11/05/2025 10:58PM
كتب طارق أبوزينب في السياسة:
لم تكن الاتهامات الموجهة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة في الملف السوداني وليدة الصدفة أو مجرد ضجيج إعلامي عابر، بل كشفت وثائق رسمية صادرة عن مجلس الأمن الدولي في 17 نيسان 2025 عن حملة ممنهجة ومتصاعدة تهدف إلى تقويض دور أبوظبي ومساعيها لحل النزاع السوداني. ومع ذلك، لم تجد هذه الحملة السياسية قبولًا في المحافل القانونية، حيث رفضت محكمة العدل الدولية مؤخرًا دعوى القوات الجيش السوداني ضد الإمارات، مؤكدةً عدم اختصاصها وشاطبةً القضية برمتها .
ومع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، تؤكد الإمارات مجددًا تمسكها بخيار السلام، داعيةً طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة، والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. بينما يتقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات حازمة لإنهاء المأساة ومحاسبة المتورطين في الفظائع.
حين تتكلم الوثائق: الإمارات بريئة والكيزان في مرمى الإدانة
التقارير الأممية الصادرة عن مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، التي تناولت بالتفصيل الوضع الميداني في السودان، وضعت النقاط على الحروف في قضية شغلت الرأي العام العربي طويلًا. فقد فنّدت الأدلة والمعطيات الاتهامات الموجهة إلى الإمارات بشأن دعمها لأحد أطراف النزاع، وتحديدًا قوات الدعم السريع. إن غياب أي إشارة إلى دور إماراتي في النزاع السوداني ضمن تقارير بهذا المستوى يثبت بوضوح أن تلك الاتهامات لم تكن سوى مزاعم لا أساس لها من الصحة، الأمر الذي أسقط الادعاءات التي دأبت جهات سودانية متشددة، تحمل أيديولوجيا متطرفة، والجهات المتحالفة معها في المنطقة، على الترويج لها.
التأكيد الدولي على حيادية الإمارات
أن غياب اسم دولة الإمارات العربية المتحدة عن وثيقة دولية بهذا المستوى يثبت بوضوح الطابع السياسي البحت لتلك الاتهامات، التي تفتقر إلى أي أساس قانوني أو دليل موضوعي إلى أن المزاعم التي روّج لها بعض عناصر جماعة الإخوان المسلمين المحسوبين على الجيش السوداني، لم تكن سوى محاولة مكشوفة لصرف أنظار المجتمع الدولي عن الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوداني، ووسيلة للهروب من المساءلة الدولية. كما شدّد التقرير على أهمية التمييز بين الدول التي تسعى إلى دعم الاستقرار وتقديم المساعدات، وتلك التي تستغل الشعارات الوطنية لارتكاب الفظائع.
وفي المقابل، وثّق التقريرالأممي سلسلة من الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها القوات المتحالفة مع الجيش السوداني، شملت: قصفًا عشوائيًا للمدن، واغتصابات جماعية، وإعدامات ميدانية، وتجنيدًا قسريًا للأطفال، فضلًا عن تهجير جماعي للمدنيين، وهي انتهاكات ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.
الإمارات والسلام... والكيزان والخراب
اللافت في التقرير الأممي هو إشارته الواضحة إلى تورط عناصر مرتبطة بالنظام السوداني السابق، المعروف اصطلاحًا بـ"الكيزان"، الذين يعملون وفق أجندة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين. وهذه الإشارة تُعد بمثابة إدانة سياسية وأخلاقية للتنظيم، وتكشف أن بعض الفاعلين داخل المؤسسة العسكرية السودانية يتحركون وفق أجندة التنظيم الدولي للإخوان، لا وفق مصلحة الشعب السوداني.
يتجاوز ما تكشفه الوثيقة الأممية حدود الملف السوداني ليكشف مشهدًا إقليميًا أوسع. يتمثل هذا المشهد في استخدام جماعة الإخوان أدوات الإعلام والحملات الإعلامية الإلكترونية لتشويه خصومها السياسيين.
وفي هذا السياق، فإن الإمارات، التي وقفت منذ اندلاع الأزمة السودانية إلى جانب الشعب السوداني وسعت إلى دعم الحلول السلمية والحوار، وجدت نفسها عرضة لحملة موجهة تهدف إلى تقويض دورها العربي والإقليمي، من خلال فبركة وقائع لا أساس لها من الصحة .
السودان تحت النار... والتقارير الأممية تكشف من يشعلها
لا يبرئ التقرير الأممي الإمارات فحسب، بل يضع الإصبع على الجرح، كاشفًا الوجه الحقيقي لمن يستثمر في الدم والخراب. إنها لحظة اختبار للضمير العربي، وفرصة لتفكيك أدوات التضليل التي ما زالت تحاول عبثًا تشويه صورة الدول المستقرة لصالح مشاريع عابرة للحدود.
بوابة السودان في دبي
أن قيم التسامح والتعايش الإيجابي بين مكونات المجتمع الإماراتي تجسدت بوضوح من خلال مشاركة أبناء الجاليات، بما في ذلك المقيمون السودانيون، في مهرجان "بوابة السودان" الذي أُقيم في مركز دبي الدولي للمعارض. وقد حضر المهرجان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.
وقد استقطبت الفعالية، التي اتسمت بأجواء سودانية أصيلة، أكثر من 20 ألف شخص من العائلات والأفراد. لم تقتصر مشاركتهم على الجالية السودانية فقط، بل شملت أيضًا أفرادًا من جاليات متعددة تقيم في دولة الإمارات .
إن مواجهة حملات التشويه الممنهجة ضد الإمارات تتطلب منا تعزيز رواية الحقائق ورفع الوعي الإقليمي بخطورة المشاريع المتطرفة التي تهدد أمن المنطقة. وفي الوقت نفسه، تظل الإمارات نموذجًا يحتذى به في قيم التسامح والتعايش، حيث تفتح أبوابها لجميع الجاليات على اختلاف ثقافاتها، وتؤكد بذلك دورها الريادي في تعزيز السلام الاجتماعي والحوار بين الشعوب.
شارك هذا الخبر
بهاء الحريري: نرحب بالقرار الأمريكي الذي أعلنه الرئيس ترامب برفع العقوبات عن سوريا
السلام مع اسرائيل يحمي مروان الأمين:السلاح أصبح يخيف الشيعة والعونية حالة مرضية وهذا المطلوب قواتياً
منع مرور السير كليًا على طريق نهر الكلب–زكريت لهذا السبب!
سائق المظلة التي أودت بحياة مواطن يسلّم نفسه لشعبة المعلومات
ميسي يكشف عن هدفه الأجمل في مسيرته
الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون بصاروخ باليستي
28 شهيدًا في مجزرة إسرائيلية قرب مستشفى خان يونس
بعد إعلان ترامب...الإحتفالات في الشوارع
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa