إطلاق "حملة حقي 2025": نحو تذليل العقبات أمام اقتراع الناخبين المعوقين باستقلالية وكرامة

أطلق الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيًا، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حملة "حقي" الوطنية لتنفيذ الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين في لبنان. وقد جرى الحفل بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، إلى جانب ممثلين عن منظمات الأشخاص المعوقين، المنظمات المدنية المحلية والدولية، ومتطوعي الحملة.

كلمة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيًا

افتتحت الحملة بكلمة من سيلفانا اللقيس، رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيًا، التي وجهت تحية إلى أرواح رؤساء الاتحاد السابقين الراحلين الذين أطلقوا المسار الحقوقي لهذه الفئة. كما أشادت بتعاون وزيري الشؤون الاجتماعية والداخلية والدعم الذي لقيته الحملة من قبلهم، خاصة في ما يتعلق بتسهيل عملية الاقتراع للأشخاص المعوقين من خلال تخصيص أقلام اقتراع على الطوابق الأرضية في المراكز الانتخابية. وأكدت اللقيس على أهمية تطبيق الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأملها في أن يكون عهد الرئيس جوزاف عون بداية مرحلة جديدة نحو دولة المواطن والقانون.

دعم الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

أكد سيريل ديواليين، رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، على أهمية تسهيل مشاركة الأشخاص المعوقين في الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن الديمقراطية لا تتحقق إلا عندما تكون متاحة للجميع. وثمن الجهود التي بذلها الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيًا بالتعاون مع وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية لتحقيق هذا الهدف.

من جهتها، أعربت بليرتا أليكو، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، عن سعادتها بالشراكة مع الاتحاد في إطلاق الحملة، مؤكدة أن البرنامج يسعى إلى دعم عملية انتخابية عادلة لجميع المواطنين. وأضافت أن تسهيل عملية الاقتراع للأشخاص المعوقين من خلال إزالة العوائق أمامهم سيكون له دور كبير في تحقيق الدمج الاجتماعي.

كلمات من الوزارات المعنية

وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد أكدت أن الوزارة تعمل على تسهيل عملية اقتراع الأشخاص المعوقين، مشيرة إلى تعاونها مع وزارة الداخلية في مشاركة البيانات الخاصة بالأشخاص المعوقين وتكييف المراكز الانتخابية لتلبية احتياجاتهم. وأضافت أنه بعد توقيع لبنان على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن هناك مسؤولية كبيرة في نشر مبادئ الاتفاقية وترسيخها.

وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار تحدث عن أهمية توفير بيئة انتخابية عادلة للجميع، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تحسين الظروف في المراكز الانتخابية من خلال تخصيص أقلام اقتراع في الطوابق الأرضية وتعيين فرق متخصصة لمتابعة تنفيذ هذه الإجراءات.

حملة "حقي" في النسخة الجديدة

حملة "حقي" التي بدأت منذ عام 2005 استطاعت أن تحقق عدة إنجازات قانونية، مثل إدراج مواد قانونية تسهل عملية اقتراع الأشخاص المعوقين في القوانين الانتخابية. وأعلنت المديرة التنفيذية للحملة، حنين الشمالي، أنه سيتم بدءًا من الرابع من أيار المقبل مراقبة الانتخابات من قبل مئة مراقب تابعين للحملة في محافظة جبل لبنان، لرصد الانتهاكات في مراكز الاقتراع بحق الأشخاص المعوقين.

وأشارت الشمالي إلى أن الحملة تسعى إلى أن يكون كل شخص معوق قادرًا على ممارسة حقه الانتخابي بشكل مستقل وبدون المس بكرامته الإنسانية.

الختام وحلقة النقاش

في ختام الحفل، عرضت مواد توعوية مصورة حول حقوق الأشخاص المعوقين في الانتخابات، ثم نظمت حلقة نقاش تناولت حقوق الأشخاص المعوقين سمعياً، ذهنياً وبصرياً. وقد أدار النقاش الإعلامية صبحية نجار، وشارك فيها ممثلون عن الجمعيات المعنية بحقوق الأشخاص المعوقين، حيث تم مناقشة التحديات التي تواجه هؤلاء الناخبين في الانتخابات الماضية والفرص المرتقبة في الانتخابات المقبلة.

تأتي هذه الحملة لتعزيز الحقوق السياسية للأشخاص المعوقين في لبنان وضمان مشاركتهم الكاملة في الحياة السياسية، مما يعكس التزامًا دوليًا ومحليًا نحو تحقيق العدالة والمساواة.