10/07/2025 08:15PM
لطالما كان لبنان مرآة تعكس وجهين متناقضين: وجه الأمل والبناء، ووجه الفوضى والانهيار. ولا تبرز هذه المفارقة بشكل أوضح من المقارنة بين الحقبة التي قادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتلك التي تهيمن فيها اليوم سلطة حزب الله، المصنّف كتنظيم إرهابي من قبل العديد من الدول. بين مشروع دولة ومشروع ميليشيا، تتحدد ملامح الفارق الجذري الذي رسم مآلات لبنان في العقود الأخيرة.
عهد رفيق الحريري: مشروع بناء وطن
حين عاد رفيق الحريري إلى لبنان بعد الحرب الأهلية، عاد حاملاً معه مشروعاً إنقاذياً طموحاً: إعادة إعمار لبنان وتحويله إلى مركز إقليمي للاستثمار والسياحة والتعليم. بين تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية، شهد لبنان طفرة اقتصادية نسبية رغم التحديات، واستعادت بيروت مكانتها كعاصمة الثقافة والمصارف في الشرق الأوسط.
وأبرز إنجازات الحريري تمركزت بإعادة إعمار وسط بيروت (سوليدير): مشروع حضاري غير وجه العاصمة، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والعربية، خصوصاً من الخليج، وتحسين البنية التحتية مثل الطرقات والمطار والمدارس والمستشفيات، إضافة لقامة علاقات دولية ممتازة: دعم فرنسي، سعودي، أمريكي، وعربي واسع والقيام بإصلاحات اقتصادية تدريجية رغم المديونية، كانت تهدف لجذب النمو.
رفيق الحريري كان رجل دولة لا ميليشيا، وضع مصالح لبنان فوق أي مشروع طائفي أو مذهبي. كان يؤمن بأن الاقتصاد القوي هو حجر الأساس لأي سيادة وطنية.
عهد حزب الله: من الدولة إلى الدويلة
منذ اغتيال الحريري عام 2005، وبشكل أكثر وضوحاً بعد انسحاب الجيش السوري، بدأت سلطة حزب الله تتوسع، مدفوعة بدعم إيراني مباشر، على حساب الدولة اللبنانية ومؤسساتها. انتقل لبنان من مرحلة البناء إلى مرحلة السيطرة الميليشيوية، حيث تراجعت هيبة الدولة وتغلغل السلاح غير الشرعي في قلب السياسة.
وتتلخص نتائج حكم حزب الله بانهيار علاقات لبنان الخليجية والدولية، إضافة لانهيار اقتصادي ومالي و فساد ممنهج وتحالفات مافيوية مع طبقة سياسية فاسدة، وتفشي الفوضى الأمنية والمخدرات، لا سيما في مناطق نفوذ الحزب، وأخيراً استخدام لبنان كساحة حرب بالوكالة عن إيران، ما دمّر الاقتصاد والسياحة.
في عهد حزب الله، خسر لبنان دوره العربي، وتحوّل من بلد منفتح على العالم إلى دولة محاصرة، متهمة بتمويل الإرهاب وغسل الأموال والتبعية السياسية للمحور الإيراني المنبوذ عالمياً.
شارك هذا الخبر
النائب الياس جرادي: على حكومة لبنان اذا كان هناك من رجالات ان تتكلم بصوت الرب وان تقول ان لبنان هو وقف الربّ الى الازل
عبدالله: لا بدّ من إنصاف الموظفين في القطاع العام
نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يقولان إنهما أصدرا تعليمات للجيش بضرب القوات السورية والأسلحة التي جرى نشرها في السويداء على الفور
معوّض: لمعالجة مسألة السلاح
البستاني: لا خطة اقتصادية للحكومة وهذه دعسة ناقصة
السيد: الوزارء لم يعلموا جميعًا بالتعيينات وبتنا حقل تجارب للموفدين
عون: التدقيق الجنائي ضروري والمؤشرات من الحكومة سلبية
عدوان: لا إعادة إعمار من دون عودة الدولة ولوضع جدول زمني لتسليم السلاح
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa