رحيل لطفي لبيب... "صاحب البهجة" يودّع الحياة

رحل عن عالمنا صباح اليوم، الفنان المصري القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز الـ77 عاماً، بعد صراع مع المرض أدخله العناية المركزة في أيامه الأخيرة، وسط حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفني المصري والعربي.

وأعلن نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي نبأ الوفاة، مودعاً الفنان الراحل بكلمات مؤثرة وصفه فيها بأنه "صاحب البهجة"، في إشارة إلى بصمته الخاصة في كل ما قدّمه من أعمال درامية وسينمائية على مدى عقود.

وكانت النقابة قد ناشدت في وقت سابق محبيه الدعاء له، بعد تدهور حالته الصحية بشكل مفاجئ مساء أمس، وانخفاض استجابته للعلاج، حيث أعيد نقله إلى وحدة العناية الفائقة.

وُلد لطفي لبيب عام 1951، وتخرّج في كلية الآداب قبل أن يدرس التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ مسيرة مهنية حافلة ومتنوعة امتدت لعقود، شارك خلالها في أكثر من 100 فيلم، وأكثر من 30 مسلسلًا تلفزيونيًا، إضافة إلى أعماله المسرحية المميزة.

ومن أبرز أدواره التي تركت بصمة لا تُمحى في ذاكرة الجمهور: شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة"، ودوره الإنساني في "عسل إسود"، فضلًا عن حضوره اللافت في أفلام مثل "يا أنا يا خالتي"، وأعماله التلفزيونية مع الزعيم عادل إمام في "صاحب السعادة" و"عفاريت عدلي علام".

لم يكتفِ لبيب بالتمثيل، بل كتب أيضًا تجربته الشخصية خلال حرب أكتوبر 1973 في كتاب "الكتيبة 26"، جامعًا بين الموهبة الفنية والتجربة الوطنية.

ورغم متاعبه الصحية في السنوات الأخيرة، لم يتوقف عن العطاء الفني، وكان آخر ظهور له في فيلم "أنا وابن خالتي"، الذي أصر على استكماله رغم ظروفه الصحية الصعبة، مؤكداً التزامه الفني حتى الرمق الأخير.

برحيله، يُغلق فصلٌ آخر من فصول الفن المصري الأصيل، ويترجّل فنانٌ عميق الإنسانية، ترك في قلوب محبيه الكثير من الابتسامات والذكريات.