم" وما زلنا مستعدّين لذلك. في تركيا حيث ارتكبت المجازر بحقّنا، يرفضون اعتراف الحكم بالتعدّدية الديمقراطيّة وإعطاء كل الأثنيات حقوقها عبر حكم ذاتي أو نظام فدرالي. وفي سوريا والعراق الأمر نفسه، فماذا ننتظر نحن في لبنان، هذا البلد الذي وقفنا فيه في وجه الفلسطيني والسوري والإيراني وحزب الله، وقلنا لهم إنّنا لن نسمح بتحويله إلى جحيم أسود، فكنّا بكل فخر كحزب "اتحاد سرياني" إلى جانب الأحزاب السياديّة المناضلة الحليفة، وكان سقفنا الاعلى عندما طالبنا بأن لا جيش في لبنان إلّا الجيش اللبناني، وعندما دعونا الدولة اللبنانية الى المطالبة بتطبيق القرار 1959 تحت الفصل السابع، سخر البعض منّا وقال "إنّنا نحلم لأن القرار 1559 نُسي وليس في بال أحد، ولكنّ الأيام أثبتت أنّ ال1559 يطبّق وأنّه لن يبقى في لبنان جيش إلّا الجيش اللبناني".

وقال مراد: "في كل مرّة نقول إنّه كي نبقى أحراراً في هذا البلد ونعيش تعدّديّتنا ونحافظ على هويّتنا وثقافتنا، علينا أن نقتنع أنّه إذا بقينا متمسّكين بهذا النظام المركزي الفاشل، الذي تسبّب بالخراب في لبنان وبالحروب والفساد والقتل والدمار والتهجير، فإنّ المآسي ستستمرّ. لقد انتهينا من حزب الله الذي نعلم أنّه ليس المشكلة الأساس، ولكن هناك مشكلة، فبعد الانتهاء من حزب الله لا نعلم ماذا يُخبّأ لنا وأي مجموعات ستظهر لتغنّي موّالها على حسابنا نحن كمسيحيّين في هويّاتنا الإثنيّة والقوميّة كافة".

وتابع مراد: "لهذه الأسباب أقول إنّ هذا النظام المركزي الذي دافعنا عنه ودفعنا في سبيله 1200 شهيد إلى جانب حلفائنا، لأنّه نظام فاشل ونظام عنصري، لا يزال يقصينا عن التمثيل تحت تسمية "الأقليات" ويهمّشنا، ولايزال يأخذ منّا ويرفض أن يعطينا. فنحن ارتضينا ذلك لأنّنا لطالما رفعنا شعار "مصير البلد فوق كل اعتبار" ، ولطالما ضحّينا على حساب مصالحنا ووجودنا وحقوق شعبنا؛ إلّا أنّ شعبنا وشبابنا يهاجرون لأنّهم لا يجدون فرص التقدّم والتطوّر، حيث أنّ أكبر ضابط في الجيش يصل إلى رتبة عميد ثمّ يحال إلى التقاعد. لا وزراء ونواب لنا ولا مدراء عامين، لأنّ النظام السوري البعثي الأسدي قرّر معاقبتنا".

وشدّد مراد على أنّ "أصواتنا تعطى دائماً للأحزاب السياديّة، والاحزاب الأرمنية المناضلة التي تدافع عن سيادة لبنان وعن وجود الحرية فيه، حزبي "الهنشاك والرمغفار"، مؤكّداً  "أنّنا لم نُبالِ يوماً بالمناصب لأنّ من يفتدي الأرض والوطن بالدماء لا يكترث للمناصب، غير أنّنا لن نقبل بالظلم الذي لا يزال يلحق بنا، ليس طمعاً بمقعد نيابي أو وزاري أو بلدي أو اختياري، ولكن من أجل حقوقنا وكرامتنا وهي من كرامة ربّنا وكرامة الصليب، وكرامة جميع الشهداء، شهداء الإبادة الأرمنيّة والسريانيّة وشهدائنا ضمن المقاومة اللبنانيّة المسيحيّة، ولن نتراجع".

وأردف: "نشكر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الشيخ سامي الجميّل الذي كان أول المطالِبين، ضمن مشروع قانون قدّمه  إلى مجلس النواب، من أجل جعل ذكرى الإبادة الأرمنيّة والسريانيّة الأشوريّة الكلدانيّة و"كفنو" المارونيّة، يوماً وطنيّاً، ولا حاجة لنا أو مطلب بأن يكون يوم عطلة، كذلك فإنّ حزب الكتائب هو الوحيد مع رئيسه، الذي بادر إلى دعوتنا في 2013 عندما رفعنا الصوت مطالبين بحقّنا بأن يكون لنا نائبان، حيث كان يقتصر تمثيلنا ضمن مقعد الأقلّيات؛ فحضّرت مع الشيخ سامي الذي أوجّه له التحيّة، في "البيت المركزي" مشروع قانون يقدّم  إلى مجلس النواب، وتضمّن المطالبة بإضافة 6 مقاعد نيابيّة: ثلاثة منها للمسيحيين، وثلاثة للمسلمين، سنّي، وشيعي ودرزي، فننال بذلك حقّنا في التمثيل"، مستدركاً: "ولكنّ في ذلك الوقت رُفض المشروع الأرثوذكسي ولم يطبّق وتبخّر القانون ومشروعه".

وأكّد مراد: "نحن لن نتخلّى عن لبنان، لن نغادره، لن نيأس، وسنبقى ثابتين في مقاومتنا إلى جانب حلفائنا، ولا سيّما في "القوات" و"الكتائب" ولطالما اعتبرنا أنّهم يمثّلوننا. لن نتوقّف عند مناصب إداريّة أو وزاريّة أو نيابيّة أو عسكريّة، ولكن نحضّكم على عدم السماح باستشراء الظلم اللاحق بشبابنا وأجيالنا إلى ما لا نهاية".

وختم: "لن نسامح، لن نصالح، مهما طال الزمن، وليس فقط بعد 110 سنين، ولو حتى بعد مليون سنة، سنستمرّ في تنشئة أولادنا والأجيال الطالعة على أن الـظلم والإبادات ارتكبت بحقّنا. لن نسامح، لن نصالح قبل الاعتراف والتعويض. المسيح قام. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار".

 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa