فسحة نقاش مع شريكي في الوطن

09:19AM

كتب الدكتور شربل عازار بعنوان، فسحة نقاش مع شريكي في الوطن.

كلّنا نتذكّر بعض شعارات وتعابير المرحلة السابقة مثل:

 -محور الممانعة،

-ووحدة الساحات،

-ونستطيع تدمير إسرائيل بِسَبع دقائق،

-وسنضرب ما بعد بعد حيفا،

-وسنمرّغ أنف أمريكا بالوحل،

-وسيطرت إيران على أربع عواصم عربيّة بينها بيروت،

-وسيطرت إيران على مجلس النواب اللبناني بحصولها على ٧٤ نائب،

-ولدى إيران ستة جيوش خارجيّة في المنطقة أقواها "حزب الله" اللبناني،

 -وامتدّت حدود الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران الى شواطئ المتوسط،

-وتجارة الممنوعات هي تجارة مشروعة لدعم المقاومة،

-وواجب "حزب الله" المحاربة في سوريا للدفاع الوقائي عن لبنان،

-والسلاح يحمي السلاح،

-ومئة الف مقاتل ومئة وخمسون ألف صاروخ،

-والعبارة الشهيرة: تأدّبوا،

الكلّ مُتّفِق اليوم أنّ هذه الشعارات والعبارات  أصبحت من الماضي وذلك ليس بِفِعل أي فريق لبناني وليس بتأثير من أي طرف داخلي، بل ما حَصَل هو بِفِعل متغيّرات دراماتيكية في منطقة الشرق الأوسط نَتَجَت عن عمليّة "طوفان الأقصى" التي قامت بها حماس في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، كما نتجت عن حَربِ "الإسناد والإلهاء والإشغال" التي شَنَّها "حزب الله" في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣ دعماً لحَماس، تماماً كما  تُستَغَّل اليوم صواريخ اليَمَن اليتيمة التي تَصِل الى أحراش مطار "بن غوريون" فَتَحرق شجرة، ويكون الردّ الإسرائيلي بإشعال مرفأ الحُدَيْدَة وتدمير مطار صنعاء. علماً أنّ المتغيّرات قد أطاحت أيضاً بنظام الممانعة في سوريا وحَيّدَت 'الحشد الشعبي العراقي" عن النفوذ الإيراني.

إنّها لعبة أُمَم كبرى سَيدوم تأثير نتائجها عشرات السنين مستقبلاً. ومن الواضح أنّ الدَور الذي أُرِيد لإيران أن تَلعَبه، منذ أن استُدعِيَ الشاه رضا بهلوي الى واشنطن، وغَطَّ مكانه في مطار طهران الإمام الخميني بطائرة ال بوينغ ٧٤٧، فخر الصناعة الأميريكيّة، التي أقلَعَت مِن مطار "أورلي" في باريس بتنسيق مخابراتي أميريكي فرنسي بريطاني وربّما أكثر، هذا الدور الأيراني قد انتهى او قد تَبَدَّل، وما تقطيع الأذرع الإيرانيّة الخارجيّة إلا البرهان على ذلك.

في العودة الى الأساس، كلّ الزلازل الدراماتيكيّة التدميريّة التي حصلت في الشرق الأوسط منذ "طوفان الأقصى" وحتى كتابة هذه السطور، لا دَخْلَ ولا علاقة لإبن طرابلس ولإبن بشري ولإبن كسروان ولإبن الشوف ولإبن بيروت ولا لأي لبناني من أقصى عكار الى أقصى الجنوب، لا علاقة لأحد بها، ولا يجوز التعامل او النظر الى أيّ لبناني على أنّه انتصر للخارج ضد شركائه في الوطن، بل إنّ ما حصل هو نتيجة "سياسات المحور" التي دمّرت المنطقة ودمّرت لبنان.

مِن كلّ الشعارات التي أصبحت من الماضي بَقِي شعارٌ واحدٌ تُرَدّده قيادات الصفّ الأول في "حزب الله" وهو:

"اليد التي سَتَمتَد الى سلاحنا سنقطعها".

حبّذا لو تَنتَبِه هذه القيادات الى أنّ إسرائيل قد "مَدَّت يدها" على هذا السلاح ولم تُقطَع، فضدّ مَن التهديد بِقَطع اليد؟ أهو ضدّ الشعب اللبناني وضد الدولة اللبنانية التي تسعى جاهدة الى تضميد الجراح ولملمة الأضرار وإعادة الإعمار؟

  ألم يَحِن الوقت بعد "للبيئة الحاضنة" أن تطلب من "حزب الله" الرأفة بأبنائها  وبالوطن مِن خلال تسليم ما بَقِي من سلاحِ "الحزب" الى الدولة اللبنانيّة المسؤولة الوحيدة عن حماية هذه "البيئة" وعن حماية جميع اللبنانيّين، وهي على ذلك قادرة بالتأكيد، فنفتح صفحة جديدة عنوانها:

 "عودة الجميع الى الوطن، فنعيش معاً شركاء أحبّاء وأخوة متساوين تحت سقف الدولة والدستور والقانون فَنُوَرِّث أبناءنا العدالة والسلام والوئام والازدهار والاستقرار بدل الاستمرار في جهنّم؟


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa