"ممر موراغ" نقطة الخلاف الأخيرة في مفاوضات وقف النار بين إسرائيل وحماس

بعد إعلان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن عدد نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة حماس انخفض من أربع إلى واحدة، كشفت تقارير صحفية أن "نقطة الخلاف الرئيسية" المتبقية تدور حول خطة إسرائيلية مثيرة للجدل تتعلق بمنطقة استراتيجية في جنوب قطاع غزة.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، تتمحور الخلافات الحالية حول إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على شريط ضيق من الأرض جنوب خان يونس يُعرف باسم "ممر موراغ"، المحاذي للحدود المصرية. وقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى هذه المنطقة باسم "فيلادلفيا 2"، تشبيهًا بمحور فيلادلفيا الأصلي، وهو منطقة عازلة سابقة على الحدود بين غزة ومصر.

وتسعى إسرائيل، وفقًا للخطة الحالية، إلى الإبقاء على وجودها العسكري في هذا الممر حتى بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه حركة حماس بشكل قاطع. ويبرر نتنياهو هذا المطلب بأنه ضروري لمنع حماس من إعادة التسلح عبر الأنفاق.

إلا أن الخطة أثارت خلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية نفسها، حيث حذّر بعض المسؤولين من أن التمسك بالممر قد يعوق التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، كما شككوا في ضرورته من الناحية الاستراتيجية.

وفي سياق متصل، أعلنت جهات إسرائيلية عن نية إنشاء "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح جنوب غزة لإيواء المدنيين النازحين وفصلهم عن مقاتلي حماس، معتبرين أن السيطرة على ممر موراغ أمر حاسم لتأمين تلك المنطقة.

وفي البيت الأبيض، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعًا مغلقًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من الثلاثاء، وهو اللقاء الثاني بينهما خلال أقل من 24 ساعة، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة وقطر جهود الوساطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ تشرين الأول 2023.

وصرّح ترامب قبيل الاجتماع: "علينا حل هذه الأزمة. غزة مأساة. هو يريد حلها. أنا أريد حلها. وأعتقد أن الطرف الآخر كذلك".

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر مطلعة أن ترامب مارس "أقصى درجات الضغط" على نتنياهو من أجل دفع المحادثات نحو وقف إطلاق النار.

وعقب الاجتماع، قال نتنياهو: "ركزنا على جميع الجهود لضمان إطلاق سراح مختطفينا. لن نتوقف ولو للحظة، وهذا ممكن بفضل الضغط العسكري الذي يمارسه جنودنا، رغم الثمن المؤلم الذي ندفعه بسقوط خيرة أبنائنا".