06/08/2025 05:18PM
منذ أيام، انطلقت حملة تشهير جديدة ضد رئيس مجلس إدارة مصرف SGBL أنطون الصحناوي، تتهمه بأنّه "داعم الصهيونية". الحملة جاءت فجأة، واستندت إلى مقال أجنبي، نقلت ما فيه صحيفة "الأخبار" بشكل مجاف للحيقة، وتحدّثت عن دعم الصحناوي لمشروع فنّي جمع أوبرا واشنطن وأوبرا تل أبيب، في خطوة رُوِّج لها على أنّها "تطبيع فجّ".
الصحيفة حوّرت الوقائع، واتهمت الصحناوي بدعم الأوبرا الإسرائيلية بينما الصحيح أنّ الصحناوي قدم الدعم للأوبرا الأميركي التي تقيم نوعًا من أنواع الشراكة مع نظيرتها الإسرائيلية. استغلت "الأخبار" هذه الواقعة من أجل التصويب عليه. لكن بمعزل عن تُهم التطبيع من عدمها، والتي تبدو سخيفة في زمن استقبال السلطة بكل أركانها للمبعوث الأميركي - الإسرائيلي عاموس هوكشتاين ثم خلفه الداعمة للصهيونية مورغان أورتاغوس والارتماء بأحضانهما، فإنّ خلف هذا "العنوان الاستفزازي"، رواية أخرى.
رواية أكثر واقعية، ولا تنسجم مع الضجيج الذي يُثار على المنصات التواصل الاجتماعي، ولا مع المزاج السياسي الذي تُحرّكه بعض الجماعات المحلية المموّلة والموجّهة، فتردّده حفنة من المؤثرين على صفحاتها، بشكل ببغائيّ أعمى وقصير النظر.
الكل يعرف أنّ الصحناوي ليس سياسيًا، ولم يكن يومًا في موقع اتخاذ قرار سياديّ أو أمنيّ. هو مصرفي يعمل ضمن القطاع، ويمتلك شبكة علاقات واسعة في الخارج. من بين تلك العلاقات تربطه صداقة مع دانيال غلايزر، أحد ممولي حفلة الأوبرا الأميركية نفسها. غلايزر هو واحد من خبراء مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال في الولايات المتحدة، الذين تولّوا في عهد الرئيس براك أوباما إدارة ملف العقوبات والتمويل غير المشروع لسنوات في وزارة الخزانة الأميركية، وقاد مواجهات مالية ضد جهات عدّة مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، وكذلك إيران و"حزب الله"... ولعلّ هذا ما يفسر ويبرّر حملة إعلام "حزب الله".
أمّا عن تقاطع تلك الحملة بين حلف الممانعة وبين إعلام "كلنا إرادة" الموجه من جماعة جورج سوروس، فتلك مفاجأة أخرى: غلايزر يرأس، حاليًا، شركة K2 Integrity، وهي الشركة التي تعاقد معها حاكم مصرف لبنان كريم سعيد مؤخراً من أجل تقديم الاستشارات التنظيمية والمالية لـ"المركزي".
ومن بين الخدمات الاستشارية طبعاً، تلك المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والمصارف... وهذا ما يجعل قرب غلايزر من الصحناوي، مكمن "خطر" و"خوف" حقيقيين لدى كثير من الجماعات مثل "كلنا إرادة" وربّما الفريق المقرّب من رئيس الحكومة، ومن يدور بفلكهما من مواقع إخبارية مثل "ميغافون" و"درج" وغيرها، باعتبار أنّ تلك العلاقة قد تؤثر على مشروعهم الرامي إلى تحييد الدولة عن الأزمة الاقتصادية،وتحميل المسؤولية كلها للمصارف، وبالتالي للمودعين.
يظنّ هؤلاء أنّ الشركات الاستشارية العالمية مثل بعض الشركات اللبنانية التي يعرفونها "تدير دينة الجرة" كيفما اتفق... وهذا طبعاً غير صحيح. تمامًا مثلما قاموا بشيطنة الدراسات الصادرة من جامعة "هارفدر" وغيرها من الدراسات، ولم يُثبت أيّ شيء من كلّ ادعاءاتهم.
أمّا مورغان أورتاغوس، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، والتي يُفترض أنّ تعود إلى لبنان بحسب ما يُسرب من معلومات، مصدرها واشنطن وبيروت على السواء، فهي الأخرى ضمن شبكة علاقات الصحناوي، وهذا تحديداً ما ضاعف من وتيرة الحملة المسعورة، التي لم تجد ضالتها إلاّ بـ"دار أوبرا" و"سوالف" الصهيونية.
بعد أن كان التخوين وتُهم "الصهينة" محصورين بـ"حزب الله" وجمهوره وإعلامه، إبتُلينا اليوم أيضاً بالإعلام المقرب من "كلنا إرادة". أولئك الذين لا يتعاملون مع الأمور بناءً على الواقع، وإنّما ينطلقون من هواجسهم السياسية الضيقة وتطلعاتهم لاستفادة من الأزمة. في نظرهم كل علاقة بواشنطن لا تمرّ عبرهم هي "تبعية"، وكل لبناني ذي علاقات عابرة للحدود ليس صديقهم هو "عدو" يجب شيطنته، وكل مصرفيّ طار بطائرة أو قام بنشاط أو بتحرك هو "مبذّر" لأموال المودعين... بينما هم غافلون عن إرتكابات السلطة، منذ 6 سنوات إلى اليوم، ولا ينبسون ببنت شفّة ضدها!
من هنا، يصبح السؤال: هل المشكلة حقًا هي في مشروع أوبرا، أم في علاقات الصحناوي بالخزانة والإدارة الأميركية (إدارة دونالد ترامب)؟ هل الهجوم ضده هدفه "كشف الحقيقة" كما يدعون أو الهدف هو إخفاؤها؟ بل أكثر من ذلك: هل المطلوب من اللبنانيين - مصرفيون وغير مصرفيين - أن يلازموا منازلهم، كرمى لعين "حزب الله" و"كلنا إرادة"، كي لا تطالهم حملات التخوين و"الصهينة"؟
شارك هذا الخبر
مونديال 2030... مقترح مثير لرفع عدد المنتخبات
الخير يشيد بالموقف الفرنسي: دعمٌ للبنان وفلسطين بوجه الاعتداءات الإسرائيلية
لقاء مرقص ورئيس جامعة بيروت العربية... ماذا دار بينهما؟
حزب الله ينفي: لم يصدر أي بيان حول النشاط المقرر إقامته يوم غد
الأوضاع في لبنان والمنطقة على طاولة رعد والسفير العراقي
إيهاب حمادة: المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات التي ترسم لها
سلام يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في زيارة وداعية
صخرة الروشة لن تُضاء بصورة السيّدَين!
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa