غليان شيعي ضد حزب الله...وبري يلوّح بالطلاق السياسي

يحذر مراقبون من حالة غليان شعبي وسياسي تعيشه الطائفة الشيعية في لبنان، الرافضة لسياسات حزب الله وتصريحات مسؤوليه، مع تصاعد حدة المطالبات للرئيس نبيه بري بضرورة اتخاذ موقف وطني واضح ينقذ الطائفة وكل لبنان من سياسات حزب الله.

مصادر مطلعة كشفت مؤخراً لـ"VDL" عن امتعاض كبير لدى الرئيس بري من تعنّت حزب الله، لا سيما لجهة تمسكه بالسلاح، وتصريحات مسؤوليه التي تصل إلى حدّ التهديد بمواجهة الدولة والجيش و"نزع الأرواح" ممن يفكر بحصر السلاح بيد الدولة فقط.

هذه السياسات والتصريحات لم تعد مجرّد مواقف، بل باتت تُعتبر تحدياً مباشراً وتهديداً لهيبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها، فحتى الرئيس نبيه بري، الذي لطالما وفّر غطاءً سياسياً لحليفه، لم يعد قادراً على حمل هذا العبء، ومواجهة الغضب الشعبي الداخلي والتحذيرات الدولية، في ظل تدهور علاقات لبنان الخارجية وتأثر مصالح أبناء الطائفة الشيعية وخاصة المنتمين لحركة أمل في الخارج بسبب تصنيفات مرتبطة بالحزب.

البيئة الشيعية في أمل اليوم بدأت تعبّر عن رفضها للاستمرار في تحالف يُحمّلها أثماناً سياسية واقتصادية، في الخليج وأوروبا وأمريكا وحتى في أفريقيا، وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أن بري أبلغ حزب الله بوضوح أن الاستمرار في هذا المسار سيؤدي إلى طلاق سياسي، حفاظاً على أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، ما لم يُسلَّم السلاح للدولة ويعود الحزب إلى دوره كتنظيم سياسي فقط.

ومع استمرار السياسات التصعيدية، قد يجد حزب الله نفسه معزولاً، لا على مستوى الوطن فحسب، بل حتى داخل الحاضنة الشيعية نفسها، بعدما تسببت سياساته المرتبطة بنهج المرشد الإيراني بإدخال لبنان في عزلة دولية خانقة، ودوامة من الحروب والدمار والخراب، لم تنتهِ تداعياتها حتى اليوم، سياسياً واقتصادياً وأمنياً.