دراسة حديثة تنسف خرافة ارتباط يوم الميلاد بشخصية الإنسان

08:17AM

كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج مفاجئة تدحض اعتقادًا شائعًا عمره قرنان، يربط بين يوم الميلاد وسمات الشخصية أو مصير الإنسان. هذا الاعتقاد استند منذ القرن التاسع عشر إلى أغنية إنجليزية شهيرة تُعرف باسم "Monday's Child"، والتي تزعم أن مواليد كل يوم من أيام الأسبوع يتمتعون بصفات محددة: فطفل الاثنين جميل، وطفل الثلاثاء أنيق، وطفل الأربعاء تعيس، بينما يتوقع لطفل الخميس طريق طويل، ومواليد الجمعة كرماء، ومواليد السبت مجتهدون، أما مواليد الأحد فهم سعداء وطيبون.

وللتحقق من صحة هذا الموروث الشعبي، أجرى باحثون من جامعة يورك دراسة شاملة اعتمدت على بيانات أكثر من 2000 طفل، هدفها استكشاف العلاقة بين يوم الميلاد وسمات مثل الجمال، النجاح، أو السلوك الاجتماعي.

نتائج تنسف الأسطورة

أظهرت نتائج الدراسة بوضوح أن لا وجود لأي صلة بين يوم الولادة والسمات الشخصية أو المظهر الخارجي أو النجاح في الحياة. فطفل الأربعاءليس أكثر حزنًا من غيره، وطفل الاثنين ليس بالضرورة أكثر جمالًا. وخلص الباحثون إلى أن الأغنية الشعبية ليست سوى ترفيه لا يستند إلى أي أساس علمي.

منهجية الدراسة

استند الفريق إلى بيانات من أكثر من 1100 عائلة لديها توائم في إنجلترا وويلز، وتم تتبع الأطفال من سن الخامسة حتى الثامنة عشرة. وقد فُسرت صفات الأغنية شعبيًا على أنها مؤشرات للسلوك الاجتماعي (مثل "محبة وعطاء")، أو للجدّ في الدراسة والعمل ("العمل الجاد")، بينما خضع "حسن الوجه" لتقييم مستقل من قبل أشخاص غير مشاركين في الدراسة.

لكن التحليل الشامل للبيانات لم يُظهر أي علاقة بين يوم الميلاد وتلك السمات. وأشارت الدراسة إلى أن العوامل الحقيقية التي تُؤثّر على تطور الطفل هي مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، جنس الطفل، ووزنه عند الولادة—not يوم ميلاده.

الأغنية تحت المجهر

تعود أصول الأغنية إلى عام 1836، حين نشرتها الكاتبة آنا إليزا براي في كتابها "تقاليد ديفونشاير"، وظلت منذ ذلك الوقت تنتقل من جيل إلى آخر. ومع أن بعض عبارات الأغنية مثل "مليء بالنعمة" أو "طريق بعيد أمامه" تحتمل تفسيرات مختلفة، إلا أن الدراسة لم تجد أي دليل على صحتها عند إسقاطها على الواقع.

قيود البحث

أشار الباحثون إلى بعض القيود في دراستهم، مثل عدم توفر بيانات كافية حول مدى معرفة العائلات بالأغنية أو إيمانهم بها، وهو ما قد يؤثر على النتائج. ومع ذلك، تُعد هذه الدراسة واحدة من أكثر المحاولات العلمية شمولًا لتفنيد معتقدات راسخة في الثقافة الشعبية، وتؤكد أن يوم الميلاد لا يحدد مصير الإنسان، بل تبقى الظروف الحياتية والعوامل البيئية هي المؤثرات الحقيقية.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa