انقسامات في القيادة الإسرائيلية بشأن غزة... الجيش يرفض الاحتلال الكامل ويدعو لصفقة

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تصاعد الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بشأن مواصلة الحرب على قطاع غزة، في وقت تتعاظم فيه الضغوط الدولية وتتراجع مؤشرات الحسم الميداني.

وأفادت "القناة 12" بأن الاجتماع الأخير بين مسؤولي المؤسسة العسكرية والسياسية شهد تبايناً حاداً في الرؤى، إذ أعرب الجيش عن معارضته لاحتلال القطاع بالكامل، مفضلاً السعي نحو صفقة تبادل أسرى، بينما يتمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة العملية العسكرية حتى "تحقيق الأهداف".

ونقلت القناة عن رئيس الأركان الإسرائيلي قوله خلال النقاش الأمني إن الجيش "أخضع حماس فعلياً"، وهو تقييم لم يلق قبولاً من نتنياهو الذي ردّ بالقول إن "الحسم لم يتحقق بعد". كما طالب قادة الجيش القيادة السياسية بحسم الخطوات التالية وتحديد الاستراتيجية المقبلة في غزة.

من جهتها، وصفت "القناة 13" العبرية الأيام المقبلة بأنها "مصيرية"، ونقلت عن مسؤولين كبار حديثهم عن "فرصة ذهبية" يجب استغلالها.

وتتزامن هذه الخلافات مع تقارير صحافية أخرى، أفادت بأن الجيش الإسرائيلي يدرس تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تشمل تحريك خمس فرق عسكرية دفعة واحدة، إلى جانب واحدة من أوسع عمليات إخلاء المدنيين منذ اندلاع الحرب.

ورغم مرور أشهر على بدء العملية، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن جناح حماس العسكري لا يزال نشطاً من خان يونس إلى قلب مدينة غزة، ما يعكس استمرار التحديات الأمنية والعسكرية.

في غضون ذلك، أفاد موقع "والا" بأن الجيش الإسرائيلي سيطرح على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عدة سيناريوهات بشأن غزة، تتراوح بين الاستمرار في العمليات أو التوصل إلى اتفاق مع حماس، فيما يُنتظر أن يبلغ رئيس الأركان إيال زامير الوزراء بأن الجيش اقترب من تحقيق أهدافه المعلنة.

على الجانب السياسي الدولي، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إنجاز صفقة مع حماس تفضي إلى إعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، قائلاً عبر منصته "تروث سوشيال": "اعقدوا صفقة غزة... وأعيدوا المحتجزين".

في المقابل، حذّر ثلاثة مسؤولين إسرائيليين من أن الفجوات مع حماس لا تزال كبيرة، خصوصاً في ما يتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

يُذكر أن إسرائيل استأنفت هجومها على غزة بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي، ووسّعت عملياتها العسكرية جنوباً، تزامناً مع فرض حصار مشدد على المساعدات الإنسانية وتثبيت وجودها في المناطق التي دخلتها مؤخراً.