دعوات لإعلان السويداء "مدينة منكوبة"... جثث في الشوارع

بعد أيام دامية شهدتها محافظة السويداء جنوبي سوريا، تصاعدت الدعوات الشعبية لإعلانها "مدينة منكوبة"، بسبب الانهيار الكامل في الخدمات الأساسية، وتفاقم الوضع الإنساني، حيث انقطع التيار الكهربائي والاتصالات، وخرج المشفى الوطني عن الخدمة بشكل كلي.

وقد تداول ناشطون من داخل السويداء، عبر منصات التواصل الاجتماعي، منشورات تطالب بتحرك فوري وعاجل لإنقاذ المدينة، في ظل حديث عن تكدّس الجثث على أطراف الطرقات، ووجود عشرات المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى اللحظة.

كما أُطلقت نداءات استغاثة لإنقاذ المشفى الوطني، بعد أن توقفت فيه أجهزة غسيل الكلى، ونفدت المعدات الطبية الأساسية، مع عجز المشارح وبرادات الموتى عن استيعاب المزيد من الجثث، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وأظهرت مقاطع مصوّرة عمليات سرقة وتخريب واسعة طالت العديد من المحال التجارية، بالإضافة إلى حرق آليات وسيارات في شوارع المدينة، فيما تعرضت مئات المنازل في القرى الغربية والشمالية لعمليات نهب وإحراق.

وتفاقم الوضع مع إغلاق محطات الوقود، وتضرر البنية التحتية بفعل التخريب، في حين خرجت الكثير من آبار المياه عن الخدمة، ما عمّق أزمة المياه الخانقة التي تعاني منها المحافظة منذ شهور.

في خضم هذا المشهد المأساوي، أعلن الزعيم الدرزي الشيخ يوسف جربوع يوم الأربعاء التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة السورية، يتضمن وقف العمليات العسكرية، وإنهاء مظاهر التسلح خارج مؤسسات الدولة.

وفي اليوم التالي، الخميس، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة رسمية أن "الدروز جزء أصيل من نسيج هذا الوطن"، مشددًا على أن سوريا لن تكون مكانًا للتقسيم أو الفتن، ومضيفًا: "نرفض أي مسعى لجرّ الدروز إلى طرف خارجي أو لإحداث انقسام... نحن شركاء في هذه الأرض".

كما أعلن الشرع عن تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمهمة حفظ الأمن في السويداء، في خطوة تهدف إلى تجنب الانزلاق نحو حرب أوسع، مؤكداً أن هذا القرار جاء بدافع الحفاظ على الوحدة الوطنية، وحماية سوريا من أي صراعات إضافية تُبعدها عن مسار التعافي السياسي والاقتصادي.

تعيش السويداء حاليًا واحدة من أخطر أزماتها منذ اندلاع الحرب السورية، وسط ترقّب شعبي وتنفيذي لما ستؤول إليه المبادرات السياسية، والجهود الرامية إلى استعادة الأمن والخدمات في المحافظة.