الإقبال على "ليلة المتاحف" يٌحفز على المزيد

31/07/2025 07:18AM

كتبت جويل رياشي في الأنباء الكويتية: 


اختنقت شوارع بيروت برواد الثقافة من كل الأعمار في «ليلة المتاحف» السنوية الشهيرة التي أطلقتها وزارة الثقافة اللبنانية منذ 2014، حيث تفتح فيها المتاحف الوطنية والخاصة بالمجان أمام الزوار.


ليست ليلة مجانية، بل إظهار للوجه الآخر الثقافي - السياحي - التاريخي للبلاد.


24 متحفا وطنيا وخاصا توزعت بين بيروت وجونيه وجبيل وعالتيا (فوق نهر ابراهيم قضاء جبيل) وطرابلس وصيدا احتضنت الزوار من لبنانيين وأجانب.


هذه السنة تخطت الأرقام التوقعات، وبدت الحاجة إلى «اسبوع المتاحف» وليس ليلة واحدة. وقد اتخذت إجراءات في محيط المتحف الوطني المركزي بسبب الإقبال غير المعهود للجمهور الذي ملأ الساحات المحيطة بيه من بدارو وطريق الشام حيث مقر إدارة الجامعة اللبنانية. هناك على الخط «عجقة أمكنة»، بينها إلى جانب المتحف الوطني متحف نهاد السعيد الجديد والمتجدد في مضمونه بمعرض بوسترات وملصقات لا تحتاج الى جهد لفهمها، وكفيلة بإعطاء صورة عما كان عليه لبنان سياحيا في مطلع القرن العشرين. في الشاره أيضا متحف «ميم» للمعدنيات في الحرم الجديد للجامعة اليسوعية، إلى فتح أبواب القنصلية الفرنسية في الجهة المقابلة للدخول إلى معرض في المركز الفرنسي. ومن هناك إلى شارع مونو في منطقة هوفلان، حيث المكتبة الشرقية للجامعة اليسوعية العريقة، بكنوزها من مخطوطات وخرائط، صعودا إلى شارق سرسق في الأشرفية، حيث متحف نقولا سرسق وفيلا عودة.


وفي جهة أخرى من العاصمة في شطرها الغربي، ثلاثة أمكنة، بداية من مصرف لبنان على مدخل شارع الحمرا، حيث متحف خاص بالمصرف المركزي، نزولا إلى شارع بلس حيث مقر الجامعة الأميركية في بيروت بمنطقة رأس بيروت، مع متحفين للمتجرات وكنوز البحر حيث الدخول إلى رحاب البدايات وكتابة التاريخ عبر الأحجار.


حركة وبركة في أحياء العاصمة واكبتها «الأنباء» بالتجوال على ما أمكن الدخول اليه تفاديا لـ «طوابير الانتظار».


على مدخل الجامعة الأمريكية من بوابة كلية العلوم الطبية، فرق تعزف الموسيقى، وجولات تعريف من قبل المنظمين بواقع واحدة كل ساعة، إلى إمكانية التجوال لمن يشاء دون مرافق أو دليل.


في حين كان التحدي أكبر في المكتبة الشرقية، بين جيل يمتهن العمل بأصابعه على الألواح، وقدامى اغتنموا الفرصة للفلفشة بين أوراق التاريخ والتعرف إلى الكنوز من مخطوطات وخرائط فضلا عن معرض كاريكاتور لفنان أرمني وصل إلى بيروت في 1924. كل طاقم العمل في المكتبة الشرقية من لبنانيين وأجانب توزع على القاعات. وهناك ما يجمع بين «الأمريكية» و«اليسوعية»، حيث صعود السلالم القديمة التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، مع ملاحظة وجود مصعد لم يستخدمه الزوار في مونو، على الطرق الممتدة بين هذه النقاط من الحمرا مرورا بالأشرفية ومحيط المتحف الوطني، ناس أتت من كل الأمكنة، وحافلات خاصة أمنتها لجان الثقافة في عدد من البلديات المنتخبة في مايو الماضي لنقل من يرغب من المصطافين في القرى بالمجان إلى رحلة مع الثقافة والمعرفة. أعداد لا تحصى فاقت كل حركات النزول إلى الشارع على اختلاف أنواعها، مع غياب الضجيج وصرخات الاحتجاج، وترك الصوت للموسيقى، وخصوصا أمام مدخل المتحف الوطني حيث كانت تحية للراحل زياد الرحباني في اليوم التالي لدفنه، مصحوبة بمقطوعات موسيقية من أعماله، مع عرض صوره على الجدران العملاقة للمتحف الوطني.


ليلة غير كل ليالي بيروت والمناطق حيث لم تهدأ حافلات وزارة الأشغال العامة والنقل في اصطحاب الركاب إلى جميع المناطق.


تجربة غنية كشفت الحاجة إلى تحسين المرافق الخدماتية في تظاهرات وأنشطة ثقافية ورياضية كبرى. وقد علت في تلك الليلة أصوات الفرح وضغت عليها التحية إلى «العبقري الرحباني».


المصدر : الأنباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa