إيران تضاعف هجماتها الصاروخية على إسرائيل وسط أزمة في الدفاعات الجوية الإسرائيلية

في ظل استمرار الهجمات الإيرانية الصاروخية على إسرائيل، كشف مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن نقص كبير في الصواريخ الاعتراضية الدفاعية الإسرائيلية، مما يضع المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في اختبار صعب.

العميد حسن جوني، الخبير العسكري والإستراتيجي، أكد أن إيران تعتمد في ردها على الهجمات الإسرائيلية على كثافة ونوعية الصواريخ التي تطلقها، بهدف إرهاق منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" و"حيتس". وقال جوني إن الصواريخ الإيرانية حققت تأثيرًا كبيرًا على إسرائيل ونجحت في إحداث توازن نسبي في المواجهات العسكرية بين الطرفين، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تستمر في الضغط على المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، التي تعمل بشكل مكثف منذ بداية الحرب.

من جهة أخرى، يرى جوني أن الدعم المحتمل من حلفاء إسرائيل، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، قد يسهم في تحسين قدرة إسرائيل على التصدي لهذه الهجمات الصاروخية. كما أشار إلى أن الهجمات الإيرانية تتسم بتنوع الأسلحة المهاجمة، ما يزيد من تعقيد الوضع الدفاعي الإسرائيلي.

إسرائيل تواجه صعوبة في ضرب "فوردو" النووية

على الرغم من استعداد إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية، أشار العميد جوني إلى أن ضرب محطة "فوردو" النووية قد يكون أمرًا معقدًا جدًا. وأوضح أن المحطة تقع في عمق الجبال، ما يجعل من الصعب على إسرائيل، حتى بمساعدة الولايات المتحدة، تدميرها بشكل كامل. وأضاف أن إسرائيل قد تكون قادرة على ضرب المنشأة باستخدام ذخائر متطورة مثل "جي بي يو57"، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في قدرة هذه الأسلحة على اختراق التحصينات الجبلية العميقة.

وتواصل إسرائيل تصعيد هجماتها على إيران، مستهدفة في البداية المنشآت النووية، لكنها توسعت الآن لتشمل بنى تحتية أخرى مثل محطات الطاقة، وخطوط الوقود، وبعض الأحياء السكنية، بما في ذلك جامعة الإمام الحسين شرق طهران.

إيران تستعيد قوتها الدفاعية الجوية

فيما يخص الدفاعات الجوية الإيرانية، فقد أشار الخبير العسكري إلى أن إسقاط إيران للطائرة المسيّرة الإسرائيلية من طراز "هرمز 900" يوضح أن الدفاع الجوي الإيراني قد يكون استعاد بعض من قوته. ويعتقد جوني أن إيران قد تكون قد نقلت بعض المنظومات الدفاعية أو الرادارات إلى مناطق آمنة بعيدة عن الاستهداف الإسرائيلي، مما يمنحها القدرة على مواجهة الهجمات الجوية.

تحليل الوضع العسكري المستمر

تُظهر التطورات الحالية أن الصراع بين إيران وإسرائيل دخل مرحلة جديدة من التوتر العسكري الخطير. في ظل استمرار الهجمات الصاروخية من كلا الجانبين، فإن كلا من الدفاعات الجوية الإيرانية والإسرائيلية تختبر حدود قدرتها على التصدي للهجمات المتواصلة. ويتوقع الخبراء أن يستمر الوضع في التدهور إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية أو وقف للعدائيات.

تحديات عسكرية معقدة

يُعتبر هذا الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل اختبارًا صعبًا على الجانبين، حيث يواجه كل طرف تحديات كبيرة في التصدي لتهديدات الطرف الآخر. بينما تسعى إسرائيل لتدمير المنشآت الإيرانية وتحقيق أهدافها العسكرية، تعمل إيران على تعزيز قدراتها الهجومية وتحدي المنظومات الدفاعية الإسرائيلية باستخدام صواريخ عالية الكثافة والنوعية.