رفع علم "الحزب" في لندن... تهمة الإرهاب تلاحق مغني فرقة "نيكاب"

وجهت شرطة لندن، مساء الأربعاء، تهمة ارتكاب جريمة إرهابية إلى ليام أوهانا، أحد أعضاء فرقة الراب الإيرلندية الشمالية "نيكاب"، بعد أن لوّح بعلم "حزب الله" خلال حفل أقيم في قاعة O2 بالعاصمة البريطانية في نوفمبر الماضي.

وأوضحت الشرطة في بيانها أن أوهانا، المعروف فنياً باسم مو شارا، رفع علماً "بطريقة تثير شبهة منطقية" بأنه يعبّر عن دعم لمنظمة محظورة هي "حزب الله"، مما يشكل خرقاً لقانون الإرهاب البريطاني الصادر عام 2000.

الفرقة ترد: سنُدافع عن أنفسنا

نفت فرقة "نيكاب" في بيان رسمي أي صلة لها بحزب الله، وأكدت:

"ننفي ارتكاب هذه الجريمة وسندافع عن أنفسنا بكل قوة".

كما استنكرت ما اعتبرته تحويلاً للأنظار عن الكارثة الإنسانية في غزة، قائلة:

"في وقت يُهدد فيه الجوع حياة 14 ألف طفل في غزة، تركّز المؤسسة البريطانية على ملاحقتنا".

خلفية سياسية وفنية مثيرة للجدل

تُعرف الفرقة المؤلفة من ثلاثة شبان من بلفاست بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، وقد أثارت جدلاً واسعاً خلال مشاركتها في مهرجان "كواتشيلا" الأميركي حين وصفت ما يجري في غزة بـ"الإبادة الجماعية".

ومنذ ذلك الحين، انتشرت مقاطع فيديو من حفلات سابقة يظهر فيها أحد أعضاء الفرقة وهو يهتف: "هيا يا حماس! هيا يا حزب الله!"، مما دفع شرطة مكافحة الإرهاب لفتح تحقيقات، معتبرة أن هناك "ما يكفي من الأدلة للاشتباه بارتكاب مخالفات".

ومع ذلك، جددت الفرقة نفيها التام لدعم أي تنظيم محظور، مؤكدة أنها "لم تدعم حماس أو حزب الله مطلقاً".

إلغاء حفلات ودعوات للمقاطعة

في أعقاب هذه التطورات، تعرضت "نيكاب" لحملة مقاطعة متصاعدة. فقد تم استبعادها من مهرجانات موسيقية في إنجلترا، وأُلغي عدد من حفلاتها في ألمانيا كان من المقرر إقامتها في سبتمبر المقبل. كما دعا مجلس نواب اليهود البريطانيين إلى إلغاء مشاركتها في مهرجان "غلاستونبري" المقرر نهاية يونيو.

فنانين كبار يدعمون "نيكاب"

رغم موجة الانتقادات، حظيت الفرقة بدعم واسع من داخل الوسط الفني، حيث وقّعت فرق وموسيقيون بارزون مثل "بالب" و"فونتينز دي سي" و"ماسيف أتاك" على رسالة دعم للفرقة، واصفين ما تتعرض له بأنه "قمع سياسي" ومحاولة صريحة لـ"إلغاء الصوت المعارض".

من المقرر أن يمثل ليام أوهانا أمام المحكمة في 18 حزيران المقبل. القضية لا تزال قيد المتابعة، ومن المتوقع أن تثير جدلاً واسعاً بشأن حرية التعبير وحدودها، خصوصاً في السياق السياسي المتوتر المحيط بالصراع في الشرق الأوسط.