إيران تقرّ بـ"أضرار جسيمة" في منشآتها النووية... وواشنطن تؤكد دماراً كاملاً

03:09PM

في تطور لافت بشأن تداعيات الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، أقرّت طهران وللمرة الأولى بوقوع أضرار كبيرة، بينما تمسكت واشنطن بتأكيداتها أن الضربة ألحقت دماراً شاملاً بالبنية التحتية النووية الإيرانية، في ظل تباين التقارير الاستخباراتية حول حجم الأضرار الفعلية.


فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء، أن منشآت إيران النووية "تضررت بشدة" نتيجة الهجمات الأميركية، في إشارة نادرة إلى حجم الخسائر، وذلك بعد أيام من التعتيم والتقليل من شأن الضربة. يأتي هذا الإعلان في وقت لا يزال فيه المجال الجوي الإيراني مغلقاً، ما يعزز التقديرات بوجود خلل كبير في البنية التحتية المتأثرة.


وفي المقابل، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي في لاهاي، على أن الضربة "دمرت كلياً" المنشآت النووية الإيرانية، مستغرباً محاولات بعض وسائل الإعلام، كما قال، "التقليل من وقع الهجوم". وأكد أن القدرات النووية والصاروخية الإيرانية تراجعت لعقود، وأن كميات ضخمة من الذخائر دُمرت.


ترامب أشار أيضاً إلى أن عملاء إسرائيليين دخلوا منشأة فوردو بعد الضربة وأكدوا تعرضها لدمار شامل، في حين أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الضربة أصابت "ركائز جوهرية" في البرنامج النووي الإيراني، موضحاً أن طهران باتت "أبعد من أي وقت مضى عن السلاح النووي".


ورداً على تقارير استخباراتية نشرتها وسائل إعلام أميركية تفيد بأن الضربات لم تؤدِّ سوى إلى تأخير البرنامج النووي بضعة أشهر، رفض روبيو هذه المعلومات، معتبراً أنها "مضللة وتفتقر إلى الدقة"، متهماً بعض الجهات بـ"أجندات سياسية" وراء تسريب مثل هذه التقييمات.


وكانت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، التابعة للبنتاغون، قد خلصت في تقييم أولي إلى أن الضربات لم تدمر بشكل كبير منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، لكنها عطّلت البرنامج لفترة محدودة.


البيت الأبيض من جهته نفى صحة هذا التقييم، إذ أكدت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت أن المعلومات "غير دقيقة بالكامل"، متسائلة كيف يمكن أن يكون التقرير سرياً ويتم تسريبه للإعلام؟


على الجانب الإيراني، سعى المسؤولون إلى طمأنة الداخل، حيث أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن بلاده اتخذت "ترتيبات مسبقة لإصلاح المنشآت النووية"، بينما أشار مصدر إيراني إلى أن "معظم اليورانيوم العالي التخصيب قد نُقل إلى أماكن آمنة قبل الهجوم".


في ظل هذا التباين بين الروايتين الأميركية والإيرانية، تبقى حقيقة الأضرار رهناً بالمعلومات التي لا تزال محاطة بالكتمان، وسط توتر إقليمي متصاعد وتداعيات محتملة على مستقبل البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الدولية بشأنه.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa