دراسة دنماركية كبرى: لا علاقة بين لقاحات الأطفال والتوحد

08:32AM

في ظل الجدل المستمر منذ عقود بشأن وجود علاقة محتملة بين تطعيمات الأطفال ومرض التوحد، جاءت دراسة دنماركية واسعة النطاق لتؤكد مجددًا أن تلك المزاعم لا تستند إلى أي أساس علمي.


وأظهرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة حوليات الطب الباطني في شهر تموز، أن لقاحات الأطفال لا تسبّب التوحد، بل قد يكون لها دور في تقليل احتمالية الإصابة به، مما يمثل صفعة جديدة للادعاءات التي تربط بين التطعيم واضطرابات النمو العصبي.


واعتمد الباحثون في هذه الدراسة على تحليل السجلات الصحية لأكثر من 1.2 مليون طفل وُلدوا في الدانمارك بين عامي 1997 و2018، جميعهم تلقوا التطعيمات المدرجة ضمن البرنامج الوطني.


وركز الفريق البحثي على العلاقة بين اللقاحات و50 حالة صحية مزمنة، منها أمراض المناعة الذاتية (مثل السكري من النوع الأول) والحساسية والربو، وكذلك اضطرابات النمو العصبي كالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).


كما سلّطت الدراسة الضوء على كمية الألومنيوم التي تلقاها الأطفال عبر التطعيمات، وهو عنصر يُستخدم في بعض اللقاحات كمُعزز للاستجابة المناعية، وقد أثار جدلاً بين مناهضي التطعيم بزعم تأثيره الضار على الدماغ. غير أن نتائج الدراسة فنّدت تلك المخاوف، إذ لم تُظهر أي زيادة في خطر الإصابة بأي من الحالات المدروسة، بل إن خطر التوحد كان أقل قليلاً لدى من تلقوا كميات أعلى من الألومنيوم.


وقال البروفيسور أندرس هفيد، كبير الباحثين وخبير الأوبئة في معهد "ستاتينس سيروم" التابع لوزارة الصحة الدنماركية: "ندرك أن بعض الآباء يشعرون بالقلق من اللقاحات، وهذه الدراسة تقدم ردًا علميًا واضحًا: التطعيمات آمنة ولا تسبب التوحد.". 


وأكد أن النتائج تمثل دعوة للأهالي لاتخاذ قرارات مستندة إلى الأدلة من أجل حماية أطفالهم.

خلفية الشكوك: دراسة ويكفيلد المثيرة للجدل

تعود جذور هذا الجدل إلى دراسة نُشرت عام 1998 على يد الطبيب البريطاني أندرو ويكفيلد، زعمت وجود علاقة بين لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) والتوحد. إلا أن تلك الدراسة سُحبت لاحقًا، وفقدت مصداقيتها بعد أن تبيّن وجود تلاعب في بياناتها. وتم شطب ويكفيلد من السجل الطبي عام 2010 بتهمة سوء السلوك المهني.


ورغم تفنيد تلك المزاعم بدراسات علمية متعددة، لا تزال آثارها ماثلة، حيث تراجعت نسبة تغطية لقاح MMR في المملكة المتحدة إلى 85.2%، أي أقل من الحد المطلوب لتحقيق "مناعة القطيع" والبالغ 95%.


وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن التردد في تلقي اللقاحات يمثل أحد أكبر التهديدات الصحية العالمية. كما تشير الدراسات إلى أن مواجهة المعلومات المضللة واستعادة ثقة الناس في المؤسسات الصحية أصبحا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa