"ويز إير" تغادر أبوظبي رغم النمو القوي في قطاع الطيران

أعلنت شركة الطيران منخفض التكلفة "ويز إير" أنها ستعلّق عملياتها في أبوظبي اعتبارًا من الأول من أيلول المقبل، في خطوة مفاجئة تأتي رغم النمو الكبير في حركة السفر الجوي بالإمارة، مما يعني فقدانها لحصة معتبرة في سوق الطيران في الشرق الأوسط.

أسباب القرار

وأوضحت الشركة في بيان صدر الاثنين أن هذا القرار جاء بعد "إعادة تقييم شاملة"، رغم أن أبوظبي تواصل تحقيق أرقام قياسية في حركة المسافرين، حيث سجّلت مطاراتها 29.4 مليون مسافر في عام 2024، بزيادة 28% عن العام السابق، مدفوعة بنمو مطار زايد الدولي، مركز عمليات "الاتحاد للطيران".

وقد ربط مطار زايد المسافرين بشبكة تضم أكثر من 125 وجهة، وأطلق 29 خطًا جديدًا خلال العام الماضي، ما عزز مكانة أبوظبي كمركز طيران عالمي مستقر وآمن.

أداء قوي لـ"ويز إير أبوظبي"

سجلت "ويز إير أبوظبي" أداءً لافتًا في عام 2024، حيث نقلت أكثر من 3.5 مليون مسافر عبر 19,000 رحلة، وفّرت خلالها 4.4 مليون مقعد، مع معدل امتلاء تجاوز 80%.

لكن رغم هذا النجاح، أشارت الشركة إلى أنها واجهت تحديات تشغيلية متزايدة، من أبرزها مشاكل في موثوقية محركات "برات آند ويتني"، ما أدى إلى توقف العديد من طائراتها عن العمل. ومع ذلك، طلبت الشركة الشهر الماضي 177 طائرة جديدة تعمل بمحركات GTF، ما يؤكد أن التحديات لا تتعلق بمنطقة معينة.

وقال جوزيف فارادي، الرئيس التنفيذي للشركة: "نحن فخورون بما أنجزناه في المنطقة، ولكن رغم صعوبة القرار، فهو القرار الصحيح بالنظر إلى الظروف".

وسيتم التواصل مع المسافرين الذين لديهم حجوزات بعد 31 آب لتقديم خيارات بديلة أو استرداد المبالغ، فيما طُلب ممن حجزوا عن طريق وكلاء خارجيين مراجعة جهات الحجز.

استمرار الزخم في أبوظبي

تواصل أبوظبي دفع عجلة التنويع الاقتصادي من خلال الاستثمار في قطاعات استراتيجية مثل السياحة والضيافة والطيران. ففي نيسان 2024، أعلنت الإمارة عن خطة استثمارية تفوق 10 مليارات دولار لتطوير البنية التحتية وجذب الزوار الدوليين.

ومن المتوقع أن يسهم قطاع السياحة بمبلغ 55 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي في 2024، ارتفاعًا من 46 مليار درهم في العام السابق، مع هدف طويل الأمد يتجاوز 90 مليار درهم بحلول عام 2030، بحسب تصريح مسؤول حكومي في كانون الأول الماضي.

الطلب القوي على السفر

كشف تقرير صادر عن إياتا في مايو أن الطلب على السفر الجوي في منطقة الشرق الأوسط ارتفع بنسبة 6.2% على أساس سنوي، فيما نمت السعة بنسبة 6.3%، مع معدل امتلاء بلغ 80.9%.

أما في تقرير يونيو السنوي، فأشارت إياتا إلى أن المنطقة تحقق أعلى صافي ربح لكل مسافر مقارنة بجميع مناطق العالم، متجاوزة أوروبا وأمريكا الشمالية.

"الاتحاد للطيران" في مسار صاعد

نقلت شركة "الاتحاد للطيران" 1.8 مليون مسافر في حزيران، بزيادة 16% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بينما بلغ عامل الحمولة 88%، مقارنة بـ86% في حزيران 2024.

وفي النصف الأول من 2025، بلغ عدد ركاب "الاتحاد" 10.2 مليون مسافر، بزيادة سنوية نسبتها 17%، مع متوسط عامل حمولة بلغ 87%.

كما أطلقت "الاتحاد للطيران" 10 وجهات جديدة في 2025، من بينها براغ، وارسو، سوتشي، وأتلانتا، مع خطط لإضافة 13 وجهة أخرى قبل نهاية العام.