27/07/2025 07:49PM
كتب أنطوني سعد:
في أواخر الثمانينات، وقف الموفد الأميركي ريتشارد مورفي في قلب الأزمة اللبنانية، وقال جملة حُفرت في ذاكرة السياسيين:
“إما الضاهر… أو الفوضى.”
لم يكن تهديدًا عابرًا، بل تلخيصًا لمعادلة أميركية ثابتة: من لا يلتزم بالخيار المرسوم، يُقصى. من يرفض التوجيهات الدولية، يُدفن سياسيًا.
وكانت النتيجة: جعجع دخل السجن، عون نُفي، والقرار صُنع خارج لبنان.
اليوم، بعد أكثر من ثلاثين عامًا، تعود المعادلة ذاتها، بوجوه جديدة ولهجات مموّهة.
الاسم تغيّر، لكن الرسالة نفسها.
توم باراك لم يستخدم نبرة مورفي الحادة، لكنه أرسل إنذارًا مغطى باللباقة:
“نزع سلاح حزب الله… أو الموت السياسي.”
هذه المرة، المستهدَفون ليسوا لاعبين على الهامش، بل ثلاثة ممسكين بالسلطة:
الرئيس جوزاف عون، رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
باراك لم يطلب موقفًا، بل قرارًا. لم يفتح باب تفاوض، بل رسم خط نهاية:
إما أن تُنفَّذ الشروط كما هي، أو تبدأ مرحلة الإقصاء.
جوزاف عون، رغم موقعه كرئيس، يُدرك أنه أمام خيار صعب في زمن الاصطفافات الإقليمية. اما ان يدخل التاريخ، او ينتهي به الأمر مثل أمين الجميل… جالسًا في بعبدا، معزولًا، يشاهد اللعبة من بعيد إن لم يأخذ الخيار الصائب.
نواف سلام، الذي أُعطي أكثر من فرصة ليكون واجهة معتدلة، بات اليوم في مهب الضغط: باراك خاطبه مباشرة في تغريدة قاسية — الأقوال لا تكفي، والوقت للأفعال.
أما نبيه بري، العرّاب المتمرّس، فمناوراته لم تعد كافية. وكل أرنب سياسي قد يخرجه الآن… لن يغيّر شيئًا في معادلة دولية كُتبت خارج الحدود.
لكن المشهد ليس جديدًا. ففي عام 2019، عندما طالب المجتمع الدولي لبنان بإصلاحات اقتصادية واضحة لتفادي الانهيار، تجاهل القادة التحذيرات، فضيّعوا الفرصة… وسقط البلد في أعمق أزمة مالية في تاريخه.
واليوم، في 2025، المطالبة لم تعد اقتصادية بل سياسية — وبنفس الحدة.
التغاضي عن الإصلاحات حينها أدى إلى إفلاس مالي. أما تجاهلها الآن… فقد يؤدي إلى انفجار أمني.
الذين رفضوا الإصلاح أمس، يدفعون ثمن الانهيار.
والذين يرفضون التغيير اليوم، سيدفعون ثمن الحرب.
التحذير الأميركي ليس عرضًا.
الإنذار واضح: لا حياد بعد اليوم، لا تسوية رمادية، لا حلول جزئية.
من لا يتحرك الآن، سيُزال بهدوء.
ومن ينتظر… سيُقصى من دون أن يشعر أحد.
“السلاح أو الموت السياسي” لم يعد عنوانًا صحافيًا.
بل واقعًا جديدًا يُكتب بحبر خارجي، على ورق لبناني مهترئ.
وكما قال مورفي يومًا “الضاهر أو الفوضى”، يقول باراك اليوم:
“المبادرة او الموت.”
والفرق الوحيد
أنه منذ عام، كانت المقاومة تحتفظ بقوتها، والسيد حسن لا يزال يخيف المنطقة، والدعم الدولي قائم، والرد جاهز.
أما الآن، فدون مقومات الصمود وقدرات الدفاع… كيف ستكون الحرب؟
لكن الفاتورة لا تتوقف هنا.
فبين العجز عن اتخاذ القرار، والتمسك بالمراوغة، منح هؤلاء القادة الوقت المثالي للخصم أن يتحرك.
التردد اللبناني بات في نظر واشنطن دليلاً على الإفلاس،
ومنح إسرائيل ما يشبه الضوء الأخضر لبدء التصعيد العسكري.
قد لا يُقال ذلك علنًا، لكن كل مؤشرات الميدان تقول:
حين تتأخر الدولة عن الحسم… تبدأ الحرب بالنيابة عنها.
شارك هذا الخبر
هواوي وأنغامي تتعاونان لإطلاق تطبيق أنغامي على ساعات HarmonyOS 5 الذكية من هواوي لأفضل تجربة ترفيه أثناء التنقل
أطعمة تؤثر على رائحة الجسم... وهذه طرق التخفيف من أثرها
طفل هندي يقتل أفعى كوبرا بأسنانه بعد ما هاجمته
دراسة: الواقع الافتراضي يساعد في تخفيف الألم عبر مشاهدة مناظر طبيعية
تسريبات تكشف مواصفات Pixel Watch 4 وتغييرات كبيرة في التصميم والشحن
أستراليا تتجه لحظر يوتيوب على من هم دون 16 عاماً
ترامب يتّهم حماس بسرقة المساعدات
مؤتمر حل الدولتين: الاتفاق على إطار زمني لإقامة دولة فلسطينية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa