08:41AM
كشفت دراسة حديثة أعدّها باحثون من جامعة سيدني للتكنولوجيا عن وجود علاقة وثيقة ومقلقة بين التغير المناخي وارتفاع وتيرة الاضطرابات الجوية الخطيرة التي تواجهها الطائرات، لا سيما خلال مرحلتي الإقلاع والهبوط، وهما أكثر لحظات الرحلة حساسية.
واعتمدت الدراسة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لرصد وتحليل البيانات الجوية، وقدمت تفسيراً علمياً للارتفاع اللافت في عدد الحوادث المرتبطة بالاضطرابات الجوية في الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى دور التغيرات المناخية في تفاقم هذه الظاهرة.
"الرياح الهابطة".. الخطر القادم من الغيوم
ركّزت الدراسة على ظاهرة جوية تعرف باسم "الرياح الهابطة" (Downbursts)، وهي تيارات هوائية شديدة القوة تنحدر فجأة من السحب الرعدية باتجاه الأرض، وغالباً ما تفاجئ الطائرات خلال الطيران على ارتفاعات منخفضة.
كانت هذه الظاهرة نادرة نسبياً في الماضي، إلا أن الباحثين لاحظوا أنها أصبحت أكثر شيوعاً وحدة في السنوات الأخيرة. ويُعزى ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة في الجو، وهما عاملان يسهمان في تكوين بيئة مثالية لنشوء هذه التيارات الهوائية العنيفة.
علاقة بخار الماء بالعواصف الرعدية
البروفيسور لانس إم. ليزلي، أحد المشاركين في الدراسة، أوضح أن "كل ارتفاع بدرجة مئوية واحدة في حرارة الأرض يزيد من قدرة الغلاف الجوي على احتجاز بخار الماء بنسبة تصل إلى 7%". هذا البخار المتبخر من المحيطات الدافئة يغذي العواصف الرعدية، مما يجعلها أكثر قوة ويمهد لتشكل الرياح الهابطة التي قد تعرّض الطائرات للخطر.
تهديد مباشر للطائرات الصغيرة
ويزداد الخطر على وجه الخصوص بالنسبة للطائرات الصغيرة التي تتسع لما بين 4 و50 راكباً، إذ أن هذه التيارات المفاجئة تتركز عادة في مناطق ضيقة لا تتجاوز بضعة كيلومترات، ما يصعّب رصدها أو التنبؤ بها بدقة. كما أن هذه التيارات تحدث غالباً على ارتفاعات منخفضة، تحديداً أثناء الإقلاع أو الهبوط، ما يجعل الطائرة عرضة لفقدان مفاجئ في قوة الرفع أو التعرض لدفعات هوائية مفاجئة من اتجاهات متباينة، وقد يؤدي ذلك إلى تقلبات خطيرة في الطيران.
تزايد الحوادث الجوية يدق ناقوس الخطر
تأتي نتائج هذه الدراسة في وقت تُسجَّل فيه زيادة ملحوظة في حوادث الاضطرابات الجوية الشديدة حول العالم. ففي الأشهر القليلة الماضية فقط، وقعت عدة حوادث جوية أسفرت عن إصابات بين الركاب وأفراد الطاقم، وأجبرت بعض الرحلات على الهبوط الاضطراري.
دعوة لتحديث أنظمة السلامة الجوية
في ضوء هذه المعطيات، يوصي الباحثون باتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة لمواجهة هذا التهديد المتنامي، تشمل:
تطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر دقة لرصد الرياح الهابطة والتيارات الجوية المفاجئة.
تحديث برامج تدريب الطيارين لتمكينهم من التعامل مع هذه الحالات الطارئة بكفاءة أكبر.
مراجعة وتعديل إجراءات السلامة الجوية بما يتماشى مع التحديات المناخية الجديدة.
تحذير علمي ورسالة بيئية عاجلة
تسلّط هذه الدراسة الضوء على بعد جديد من تداعيات التغير المناخي، يتجاوز الأثر التقليدي المتمثل في ذوبان الجليد وارتفاع مستويات البحار، ليشمل الآن تهديداً مباشراً لأحد أكثر أنماط النقل أماناً: الطيران المدني.
ويخلص الباحثون إلى أن معالجة هذا الخطر تتطلب إجراءات جذرية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ليس فقط لحماية كوكب الأرض، بل لضمان سلامة ملايين المسافرين عبر الأجواء يومياً.
شارك هذا الخبر
عون لمستشار وزير الدفاع البريطاني: التمديد لليونيفيل أساسي للحفاظ على الاستقرار
بري يدعو لجلسة عامة يوم الإثنين
البابا ليون الرابع عشر يدعو إسرائيل وإيران إلى نبذ العنف
رجي يستقبل سفير إسبانيا: تمسك بدور اليونيفيل في لبنان
الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تضررت بشدّة جراء الغارات الأميركية
القوات: ما يُحكى عن سحب وزرائنا من الحكومة كاذب
بالفيديو: عودة الرحلات عبر القطار بين روسيا وكوريا الشمالية
نقابة المطاعم: غيمة سوداء ومرّت ونحن أمام لحظة مفصلية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa