الحزب أمام خيارين: إمّا صوت العقل أو جنون ونهاية مذلة

13/06/2025 01:15PM

حين قرر حزب الله للمرة الأولى أن يساند حماس في غزة صم أذانه عن أصوات اللّبنانيين الذين طالبوه بعدم خوض هذه المغامرة وتجنيب لبنان كوارث محققة، كان الإيغو لدى الحزب أكبر فأصر  على التورط والوقوع في الفخ وساند غزة لأشهر تحمل فيها خسرات كبيرة. ورغم ذلك، قرر  استكمال معركة يعرف أنها خاسرة وخوّن كل شخص كان صوتًا للعقل وقال له أن يتوقف عن هذه الحماقة فاستمر بعمليته الخاسرة إلى أن وقعت الحرب ودمرت ما دمرته وقتلت من قتلت وشردت أهالي الجنوب والضاحية ووضعتهم في وضع مأسوي في ظل عجز حزب الله عن إعادة الأعمار ودفع التعويضات لبيئته ما خلق أزمة حقيقية إثر الخسارة المدوية لم يعترف بعد أنه خسرها. 


اليوم قررت إسرائيل علناً أن تضرب إيران بمنشآتها النووية وقاداتها العسكريين علناً وأمام عيون الملايين حققت إسرائيل خسائر مدوية تشكل فضيحة لإيران التي ادعت لسنوات أنها قادرة على محو إسرائيل. واليوم شاهد العالم كيف أسقطت إسرائيل المسيرات والصواريخ الإيرانية قبل حتى دخولها مجالها الجوي ورغم كل هذه المؤشرات التي تدل أن الحرب لن تكون لصالح إيران ولا لصالح أذرعها الذين ضاقوا الأمرين وعرفوا طعم الخسارة في مواجهات أخيرة شنوها إلّا أنّ أصوات غير عقلانية ما زالت تعلو. 


يقول العقل والمنطق أنّ على حزب الله أن يتجنّب الوقوع مجدداً في الفخ نفسه وأن يتجنّب مساندة إيران وخوض معركة يعرف أنّها خاسرة ولن تجني إلا المزيد من الدمار والتدمير والخسائر بالأرواح وتهجير الجنوبيين وذل أهالي بيئته.  إلا أنّ الأصوات غير العقلانية التي جرّت الحزب للمعركة الأولى وللحرب الخاسرة الأولى ها هي اليوم تعلو لتدفع بحزب الله إلى خوض مغامرة مجنونة وحماية إيران التي أسست هذا الحزب ومولته وسلّحته على مدار سنوات ودربته حتى تتجنّب الكأس المر وتتجنّب المواجهة المباشرة والحرب على أراضيها وهو ما حصل أخيراً اليوم. 


في المعلومات والمعطيات فإنّ حزب الله الذي يلتزم الصمت حيال ما يجري في إيران والضربات الإسرائيلية المتكررة التي تصيب أهدافاً حيوية كبيرة ومهمة قد سمع من الحكومة اللبنانية كلاماً مفاده أن لبنان لا يريد الدخول في غمار حرب لا ناقة له ولا جمل له فيها وأن أي حرب إسناد أخرى مرفوضة وأن المغامرات المجنونة قد انتهى الزمان بالسماح بالقيام بها.  ويبدو أنه للمرة الأولى فإنّ بيئة حزب الله تشاطر الحكومة اللبنانية رأيها وهي أيضاً ترفض أن تدخل في صراع جديد مع إسرائيل يكلفها أثماناً باهظة لا على صعيد الأرواح فقط بل على الصعيد الاقتصادي أيضاً وعلى صعيد خسارة المنازل والبيوت والممتلكات والسيارات والأشغال ويبدو أن بيئة الحزب باتت أكثر عقلانية بعدما ذاقت الأمرين وتُركت إثر خسائر كبيرة وحدها وحيدة تنتظر نتيجة مفاوضات على تسليم سلاح الحزب الذي ما زال يتمسك به مقابل فرصة لإعادة الأعمار والعيش بشكل طبيعي كسائر اللبنانيين. 


ترفض بيئة حزب الله أن تقول علناً إن لا انتصار وعلى الأرض فقط من يحزنون، لكنها تدري في عمقها أنها تلقت ضربات قوية، وأن خسارة كبيرة لحقت بها، وأنها دخلت في حرب أدت إلى تهميشها وتحميلها خسائر وحدها، في حين استمرت إيران بإطلاق شعارات فارغة، واستعمال حزب الله وبيئة هذا الحزب كبيادق في حرب مجنونة، لم يستفد منها الحزب بل دمرته ودفع من كيسه دمًا وبشراً وحجرًا.


ويسأل أهالي بيئة حزب الله لماذا من حق المسيحيين والسنة والدروز أن يعيشوا حياة هنيئة وآمنة؟ وكيف يمكن أن تكون المناطق الخالية من سلاح حزب الله آمنة إن كان سلاح حزب الله يحمي؟ ومن هذا المنطلق لم تعد بيئة حزب الله ترفض أن يسلم هذا الحزب سلاحه إن كان ذلك يضمن لها حياة كريمة مثلها مثل كل اللبنانيين وأن تكون البيئة منطقة منفتحة يزورها السواح وتستفيد من الحركة الاقتصادية وتحميها الدولة. لكن القرار يبقى وحده بالتعويل على وعي حزب الله فإما يسلم سلاحه ويؤمن لبيئته حياة طبيعية أو يدخل في حرب يعرف أنها خاسرة ستؤدي في نهاية المطاف إلى تسليمه لسلاحه لكن بعد خسارة وتفريط بأهالي بيئته وبالأبنية في مناطق تؤيده وبحياة كريمة لمؤيده.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa