جدل سياسي يرافق فيلم سوبرمان... إسقاطات مرتبطة بالصراع في غزة؟

أثار فيلم "سوبرمان" للمخرج جيمس غان جدلًا واسعًا منذ بدء عرضه في دور السينما، بسبب ما اعتبره البعض إسقاطات رمزية على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بينما يرى آخرون أن الفيلم لا يتجاوز كونه عملًا خياليًا بحتًا.

تدور أحداث الفيلم حول شخصية "ليكس لوثر" الشريرة (يؤديها نيكولاس هولت)، التي تتسبب في اندلاع حرب بين دولتين خياليتين هما "بوفاريا" وجارانبور"، حيث يتدخل "سوبرمان" لإيقاف هجوم الدولة الأقوى على الأخرى الأضعف عسكريًا. وحقق الفيلم إيرادات عالمية بلغت 220 مليون دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من عرضه في تموز الجاري.

انقسام في التفسيرات

منذ عرض الفيلم، انقسم الجمهور حول ما إذا كان النزاع بين الدولتين الخياليتين انعكاسًا للواقع في غزة.
وقد تأجج الجدل بعد نشر المعلق السياسي اليساري حسن بيكر مقطع فيديو على "يوتيوب"، قال فيه إن الفيلم يُعد "هجومًا مباشرًا على إسرائيل"، واصفًا مدته بأنها "ساعتان وعشر دقائق من الإدانة السياسية"، ومتهمًا أي منكر للتشابه بـ"الكذب".

جاء رد بيكر على تحليل المحافظ الأميركي بن شابيرو، الذي اعتبر الربط بين الفيلم والصراع في غزة "مبالغة يسارية متطرفة"، مؤكدًا أن الفيلم لا يحمل أي رسالة سياسية مقصودة.

توقيت السيناريو وتوضيح المخرج

وسط هذا الجدل، انتشرت عناوين صحفية مثل: "هل يتناول الفيلم الحرب بين إسرائيل وحماس؟"، بينما أشارت مجلة "فارييتي" إلى أن مؤيدي القضية الفلسطينية رأوا في الفيلم انتقادًا ضمنيًا لإسرائيل.
لكن المجلة لفتت إلى أن السيناريو كُتب في أيار 2023، أي قبل اندلاع الصراع في تشرين الأول من العام نفسه، ما يضعف فرضية الإسقاط المتعمّد.

وفي محاولة للتهدئة، صرّح جيمس غان قبل عرض الفيلم بأيام، في مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية، قائلاً: "القصة خيالية تمامًا. عند كتابة السيناريو لم يكن هناك صراع قائم في الشرق الأوسط، وقد حرصت على تجنّب أي تشابه مع أحداث واقعية".

ومع ذلك، لم يفلح تصريحه في إنهاء الجدل، الذي ما زال يتصاعد على الإنترنت مع استمرار عرض الفيلم.

صدام أيديولوجي قديم

وليست هذه المرة الأولى التي يدخل فيها الفيلم دائرة الجدل السياسي، إذ سبق أن تعرض جيمس غان لهجوم من الأوساط المحافظة عندما وصف "سوبرمان" بأنه "مهاجر"، وهو ما دفع قناة "فوكس نيوز" إلى اتهامه بالترويج لأجندة "يسارية متطرفة".

وخلال حفل العرض الأول في لوس أنجلوس، دافع شون غان (شقيق المخرج) عن هذه الفكرة بقوة قائلاً: "سوبرمان مهاجر، ونحن ندعم المهاجرين في هذا البلد. من لا يوافق على ذلك، فهو لا يفهم ما يعنيه أن تكون أميركيًا".

في المقابل، هاجم الممثل السابق لشخصية سوبرمان، دين كاين، تصريحات غان، واعتبرها "خاطئة ومضلّلة".

البيت الأبيض يدخل المشهد... ساخرًا

ولم يخلُ الجدل من لمسة سياسية ساخرة، إذ نشر البيت الأبيض صورة مركّبة يظهر فيها دونالد ترامب بجسد "سوبرمان"، مرفقة بعبارة:

"رمز الأمل، الحقيقة، العدالة، والطريقة الأميركية... سوبرمان ترامب"، في محاولة واضحة لركوب موجة الضجة الإعلامية التي أحدثها الفيلم.

يُعرض فيلم "سوبرمان" حاليًا في دور العرض العالمية، وسط تواصل النقاش حول أبعاده السياسية المحتملة، وتباين في التفسير بين من يرى فيه مرآة للواقع ومن يراه مجرد خيال سينمائي بحت.