تركيا: نرفض الحكم اللامركزي في سوريا

أفادت مصادر تركية لرويترز  بأن أنقرة ترفض بشكل قاطع أي مبادرات من شأنها تهديد وحدة سوريا أو المساس بسيادتها، وذلك في ردٍّ واضح على دعوات الأكراد لاعتماد نظام حكم لا مركزي في البلاد.

وكانت تركيا قد دعمت المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس السابق بشار الأسد لسنوات، وتُعتبر حالياً من أبرز الداعمين للقيادة السورية الجديدة ذات التوجه الإسلامي، متعهدة بدعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار بعد سنوات الحرب التي استمرت 14 عامًا.

وترى أنقرة أن مطالب الأكراد بالحكم اللامركزي تشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، بسبب الروابط التي تربط بعض هذه الفصائل الكردية بجماعة حزب العمال الكردستاني المصنفة إرهابية داخل تركيا، وتسعى الحكومة التركية لإنهاء النزاع الممتد منذ عقود مع هذه الجماعة.

وجاء هذا الموقف بعد اجتماع لأحزاب كردية سورية، بينها قوات سوريا الديمقراطية، حيث تم الاتفاق على رؤية سياسية موحدة تنص على نظام لا مركزي، وهو ما رفضته القيادة السورية المركزية.

وفي هذا السياق، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "فكرة الحكم اللامركزي في سوريا ليست سوى أوهام"، بحسب مصادر تركية.

من جهته، قال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن أنقرة لا توافق على أي خطة تسمح بتقويض سلطة الدولة السورية المركزية أو تسليح جهات خارج نطاق تلك السلطة.

وتُصنف تركيا "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة، كمنظمة إرهابية، لكنها رحبت مبدئياً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس بين التحالف الكردي ودمشق، والذي يتضمن دمج الكيانات الأمنية والإدارية الكردية بالحكومة المركزية، شرط تفكيك وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود ذلك التحالف.

وأوضح المصدر أن تركيا منحت دمشق "الفرصة الكافية" للتعامل مع التهديدات الكردية، لكنها لوّحت بإمكانية القيام بتدخل عسكري في حال تجاهلت هذه المخاوف.

من جهة أخرى، اعتبر مصدر في وزارة الدفاع التركية أن مطالب الإدارة الذاتية تقوّض وحدة سوريا وتهدد استقرار المنطقة، مشدداً على رفض بلاده لأي خطاب أو خطوات باتجاه تفكيك سوريا تحت أي ذريعة.

أما المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيسيلي، فقد دعا جميع دول المنطقة إلى المساهمة في أمن سوريا واستقرارها، موجهاً انتقاداً لإسرائيل بسبب غاراتها الجوية داخل الأراضي السورية، والتي وصفها بأنها "استفزازات غير مقبولة" تهدف إلى ضرب وحدة البلاد، خاصة في مرحلة ما بعد الأسد.

وختمت المصادر التركية بالإشارة إلى أن أنقرة تطالب برفع كامل للعقوبات الغربية المفروضة على سوريا، إضافة إلى انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق البلاد.