الكرادلة والقداس الأخير قبل انعقاد المجمع المغلق

اجتمع الكرادلة القادمون من مختلف أنحاء العالم في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، لإقامة قداس ختامي يسبق انعزالهم في المجمع المغلق المعروف باسم "الكونكلاف"، حيث سيختارون البابا الجديد لقيادة أكثر من 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم.

من المتوقع أن يشارك في هذا الكونكلاف 133 كاردينالاً، بهدف اختيار خليفة للبابا فرنسيس، الذي توفي الشهر الماضي بعد فترة بابوية استمرت 12 عامًا. ورغم اقتراب موعد التصويت، لم يبرز حتى الآن مرشح بارز يحظى بإجماع واسع، نظرًا لاختلاف التوجهات والتيارات التي يمثلها الكرادلة، مما يجعل المنافسة مفتوحة على جميع الاحتمالات.

ويواجه البابا القادم تحديات عديدة، تشمل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة، والخلافات الداخلية في الكنيسة، إضافة إلى تبعات فضائح الاعتداءات الجنسية، وتراجع أعداد المصلين في الدول الغربية.

بدأ الكرادلة صباحهم بقداس في كاتدرائية القديس بطرس، ترأسه كبير الكرادلة جيوفاني باتيستا ري، في آخر قداس علني قبل أن يتم الإعلان عن اسم البابا الجديد من شرفة الكاتدرائية، وهي لحظة قد تستغرق بضعة أيام للوصول إليها.

تاريخيًا، استغرقت عملية انتخاب البابا فرنسيس وسلفه بنديكتوس السادس عشر يومين فقط، لكن أطول عملية انتخاب في تاريخ الكنيسة استمرت ثلاث سنوات كاملة، وذلك في الفترة بين 1268 و1271.

المجمع المغلق الحالي يُعد الأكبر من نوعه، حيث يضم كرادلة من نحو 70 دولة مختلفة، ويتطلب انتخاب البابا الجديد حصوله على تأييد 89 كاردينالاً على الأقل، أي ما يعادل أغلبية الثلثين.

ينعزل الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا في مقر إقامتهم داخل الفاتيكان، في "دار الضيافة سانتا مارتا"، حيث كان البابا فرنسيس يقيم سابقًا، بالإضافة إلى مبنى مجاور مخصص لمسؤولي الفاتيكان.

بعد القداس، يتوجه الكرادلة إلى كنيسة سيستينا لبدء عملية الاقتراع السرية، وهي من الطقوس الأكثر خصوصية وغموضًا في العالم. يلتزم كل كاردينال بقسم السرية قبل بدء التصويت، متعهدًا بقبول منصب البابا في حال اختياره.

تُجرى الجولة الأولى من التصويت في مساء يوم الأربعاء، حيث يضع الكرادلة أوراق اقتراعهم في صندوق مخصص أمام لوحة "الدينونة الأخيرة" الشهيرة. وفي حال عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلوبة، يتم حرق أوراق الاقتراع بمواد كيميائية تنتج دخانًا أسود، بينما يُعلن عن انتخاب البابا الجديد بخروج دخان أبيض من مدخنة الكنيسة، في إشارة واضحة للعالم بأن خليفة جديد قد تم اختياره.