كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى العمق الإيراني؟

15/06/2025 11:48AM

لا شك أن الطائرات المسيّرة أضحت خلال السنوات القليلة الماضية سلاحاً فتاكاً في الحروب، لاسيما لصغر حجمها وصعوبة رصدها واكتشافها، فضلا عن قدرتها على توجيه ضربات قوية.


إلا أن "إطلاقها من قبل أراضي العدو" يحمل تأثيراً مضاعفاً عسكرياً ومعنوياً أيضاً، تماماً كما فعل الأوكرانيون قبل أسابيع حين استهدفوا 4 مطارات روسية بعدما أدخلوا شاحنات محملة بالمسيرات.


الأمر عينه شهدته إيران، بعدما نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد لعناصر من الموساد يطلقون المسيرات من قلب إيران، يوم الجمعة الماضي. 


ففي خطوة مفاجئة، هاجمت المسيرات الإسرائيلية التي انطلقت من داخل الأراضي الإيرانية عدة مواقع عسكرية، ما عد تكتيكًا جديدًا في فن الحروب المتطور باستمرار، وفق ما أوضح مسؤولون وخبراء أسلحة.


فبعدما كانت أعمال التجسس والعمليات السرية جزءا من الصراعات والحروب، شكل تصنيع أو نشر الطائرات المسيرة خلف خطوط العدو خطوة مفاجئة وتكتيكاً جديداً.


فيوم الجمعة الماضي، تكرر السيناريو الأوكراني الروسي في إيران، حيث قام عملاء استخبارات إسرائيليون بتهريب مسيرات إلى الداخل الإيراني، ما أعطى إسرائيل تفوقاً مهماً.


وفي السياق، رأى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أساف أوريون، أن هذا الأمر أجبر الإيرانيين على مراقبة الجبهات الخارجية والداخلية على السواء. 


وقال "هذا يعني أن على طهران ألا تنظر فقط إلى الغرب لترى ما الذي سيأتي، بل إلى الداخل أيضا". 


وكشف مسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية السرية جاءت ثمرة سنوات طويلة من العمل، شملت عمليات كوماندوز داخل طهران، التي تعرضت لضربات قوية يوم الجمعة، وانفجارات طالت مباني سكنية واغتيالات.


بينما رجّح عدد من الخبراء أن تكون بعض الطائرات المسيّرة التي استُخدمت من نوع الكوادكوبتر (أربع مروحيات)، بعضها صغير نسبيًا ولكنه قادر على حمل قنابل أو أسلحة أخرى.


من جهته، رأى فرزان ثابت، المحلل المختص في الشؤون الإيرانية وأنظمة الأسلحة في معهد الدراسات العليا في جنيف: "أن المسيّرات ما هي إلا أدوات في نهاية المطاف، وطريقة استخدامها تعتمد على مستوى الحنكة والإبداع. لذا فهذا تطوّر طبيعي ومجرد لمحة عما هو قادم".


واعتبر أن الطائرات المسيّرة قد تصبح سلاحاً مهماً بشكل خاص في العمليات السرية إذا أمكن تهريبها إلى أراضي العدو على مراحل، كقطع مفككة، ما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة.


وأوضح أنه "مع تطور حروب الطائرات المسيّرة، ستتطور أيضًا وسائل التصدي لها، سواء من خلال حلول بسيطة، مثل تغطية المعدات العسكرية والدفاعية بأغطية محصنة، أو عبر أنظمة متطورة تُسقِط الطائرات المسيّرة بالأسلحة أو التشويش عليها".


وأشار إلى أن إيران تعمل على تطوير منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات بقدرة "رؤية بزاوية 360 درجة للتهديدات القادمة"، والتي إذا كانت تعمل فعليًا لكان يفترض أن تكتشف الهجمات القادمة من السماء مثل الصواريخ الباليستية، أو من طائرات مسيّرة تُطلَق من بضع كيلومترات فقط".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa