قيادي حوثي ومصير مجهول... من هو زكريا عبدالله؟

أفادت منصة "ديفانس لاين" المتخصصة في الشأن العسكري والأمني في اليمن، أن مصير القيادي في جماعة الحوثي، زكريا عبدالله يحيى أحمد حجر، لا يزال غير معروف، وسط ترجيحات بمقتله في غارة أميركية استهدفت مقراً في شمال العاصمة صنعاء في شهر آذار الماضي.

زكريا حجر، البالغ من العمر 39 عاماً، والمعروف باسمه الحركي "هاجر"، ينحدر من منطقة رحبان في محافظة صعدة. يُعتبر خبيراً في تطوير منظومة الصواريخ والطائرات المُسيّرة التابعة للحوثيين، ويُعدّ من العناصر الفنية التي عملت إلى جانب خبراء من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في تعزيز القدرات العسكرية للجماعة.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن حجر كان يتولى قيادة ما يُسمى وحدة الطيران المُسيّر في الجماعة، حيث أُرسل في مراحل مبكرة من حياته لتلقي تدريبات عسكرية في إيران ولبنان وسوريا. هناك، خضع لدورات مكثفة في تطوير وتشغيل الطائرات بدون طيار، في إطار دعم برنامج إيران العسكري وخططها في اليمن والمنطقة.

زكريا حجر يعمل بسرية تامة، ولا يظهر في وسائل الإعلام، حيث يُعتقد أنه يستخدم هويات مزورة وأسماء مستعارة للتنقل وممارسة مهامه. كما تفرض الجماعة عليه قيوداً أمنية مشددة لضمان سلامته وتجنب رصده. ونشرت منصة "ديفانس لاين" صورة شخصية له تعود لعام 2013، مؤكدة إمكانية التعرف عليه من خلالها.

يحظى حجر بنفوذ كبير داخل الجماعة وبدعم مباشر من زعيمها، حيث يُعد من القيادات المقرّبة من الدائرة العائلية لقيادة الحوثيين، ومن بين الشخصيات الأكثر ثقة داخل الهيكل التنظيمي، خصوصاً بين العوائل الهاشمية التي يتم اختيار القيادات العسكرية والأمنية منها وفق معايير عائلية وطائفية. ووفقاً للمصدر ذاته، فإن حجر يرتبط بعلاقة مصاهرة مع عائلة عبدالملك الحوثي، كما أن بعض إخوته وأفراد أسرته يشغلون مناصب قيادية في الجماعة.

على الصعيد التعليمي، لم يلتحق حجر بالتعليم النظامي، بل تلقى تعليمه في المحاضن المذهبية والمراكز الطائفية، وشارك بشكل مباشر في المعارك خلال حروب صعدة منذ أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة.

بعد سيطرة الجماعة على صنعاء ومحافظات أخرى، مُنح رقماً عسكرياً ورتبة رفيعة في هياكل وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، وتم تكليفه بالإشراف على برنامج الطيران المُسيّر ضمن القوة النوعية المرتبطة بالمجلس الجهادي للجماعة.

زكريا حجر يُعد أحد القيادات المطلوبة لدى القضاء اليمني، حيث ورد اسمه في قائمة المتهمين الذين يخضعون للمحاكمة أمام القضاء العسكري في مأرب منذ بداية عام 2022، بتهم تتعلق بالتمرد والإرهاب والقتل.