روتين العناية بالبشرة السائد على تيك توك يعرض النساء لعواقب طويلة الأمد

10/06/2025 08:24AM

أظهرت دراسة علمية جديدة أن روتينات العناية بالبشرة الشائعة على منصة "تيك توك"، وخصوصاً تلك التي تُعرض تحت عنوان "استعدوا معي"، قد تضر ببشرة المراهقات وتعرضهن لمخاطر صحية متزايدة.


وفي أول دراسة محكمة من نوعها تبحث التأثيرات الصحية والاجتماعية لمحتوى الجمال الرقمي، وجد باحثون من كلية الطب في جامعة نورث وسترن أن الفتيات بين سن 7 و18 عاماً يستخدمن ما معدله 6 منتجات تجميلية يومياً، بينما تلجأ بعضهن لاستخدام أكثر من 12 منتجاً بشكل منتظم.


وأشارت النتائج إلى أن هذه المنتجات، التي يتم تسويقها بكثافة للفئات العمرية الصغيرة، غالباً ما تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب تهيجات جلدية، أو حساسية، أو حتى أمراض مزمنة للجلد.


كما كشفت الدراسة أن الفتاة تنفق شهرياً نحو 168 دولاراً على مستحضرات العناية بالبشرة، وقد تتجاوز بعض الروتينات حاجز 500 دولار، ورغم هذه التكاليف، فإن 74% من الروتينات اليومية لا تشمل استخدام واقٍ شمسي، رغم ضرورته لحماية البشرة، خاصة في الصيف.


وأظهرت التحليلات أن مقاطع الفيديو التي تحظى بأعلى نسب مشاهدة غالباً ما تتضمن حوالي 11 مكوناً نشطاً في المنتجات المستخدمة، ما يضاعف خطر الإصابة بمشكلات جلدية مثل حساسية الشمس أو التهاب الجلد التماسي التحسسي، وهي حالات قد تجبر المصابات بها على تجنب مستحضرات كثيرة مدى الحياة.


الدكتورة مولي هيلز، الباحثة الرئيسية في الدراسة وطبيبة الأمراض الجلدية، حذرت من مخاطر استخدام تركيبات متعددة من المواد الفعالة دون إشراف مختص، وقالت: "المشكلة ليست في المنتجات نفسها فقط، بل في الجمع بين عدد كبير من المكونات النشطة أو تكرار استخدامها في أكثر من منتج دون وعي".


وأضافت أن إحدى الفتيات ظهرت في مقطع فيديو وهي تضع 10 منتجات على وجهها خلال 6 دقائق فقط، وبدا على بشرتها علامات تهيج واضحة بنهاية الفيديو.


من جانبها، أشارت الدكتورة تارا لاغو، الباحثة المشاركة في الدراسة، إلى أن بعض مقاطع "تيك توك" تتضمن رسائل تجميلية ذات طابع عنصري، حيث تُروَّج البشرة الفاتحة والمثالية بوصفها المعيار الأعلى للجمال.


وأضافت: "يبدو أن الترويج للعناية بالبشرة يغلف بمظهر صحي، لكنه يخفي تحته معايير تجميلية ضاغطة تتعلق بالنحافة والصفاء والبياض، ما يعزز الاستهلاك ويؤثر على مفاهيم الفتيات عن الجمال والثقة بالنفس".


كما حذرت الدراسة من تأثير خوارزميات "تيك توك" في توجيه هذا النوع من المحتوى إلى فئات عمرية صغيرة، ما يصعب على الأهل والمربين مراقبة ما يتعرض له الأطفال والمراهقون من رسائل ضمنية تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية.


واختتمت هيلز بقولها: "الأمر يتجاوز مشكلات البشرة. نحن نُحمّل الفتيات مسؤولية مظهر خارجي قائم على معايير غير واقعية، مما يخلق عبئاً نفسياً كبيراً لا ينبغي أن يتحملنه في هذا السن المبكر".


يُذكر أن الباحثتين أنشأتا حسابين تجريبيين على "تيك توك" بسن مستخدم يبلغ 13 عاماً، ومن خلال صفحة "لك"، جمعتا 100 مقطع فيديو تم تحليل محتواها من حيث أعمار وجنس منشئي المحتوى، وأنواع وعدد المنتجات المستخدمة، وتكاليفها، بالإضافة إلى تحليل تركيبات المكونات النشطة وغير النشطة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa