لبنان يحتفل باليوم العالمي للملكية الفكرية في مدينة عاليه

احتفل لبنان في 26 نيسان 2025 باليوم العالمي للملكية الفكرية في مدينة عاليه، وذلك بمباركة من فخامة رئيس الجمهورية، وبرعاية كريمة من وزارة الاقتصاد والتجارة، وبالتعاون مع بلدية عاليه.

وفي تفاصيل المناسبة، أقامت CONFIDENCE-IP للملكية الفكرية احتفالاً مميزًا في المركز الثقافي التابع لبلدية عاليه، حيث كان التركيز على محورين أساسيين:

الموضوع الأول: دور الملكية الفكرية في دعم الابتكار وتحفيز الإبداع، وأثر ذلك على التنمية الاقتصادية.

الموضوع الثاني: إطلاق حملة إعلامية تهدف إلى الدفع باتجاه إقرار مشروع قانون المؤشرات الجغرافية، المشروع الذي أعدته وزارة الاقتصاد منذ 18 سنة بمساهمة خبراء قانونيين لبنانيين وبالتعاون مع دول EFTA. وقد أفضى هذا التعاون إلى اعتماد ثلاث مؤشرات جغرافية لبنانية هي:

1-زيت زيتون حاصبيا

2-بصل كفرفيلا

3-ماء زهر مغدوشة

وما يزال لبنان ينتظر إقرار هذا القانون الحيوي للاستفادة من قيمته الكبرى على صعيد حماية الإنتاج المحلي وتعزيز قدرات المزارعين.

افتُتِح الحفل بكلمة ألقتها الأستاذة ريما أبو غيدا فيصل، رئيسة CONFIDENCE-IP،

حيث تمحورت الكلمة على موضوعين هامين:

" اولا: تسَلِّيطَ الضَّوءَ على أَهمّيّةِ حِمايةِ الابتِكارِ والإبداعِ في وَطنٍ يَزخَرُ بالمَواهِبِ والطّاقات، ولكن في كثيرٍ من الأَحيانِ، لا يَعرِفُ المُبدِعُ كَيفَ يَحمِي فِكرَتَه، أَو مِن أَيْنَ يَبدأ.

فلُبنانُ غَنِيٌّ بالمُبدِعينَ في مُختَلَفِ المَجالات: مِن الكُتّابِ، الشُّعَراءِ، إلى المُهَندِسينَ، المُبرمِجينَ، أَصحابِ المَشاريعِ الصَّغيرةِ، الفَنّانينَ، الرَّسّامينَ، النَّحّاتينَ، المُوسيقيينَ، ومُصَمِّمي الأزياء...

ولكن، الكَثيرُ مِن هؤلاء، للأسف، لا يُدرِكونَ أَهمّيّةَ حِمايةِ أَعمالِهِم وابتِكاراتِهِم، أَو يُواجِهونَ صُعوباتٍ في الوُصولِ إلى المَعلُوماتِ والإِجرَاءاتِ القانونيّةِ اللّازِمة.

مِن هُنا، وُلِدَت مُبادَرةُ CONFIDENCE-IP.

نَحنُ لسنا مُجرَّدَ مَكتَبٍ لِحِمايةِ المِلكيّةِ الفِكريّة.

نَحنُ جِسرٌ بَينَ الفِكرةِ والتَّنفيذ، بَينَ المُبدِعِ والنِّظامِ، أو القانُونِ الّذي يَضمَنُ لَهُ حُقوقَه.

نَحنُ هُنا لِنَقولَ لِكُلِّ صاحِبِ فِكرة:

فِكرَتُكَ تَستَحِقُّ أن تُحمى،

واسمُكَ يَستَحِقُّ أن يُسَجَّل،

وإبداعُكَ أن يَكونَ في أمان.

هذا المُؤتمرُ اليومَ هو البِداية.

بِدايةٌ لِمَسارٍ جَديدٍ من الوعي، مِن التَّعاون، ومِن التَّمكينِ القانُونِيِّ لِلمُبدِعينَ، والاقتصاديينَ، والتُّجّارِ، والمُزارِعينَ، والمُختَرِعينَ في لُبنان.

لقد تَشرَّفنا بِوُجودِ نُخبَةٍ مِن المُحاضِرينَ والمُختَصّينَ المَحلّيّينَ والدَّوليّينَ، لِيَتَناوَلوا المَواضيعَ المُتَعلّقةَ بالمِلكيّةِ الفِكريّةِ كالعَلاماتِ التِّجاريّةِ، حُقوقِ المُؤلِّف، بَراءاتِ الاخترَاعِ، التَّصاميمِ الصِّناعيّةِ، والمُنتجاتِ شِبهِ المُوَصَّلةِ وغيرِها.

سَتُطرَحُ تَجارِبُ حقيقيّة، وسَتُناقَشُ تَحدّياتٌ وفُرَص، والهَدَفُ واحِد: أن نُسَلِّحَ كُلَّ مَن لَدَيهِ فِكرةٌ أو مَشروعٌ بالمعرِفةِ، والثِّقةِ، والأدَواتِ الّتي يَحتاجُها لِحِمايةِ إنتاجِهِ وحُقوقِهِ.

ونَحنُ نَحتَفِلُ اليومَ بِاليَومِ العالَميِّ للمِلكيّةِ الفِكريّة، دَعونَا نَتَذَكَّر أنَّ كُلَّ عَلامةٍ تِجاريّةٍ عالَميّة،

وَكُلَّ اختِراعٍ غَيَّرَ حَياتَنا،

وَكُلَّ عَملٍ فَنّيٍّ خُلِّدَ في الذَّاكِرَة،

بَدأَ بِفِكرة.

ولكِن، هذِهِ الفِكرةُ لم تَكُن لِتَصِلَ إلى ما وَصَلَت إليه،

لَولا الحِماية، والدَّعم، والتَّشجيع.

فَلنَكُنِ اليومَ صَوتًا لِكُلِّ فِكرةٍ جَديدة،

ويَدًا مَمدُودةً لِكُلِّ مُبدِعٍ يَبحَثُ عن أمانٍ قانُونِيٍّ، وبِيئةٍ حاضِنَة."

اما الموضوع الثاني:

 إطلاق حملة إقرار مشروع قانون  المؤشرات الجغرافية الذي  تَمَّ إِرسالُه إلى مَجلِسِ الوُزَراءِ بتاريخ ٢٤ آذار ٢٠٠٧، حيْثُ وافقَ مَجلِسُ الوُزَراءِ عليهِ مِن خِلالِ القَرارِ رَقم ٨٥ تاريخ ٢١ أَيّار ٢٠٠٧، ثُمّ أَصدَرَ هذا المَجلِسُ المَرسومَ النّافذَ حُكمًا رَقْم ٥٧٣ تاريخ ٢٧ تمّوز ٢٠٠٧، وقد أُحيلَ إلى مَجلِسِ النُّوّابِ لِدِراستِهِ وتَصديقِهِ لِكَي تَتَمكَّنَ وِزارَةُ الاقتِصادِ والتِّجارَةِ مِن تَطبيقِ أَحكامِهِ، لا سِيّما المُتعلِّقةِ بِتَسجيلِ المُؤشِّراتِ الجُغرافيّةِ وتَسمياتِ المَنشَأ.

وبعدَ مُرورِ ١٨ سنة، نَأمُلُ، بِالتَّعاونِ والشَّراكَةِ مع هذهِ الجِهاتِ الّتي ذَكرناها، في إِطلاقِ حَملَةِ إقرارِ مَشروعِ قانُونِ حِمايةِ المُؤشِّراتِ الجُغرافيّة ."

تلتها كلمة الرئيس القاضي نسيب إيليا، عضو مجلس القضاء الأعلى ورئيس محكمة الجنايات، الذي سلط الضوء على أهمية المشروع وانعكاساته الإيجابية على الصعيدين القانوني والاقتصادي بالإضافة الى التحدث بإسهاب عن براءات الإختراع.

كما ألقى الدكتور وسام العميل، رئيس مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد، كلمة أكد فيها أهمية حماية المؤشرات الجغرافية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني، 

وقد تطرق الى موضوع تسجيل العلامات التجارية، وأهمية ذلك عل. دعم الإقتصاد ومحاربة التقليد والتعدي على العلامات التجارية.

وايضا تم التطرق لحقوق المؤلف، وطريقة حماية الابداع،  وقد لفت ممثل وزارة الإقتصاد، الى ان لبنان لم يحتفل بهذا اليوم منذ خمس سنوات مضت، آملا ان يكون اليوم، هو بداية لتعزيز اكبر لحماية الملكية الفكرية في لبنان، وإزالة العوائق 

وفي الختام، ألقت الدكتورة منى عقل كلمة ترحيبية باسم رئيس بلدية عاليه الأستاذ وجدي مراد، مرحّبة بالحضور ومؤكدة دعم البلدية لمبادرات حماية الملكية الفكرية.

شهد الحفل أيضًا توزيع دروع تكريمية لممثل وزارة الإقتصاد، الدكتور وسام العميل، والرئيس القاضي نسيب إيليا بمناسبة تعيينه عضو مجلس القضاء الاعلى، ايضا تم  تقديم درع  لكل من رئيس بلدية عاليه، لجهوده الاستثنائيةفي خدمة الثقافة والتنمية المستدامة.

 والدكتور هادى أبو فخر،بعد حماية و تسجيل مصنفه العلمي الجديد "Merit Math" في لبنان وعالميًا عبر مكتب CONFIDENCE-IP، و تقديرًا لدوره و رؤيته   في أعادة  لبنان إلى منظمة PAMA العالمية للعداد والحساب الذهني، حيث تم تعيينه رئيسًا للمنظمة في لبنان.

وفي ختام الاحتفال، تم تقديم عرض حي لطلاب الدكتور هادي، حيث أظهروا مهارات حسابية فائقة، تمثل مثالاً حيّاً للقدرات الاستثنائية التي يمكن أن تتحقق من خلال العلم والتدريب المتخصص. إن هذا العلم، الذي يُعتبر من الركائز الأساسية في تعزيز قدرات التفكير، يجب أن يُستثمر بشكل جاد من قبل أجيالنا القادمة، لما له من أثر بالغ في تطوير العقل البشري، ليس فقط في معالجة المسائل الحسابية، بل في حل جميع أنواع التحديات والمشاكل.

وقد حقق أحد الطلاب إنجازاً مشرفاً بحصوله على المركز الخامس في التقييم العالمي لهذا العام، مما يعد فخراً كبيراً للوطن، وستستمر

                                      CONFDENCE-IP للملكية الفكرية 

بتسليط الضوء على المبدعين على مستوى أرجاء الوطن كافة.

قدمت وادارت الندوة الأستاذة إيلين رشماني معاصري