السلاح الأميركي الثقيل في حسابات الحرب: ما سرّ GBU-57؟

18/06/2025 10:11PM

في خضم التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، عاد الحديث مجددًا عن خيار أميركي يُعد الأشد تأثيرًا في حال قررت واشنطن التدخل العسكري المباشر، وهو استخدام قنبلة "جي بي يو - 57" الخارقة للتحصينات، التي تُعد الوحيدة القادرة على اختراق منشآت نووية مدفونة بعمق مثل منشأة فوردو الإيرانية.

تزن القنبلة نحو 30 ألف رطل (13.6 طنًا)، وقادرة على اختراق نحو 200 قدم (61 مترًا) تحت الأرض قبل أن تنفجر، وهي غير متوفرة في ترسانة إسرائيل. وهذا ما يجعلها، بحسب مراقبين، الورقة الأميركية الحاسمة لدعم تل أبيب في حال قرّر الرئيس الأميركي السابق والحالي دونالد ترمب الانخراط عسكريًا.

وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تنفيذ ضربات جوية على أهداف إيرانية، أعلنت شبكة "سي إن إن" عن اقتراب نشر حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس فورد" في شرق المتوسط، لتصبح ثالث حاملة طائرات أميركية في المنطقة، وسط مؤشرات على تصعيد إضافي.

لماذا فوردو؟

رغم الأضرار الواسعة التي لحقت ببعض المنشآت الإيرانية، تشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم تعرّض منشأة فوردو لأي ضرر. تقع المنشأة على عمق يتجاوز 260 قدمًا داخل جبل، وتُعد خارج مدى القنابل والصواريخ التقليدية التي تمتلكها إسرائيل.

من هنا تبرز أهمية قنبلة "جي بي يو - 57"، التي صممت خصيصًا لهذا النوع من الأهداف المدفونة. وهي قنبلة ضخمة لا يمكن إطلاقها إلا من القاذفة الأميركية الشبح B-2، القادرة على التحليق لمسافات طويلة، وقد نُشرت سابقًا في قاعدة "دييغو غارسيا" بالمحيط الهندي.

السلاح والتكتيك

تمتاز "جي بي يو - 57" بهيكل فولاذي صلب وصاعق خاص يمنع انفجارها لحظة الاصطدام، ما يسمح لها باختراق الطبقات الصخرية العميقة قبل الانفجار. ويُرجح أن تنفيذ ضربة ناجحة على فوردو سيتطلب قنبلتين على الأقل، تُسقطان بتسلسل زمني دقيق.

لكن تنفيذ مثل هذه العملية يستدعي تفوقًا جويًا واضحًا، وهو ما تعمل إسرائيل على تحقيقه حاليًا من خلال تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية، فيما تؤمن طائرات التزويد بالوقود الأميركية بقاء المقاتلات في الأجواء لفترة أطول، وهو أمر حاسم في مواجهة أهداف متحركة كمنصات الصواريخ الباليستية.

رسائل سياسية وعسكرية

ويرى خبراء مثل بهنام بن طليبلو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن استخدام هذا النوع من الأسلحة لا يحمل فقط رسالة عسكرية، بل سياسية أيضًا. فقرار كهذا من ترمب سيعني دخولًا مباشرًا في حرب قد تتجاوز الحسابات الإقليمية.

لكن في حال لم يتم اللجوء إلى هذه القنبلة، يمكن لإسرائيل اتباع تكتيكات بديلة، مثل استهداف مداخل المنشآت المدفونة، أو تعطيل الشبكة الكهربائية ومراكز التحكم، كما سبق أن حدث في منشأة نطنز.

دعم جوي استباقي

في هذا السياق، كشفت تقارير عن إرسال أكثر من 30 طائرة أميركية مخصصة لتزويد المقاتلات بالوقود إلى الشرق الأوسط خلال الأيام الماضية. وتُعد هذه الطائرات العمود الفقري لأي عملية هجومية واسعة، إذ تسمح ببقاء الطائرات في الأجواء ساعات أطول للبحث عن أهداف دقيقة.

ووفق خبراء، فإن استمرار التحليق فوق الأراضي الإيرانية يُعد عنصرًا جوهريًا في العمليات، لا سيما مع قدرة إيران على نقل وإخفاء منصات الصواريخ بسرعة، وهو ما يتطلب مرونة في الرد الفوري والتغطية الجوية المكثفة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa