النحل الإفريقي القاتل يقلق الولايات المتحدة مع توسع انتشاره

كشف تقرير نشره موقع "USA Today" عن توسع انتشار ما يُعرف بـ"النحل الإفريقي القاتل" في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه بات ينتشر في 13 ولاية أميركية ويواصل تقدمه نحو الولايات الشمالية، ما يثير مخاوف متزايدة من مخاطره على البشر والحيوانات.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، توفي رجل أثناء جز العشب بعد تعرّضه لهجوم من هذا النحل، كما أُدخل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى إثر إزعاج عامل تقليم لمستعمرة نحل داخل إحدى المنتزهات. وأوضح التقرير أن عدوانية هذا النوع من النحل تمثّل آلية دفاعية لحماية المستعمرة، حيث تموت النحلة بعد اللسع، مضحية بنفسها دفاعًا عن الخلية.

ووفقًا للتقرير، يمكن لهذا النحل أن يطارد ضحاياه لمسافة تصل إلى ميل كامل، ولا يتردد في مهاجمة السيارات والشاحنات، بل إن لسعاته قد تخترق الملابس الواقية التي يستخدمها مربو النحل. وعلى الرغم من تشابهه شكليًا مع النحل الأوروبي، فإن النحل الإفريقي يتميز بحساسيته العالية تجاه التهديدات، ما يجعله أكثر هجومية.

ويعود أصل هذا النحل إلى شرق إفريقيا، وقد أدخله إلى البرازيل عالم الوراثة البرازيلي وارويك كير، الذي هجّنه مع النحل الأوروبي بهدف زيادة الإنتاج. لكن العدوانية الفطرية لهذا النوع بقيت سمة بارزة فيه، خاصة نتيجة نشأته في بيئة إفريقية مليئة بالحيوانات المفترسة.

وفي حالة سُجلت عام 2022، تعرض رجل من ولاية أوهايو لأكثر من 20 ألف لسعة أثناء تقليمه للأشجار، ما استدعى إدخاله في غيبوبة اصطناعية لإنقاذ حياته.

وأشار التقرير إلى أن هذا النوع من النحل يفضل العيش في المناطق الجافة وشبه الجافة، مثل الجنوب الغربي الأميركي، ولا يتكيف مع المناخات الرطبة، ما يفسر تركزه في الولايات الجنوبية.

وقالت جوليا راجنيل، أستاذة تربية النحل في جامعة تكساس، إن المربين يحرصون على إبقاء مستعمرات هذا النحل بعيدة عن المناطق السكنية والماشية، نظراً لخطورة سلوكه الدفاعي العنيف.

وخلص التقرير إلى أن هذا النحل أثار الكثير من الذعر، ما جعله مصدر إلهام للعديد من الأفلام والروايات التي تتناول قصصًا درامية عن هجماته القاتلة.