07:28AM
كتبت فيفيان حداد في الشرق الأوسط:
في موعده السنوي المعتاد، تترقّب العاصمة اللبنانية «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)، فتستعيد من خلالها شيئاً من ألقها وثقتها بنفسها، متجاوزة جراحها وأزماتها. تطلّ بيروت على العالم مزدانة بتكريم شخصيات مرموقة حققت إنجازات في مجالات متعددة، مستقطبة وجوهاً معروفة في الفن والطب والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لتشكّل بذلك محطة مميزة على خريطة لبنان الثقافية.
يقف وراء تأسيس هذه المهرجانات طبيب الأسنان الدكتور ميشال ضاهر، ويعاونه في تنظيمها فريق كبير يحرص على تقديم الحدث بأبهى صورة. وتُشرف لجنة تحكيم تضم إعلاميين، وفنانين تشكيليين، وأطباء على ترشيح الأسماء والتصويت عليها، لتكتمل بذلك حكاية المهرجان.
بالنسبة للطبيب اللبناني، فإن فكرة تكريم شخصيات من لبنان وخارجه وُلدت من رحم تقديره للآخر، فهو معجب بقصص نجاحاتهم ورغب في إيفائهم حقهم على طريقته. فأسّس «مهرجانات بيروت الدولية» عام 2010 لتشكّل جسر تواصل بينه وبينهم. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كثيرون لا يلقون التقدير اللازم رغم إنجازاتهم. يتصدر الفنانون قائمة المكرّمين في بلدنا، ورغبت في توسيع الفكرة لتشمل أشخاصاً من جميع القطاعات».
استعار ضاهر من بيروت ريادتها الثقافية ليتوّج من خلالها فكرته، فأطلق عليها اسم «مهرجانات بيروت الدولية» (بياف)، لتشهد على مبادرته بأمّ العين. لذلك، يختار في كل عام واحدة من ساحاتها لإقامة المهرجان.
وعن سبب اختيار بيروت، يجيب: «هي قطعة من روحي. تمثّل لنا الأمل في غد وقصة جميلة عن الأمس».
لم يكتفِ الطبيب اللبناني بإبراز صورة بيروت الثقافية في عقر دارها، بل حمل فكرته إلى العالم العربي، وتحديداً إلى دبي في الإمارات العربية، حيث أطلق مهرجان «ضيافة». ويوضح: «من أهدافي أن أحلّق بحلمي وأوصله إلى بلدان أخرى».
ومن بين النشاطات الثقافية الأخرى التي قدّمها في الإمارات أيضاً «إيمي غالا»، وهو حدث فني يُعنى بتصميم الأزياء وأربابه من لبنان والعالم العربي.
يؤمن ضاهر بأن على كل لبناني مسؤولية المشاركة في تطوير بلده دون الاستخفاف بقدراته، ويقول: «كلٌّ منا يمكنه التأثير في صورة لبنان الجميلة، ولذلك علينا التوحّد لدفعه دائماً إلى الأمام».
يرى ضاهر أن تقدير الآخر وتكريمه هما تربية اجتماعية. ويشرح: «ورثت حسّ تقدير الآخر من والدي، الذي كان يقول لنا دائماً إن العطاء يجلب الفرح لصاحبه. وكان يردّد: حين تقدّرون الآخر، أنتم من تربحون. هذا العطاء يشكّل انعكاساً إيجابياً على حياتنا. كان والدي يعمل في التجارة وكان أيضاً رئيساً للبلدية، والعطاء كان قاعدة أساسية في حياته».
يرفض ضاهر مقولة «لو أستطيع». ويقول: «أعرف قدراتي، وعلى الإنسان ألا يتجاوزها حتى لا يفشل. أعمل باستمرار على تطويرها وتنميتها. أنا شغوف بتطوير نفسي. ولا أتابع المهرجانات الأخرى، لكنني أعيد حساباتي دائماً. بعد كل نسخة من (مهرجانات بيروت الدولية)، أعود إلى المنزل لمشاهدة التسجيل الكامل للحفل. أقيّم الأخطاء وأطّلع على النجاحات، فيما يشبه النقد الذاتي. يجب على شباب اليوم وكل شخص أن يتحلّى بهذه الصفة، ولو في أبسط الأمور. فالأخطاء هي مدرستنا الأولى. ولا أذيع سرّاً إذا قلت إن قسماً كبيراً من نجاحاتي سببه أخطاء تعلّمت منها، وكلّما أعدنا حساباتنا باكراً، نجحنا بشكل أفضل».
وعن مدى تدخّله في التكريمات ضمن المهرجان، يوضح: «لست من يقرّر الأسماء، بل أكون مجرّد شاهد عيان. أترك الأمر للإعلاميين في لجنة التحكيم، فهم الأقدر على متابعة المستجدات واتخاذ القرار المناسب. لا أتدخّل في التصويت، ولا أسوّق لأحد على حساب آخر، بل أفضل الاعتماد على رأيهم لأنهم يشكّلون حلقة تفاعلية حقيقية على الأرض. لذلك، يتمتع المهرجان بالمصداقية والشفافية».
العاصمة ستكون على موعد قريب مع النسخة الـ12 من المهرجان، المقرّرة إقامته على مدى يومين متتاليين في 2 و3 أغسطس (آب) المقبل.
المصدر : الشرق الأوسط
شارك هذا الخبر
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بشأن وقف إطلاق النار: طهران ردّت على كل اعتداء في الوقت المناسب وبما يقتضيه الموقف
إيران تستهدف إسرائيل رغم وقف إطلاق النار والأخيرة: سنرد بقوة
إيسنا: إيران تنفي إطلاق صواريخ على إسرائيل بعد دخول وقف النار
الجبهة المسيحية": دماء المسيحيين تصرخ في وجه الفكر الإرهابي والأنظمة القاتلة
تكريم الوزير السابق سليمان طرابلسي في احتفال في زحلة
قطر للسفير الإيراني: من الضروري تجنب التصعيد والعودة للدبلوماسية
تراجع حاد لأسعار الغاز في الاسواق الأوروبية
كاتس: الرد الإسرائيلي سيشمل ضربات مكثفة ضد أهداف تابعة للنظام الإيراني في قلب طهران
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa