06/06/2025 01:31PM
في أيلول 2024، ووفق معلومات خاصة حصلت عليها "نداء الوطن"، تلقى قائد الجيش العماد جوزاف عون اتصالاً من وزير الأشغال علي حمية يبلغه التالي: اتّخذت قراراً بإقفال مطار رفيق الحريري الدولي بوجه الطائرات الإيرانية لحمايته وحماية لبنان. ويا حضرة القائد هذه الطائرات تأتي محمّلة بالقطن وبعض الأدوية وقد تتسبّب بدمار المطار وبقتل المدنيين، فهل نسير بالقرار أم لديك رأي آخر؟
هذه المعلومة ليست للحديث عن أنّ الوزير حميّة لم يكن وزير الثنائي الشيعي في الحكومة السابقة، ولكن لنقول بأن الرئيس جوزاف عون يحكمُ على أداء المسؤولين وليس على انتمائهم، فمن اتّخذ قراراً بإقفال المطار بوجه الطائرات الإيرانية يوم كان يشكّل وصولها إلى لبنان خطراً على المطار وعلى المدنيين ولم يأبه لغضب مرجعيّته السياسية، لا يقابلُ إلا باعطائه فرصة أُخرى وشكره على وطنيّته.
إذاً، في المواطنة لا غبار على حميّة، أما في الفساد فمن يملك ملفّاً ضد حمية واثباتات ومن بحوزته دعوى بحق وزير الأشغال السابق، فليتفضّل ولو لمرة واحدة ويقدّم دليلاً وبعدها يُصبح الرئيس عون ملزماً بإقالة حمية. ولكن ليس على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال وسائل الإعلام تُتخذ القرارات السياسية الصائبة، والرئيس عون بالتحديد ليس موظّفاً عند أي فريق أو فئة سياسية. هو الرئيس بـ ألـ التعريف ومن يحكمُ على عهده هو التاريخ، والتاريخ لا يسير وفق رأي إعلاميّ من هنا و influencer من هناك، التاريخ تصنعه المواقف والقرارات المصيرية. واسمحوا لي، وأنا المصوّب دائماً على سلاح "حزب الله" أن أسأل: "ماذا فعل جوزاف عون في أشهره الخمسة في بعبدا يُخالف خطاب القسم؟ لماذا تسارعون إلى ضرب عهده، وأي رئيس للجمهورية يُحسَبُ عهده في أربع سنوات فعلية حيث أن سنته الأولى تكون تحضيرية وسنته الأخيرة تكون توديعية، والرئيس عون "ما إلو بالقصر من مبارح العصر؟".
سيل من الاتهامات وحملات إعلامية من هنا وهناك والرئيس لم يفقد السيطرة على قيادة السفينة ولم يرمِ البوصلة من يده! وزراؤه سياديون، مستشاروه كفؤون، ثروته واضحة في الوطن والمهجر ولم يزد عليها فلساً منذ وطأت قدماه اليرزة لا بعبدا. ماذا فعل الرئيس عون لترجموه؟ فهو من فرض كريم سعَيد حاكماً لمصرف لبنان يوم كنتم خائفين من وصول حاكم "كلّنا إرادة". وهو من ثبّت رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبّود على رأس قضاء نزيه، رافضاً التدخّل في تشكيلات قضائية طالبنا بها كسياديين ودفعنا أثماناً باهظة لتحقيقها. وهو من رفض التدخل في الانتخابات البلدية والاختيارية وبحسب معلومات "نداء الوطن" انتخب في بلدته العيشية مختاراً لم يفز. بماذا يزعجكم جوزاف عون وأين أخطأ؟ بتواضعه أم بإنسانيته أم بخياراته الوطنية؟ تريدونه رئيساً لفريق سياسيّ وهو لن يكون يوماً هذا الرئيس ولن يحملَ دماً لبنانياً على كفّه لإرضاء بعض المتهوّرين غير العارفين بخبايا اللعبة السياسية. أين أخطأ الرئيس؟ وأين أخطأت السيدة الأولى التي تعيّرونها بثيابها الأنيقة وتتهمونها بأبشع الاتهامات. ففي المعلومات أيضاً أن المصمم اللبناني العالميّ إيلي صعب، والذي نفتخر بلبنانيّته، عرض مع آخرين أن يهتمّ بأناقة السيدة الأولى، فكان جواب القصر بأن لا امكانيات مادية فعرض صعب الاهتمام بأناقة السيدة الأولى رافضاً تقاضي أي بدل ماديّ، ومعتبراً أن السيدة نعمت عون هي صورة لبنان الأولى. ماذا فعل الرئيس عون لننتقده ولنواجهه؟ وكيف لنا أن نشيطن من وقف في مجلس النواب بوجه كتلة "الوفاء للمقاومة" وقال لن يكون هناك سلاح في لبنان في عهدي إلا سلاح الشرعية اللبنانية! عهد الرئيس عون في بدايته، وهو حتى اللحظة استطاع في أشهر قليلة استعادة الثقة الخليجية وهيبة موقع الرئاسة، واستطاع الحصول على ثناء الرئيس الأميركي دونالد ترامب كما استطاع تجنيب لبنان اقتتالاً على حدوده مع الجيش السوري، واستطاع بناء علاقة نديّة مع الرئيس السوري أحمد الشرع واستطاع إعادة العمل بالكثير من مرافق الدولة.
في خمسة أشهر فقط تم توقيف شقيقين لوزيرين في ملفيّ فساد مختلفين، ولم يشفع أي تدخل سياسي في منع توقيفهما. في خمسة أشهر فقط عاد الأمل إلى أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت ومثُل في التحقيق وزراء ومسؤولون. في خمسة أشهر لم يتم توقيف أي صاحب رأي ولم يطالب الرئيس بتوقيف من ينتقده ومن يشتمه حتى. في خمسة أشهر عادت الحياة إلى الديمقراطية وحصلت الانتخابات البلدية رغم معارضة كثيرين ومحاولة تأجيل كثيرين. ماذا تنتظرون من رئيس جمهورية ليس الحاكم بأمره؟ أعطوا الرئيس صلاحيات مطلقة وحاسبوه من أول أسبوع في سدة الرئاسة، ولكن لا يمكنكم التعاطي مع جوزاف عون وكأنه يستقبل ويودّع على غرار رؤساء سابقين، فهو أنجز الكثير في وقت قليل وسينجز أكثر في فترة عهده التي لن يرضى بأن تُمدّد أو تُجدّد. في النهاية ألقوا نظرة إلى الوراء، عودوا بالزمن سنة لا أكثر، واحكموا على رئيس قائد أُصيب مرات ومرات في دفاعه عن لبنان قبل أن يجلس على كرسيّ بعبدا. واعلموا أن في فم جوزاف عون ملعقة كرامة لا ملعقة ذهب !
المصدر : نداء الوطن
شارك هذا الخبر
سلام في عيد "قوى الأمن": الرهان عليهم في ترسيخ الاستقرار
الراعي في افتتاح سينودس الكنيسة المارونية: ما أحوجنا إلى الحقيقة
تمشيط بالاسلحة الرشاشة من تلة حمامص المحتلة في اتجاه سهل مرجعيون
الرئيس سليمان يكرّم الرئيس عون: عشاء في دارته
شيرين بيوتي تودّع العزوبية
مسيرات معادية تحلّق على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت
ذا فويس في النسخة العربية يعود هذا الخريف
فضل شاكر يتصدّر المركز الأول
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa