بلديات في الشوف تعتمد على الآبار الارتوازية مع شحّ المياه

07:06AM

كتب عامر زين الدين في الأنباء الكويتية: 

تفاقمت مشكلة الجفاف للمياه في منطقة الجبل على نحو كبير، وبلغ منسوب الهواجس الحدود القصوى، في مرحلة تعتبر الأشد حاجة إلى المياه «حياة الأرض وما عليها» وهي فترة «عز الصيف» التي دخلت مدارها الاسوأ بخصوص المياه.

ومع تراجع الينابيع الطبيعية والآبار الارتوازية إلى معدلات أزيد من نصف مخزونها في هذه الاوقات، وضع النقص الحاد في المياه المسؤولين والمراجع المعنية أمام مسؤولياتها، حيال السبل الممكنة للتقليل من المخاطر، وللحفاظ على الأمن الحياتي بالحد الأدنى، ليصبح اللجوء نحو الآبار الارتوازية، خيارا لا بد منه، بعدما كان الأمر سابقا من المحرمات، للحفاظ على المخزون الاحتياطي من المياه بالنسبة إلى الأحيال القادمة.

في هذا الوقت تكثفت الاجتماعات البلدية ولجان المواطنين في القرى بحثا عن الحلول البديلة المطلوبة، في ظل حالة الجفاف الحاصلة والشح الكبير على مستوى المياه، والذي طال البرك الاصطناعية لتجميع مياه الشتاء التي لم تمتلئ كفاية هذه السنة، بسبب قلة تساقط الامطار، لتمرير فصل الصيف.

وفي هذا السياق قال احد رؤساء بلديات الشوف الأوسط، لـ«الأنباء»: «بدأنا وضع خطة نبحث حاليا فيها عن التمويل لتنفيذ مشروع لحفر بئر ارتوازي، فمياهنا من نبع الباروك. والآن اصبح لنا قرابة 15 يوما من دون مياه. تارة يقولون المياه قليلة وطورا الحجة بالأعطال على الشبكة الرئيسية. وليس بمقدورنا الانتظار اكثر دون عمل مجد، وراهنا لا يوجد اي حل امامنا سوى البئر الارتوازية، واذا لا نستخدم الآبار التي هي مخزون احتياطي فمتى سنستخدمها؟».

رئيس دائرة مياه جبل لبنان الجنوبي المهندس يونس جرماني، أكد لـ «الأنباء» ان «ينابيع الباروك، الرعيان، القاع، سد القيسماني، ونحو 60 بئرا ارتوازيا منها 33 بئرا في منطقة إقليم الخروب، تعتبر المصادر الرئيسية التي تغذي المياه في منطقة جبل لبنان الجنوبي، لكن وصول النقص بإحدى آبار منطقة كفرا الذي لا يتدنى عن نسبة 135 مترا مكعبا عادة وانخفض بشكل سريع إلى حدود 50 مترا مكعبا ضاعف المشكلة. اما نبع الباروك الذي يغذي عادة 35 الف مترا مكعبا، بلغت نسبة تراجعاته التخزينية إلى اقل من 4 آلاف متر أيضا أسهم بالنقص الحاد في المياه، ومن هنا لجأنا إلى الآبار الارتوازية كمساعد أساسي وخيار موجود».

ولفت جرماني إلى انه «عندما تتناقص المياه بشكل كبير تبرز مسألة الطاقة من كهرباء ومولدات وبالتالي الأعطال، وتحاول المؤسسة ان تأخد على عاتقها توفير مادة المازوت، وتوفير أعمال الصيانة التي اصبحت تكلفتها باهظة جدا، نتيجة سحب الرمول والاتربة من قعر الينابيع والآبار مع المياه. لكننا نعمل بالكميات الموجودة من خلال توزيع عادل على المشتركين والقرى والمناطق، في محاولة لاجتياز الصيف بالقدر الممكن من الصمود».

وفي السياق نفسه، قال رئيس بلدية في الشوف الأعلى لـ «الأنباء» انه بعدما كانت إحدى الآبار الارتوازية تساعد مياه البلدة التي تتغذى من نبع الباروك.. لم يعد مخزون هذه البئر كافيا، ونتطلع الآن إلى تجهيز مشروع حفر اضافي، نظرا إلى الحاجة الكبيرة من المياه، وعدم قدرة المواطنين على الشراء وبعد ارتفاع سعر المياه على نحو كبير.

في المقابل اوضح احد اصحاب الصهاريج ملحم خير ان «سبب ارتفاع سعر الخزان 10 براميل إلى 25 دولارا اميركيا، بعدما باتت تتطلب العملية اكثر من انتظار 4 ساعات وانتظار دورنا ساعات اضافية نصل فيها الليل بالنهار لتعبئة الخزان الواحد، فالينابيع الخارجية جفت بالكامل والبرك باتت تعطي ليومين فقط بالأسبوع».

وكشف احد الخبراء الزراعيين في الشوف عن «ان الآثار السلبية على تراجع كميات الأمطار والثلوج، ستكون مفاعيلها خطرة على المياه والزراعة والطاقة والغابات. فموسم الشتاء الذي انتهى باكرا دون ان يحقق ثلث معدلاته الموسمية، وفصلي الربيع والصيف الحارين والجافين، سبب التراجع الكبير في منسوب المياه الجوفية، بعدما جفت بعض الينابيع ان تراجع منسوبها بشكل كبير».

واعتبر ان «المؤشرات مقلقة بشأن تأمين مياه الشرب والري في الأشهر المقبلة، ما يهدد الأمن الغذائي والزراعي، بحيث تأثرت محاصيل القمح، الزيتون، والخضراوات، وكذلك الانخفاض في إنتاج الطاقة الكهرومائية والسدود مما يزيد نسبة التلوث، وارتفاع في خطر الحرائق. كل ذلك بات يحتاج إلى تخطيط طارئ على نحو جديد من اجل المستقبل».


المصدر : الأنباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa