06:55AM
كتب رمال جوني في نداء الوطن:
مشهد مأسوي تعيشه قرى النبطية وإقليم التفاح، مع دخول نبع الطاسة، أحد أهم روافد المنطقة، في أزمة شح غير مسبوقة، فبعد أن كان يغذي أكثر من 30 بلدة، بات بالكاد يروي 15، وضمن تقنين قاس وصل في بعض البلدات إلى 24 ساعة أسبوعيًا.
في قلب جبل اللويزة، يغور نبع الطاسة يومًا بعد آخر، في مشهد لم تعهده المنطقة منذ عقود، ما يطرح تساؤلات خطيرة: هل دخلنا فعلًا زمن الشح؟ وهل تكون الآبار الإرتوازية حلًا... أم عبئًا إضافيًا؟
الأزمة تشتد... المنسوب انخفض بشكل كبير
تدرك مصلحة مياه لبنان الجنوبي خطورة المرحلة، فالوضع اليوم بحسبها "خارج عن إرادتها"، إذ يُعزى التراجع الكبير في منسوب المياه إلى الجفاف الطبيعي، لا إلى أي خلل تقني أو تعدّ بشري.
عند غرفة التجميع التي تنطلق منها التغذية باتجاه القرى، تظهر الكارثة: كان من المفترض أن يصل ارتفاع المياه إلى 70 سنتم، لكنه بالكاد يبلغ 5 سنتم اليوم.
يقول أكرم نضر، المشرف على منشأة النبع، بحسرة: "مرت علينا أيام صعبة، لكن لم نشهد مشهدًا حزينًا كهذا... النبع يختنق، والمياه تتراجع يومًا بعد يوم.
هذا يعني مزيدًا من التقنين... ونحتاج إلى وعي كبير من الناس بخطورة الوضع، نحن فعلًا نعيش معاناة قاسية.
لطالما شق نبع الطاسة طريقه نحو قرى حبوش ودير الزهراني وغيرها، أما اليوم، فلا مياه ولا من يحزنون. حجارة مجرى النهر وحدها شاهدة على زمن كان فيه الماء وفيرًا.
في شهر آب من كل عام، ينخفض منسوب النبع نحو 10 سنتم، أما هذه السنة، فقد تراجع بمقدار 50 سنتم، وهذه مأساة حقيقية".
غرف التجميع الفارغة والمجرى اليابس يصوران مشهدًا غير مألوف في تاريخ نبع الطاسة. ومع كل قطرة تضخ، تُرفع الصلوات ألا يجف النبع قبل حلول الشتاء لكن ماذا يعني جفاف نبع الطاسة.
بالنسبة إلى نضر، الجواب واضح: "كارثة حقيقية، بكل ما للكلمة من معنى، ليست فقط بيئية، بل اقتصادية ومالية واجتماعية... المواطن المحاصر بالأزمات يواجه اليوم أزمة مياه تزيد أعباءه وتُثقل فاتورته الشهرية".
ويشرح "أن الأزمة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة شح الأمطار في الشتاء، ما حرم النبع من تغذيته الأساسية، وانعكس انخفاضًا حادًا في منسوبه".
للمرة الأولى يواجه النبع خطر الجفاف الحقيقي. شح الأمطار فاقم الأزمة، ومع استمرار الانخفاض، فإن الأشهر الخمسة المقبلة ستكون الأصعب، وربما الأسوأ، إذا تأخر الشتاء.
وفق خطة مصلحة مياه لبنان الجنوبي، طُلب من البلدات التي تملك آبارًا إرتوازية الاعتماد الكامل عليها في التغذية، ريثما تمر الأزمة. وإلا... فإن الكارثة ستكون أكبر.
أزمة النبع القديمة المتجددة بلغت هذا العام ذروتها. الناس باتوا يتكبدون كلفة صهاريج المياه يوميًا. نقلة واحدة بـ 15 دولارًا، وغالبًا ما يحتاج كل منزل إلى اثنتين أسبوعيًا... أي ما يعادل 120 دولارًا شهريًا، ضعف قيمة الاشتراك السنوي تقريبًا.
لا تُحسد البلديات اليوم على واقعها، خصوصًا في ظل أزمة المياه المتفاقمة، رغم أن الملف من مسؤولية مؤسسة مياه لبنان الجنوبي. رئيس بلدية كفررمان عبدالله فرحات أكد أن البلدية، ورغم عدم اختصاصها، تولّت تشغيل الآبار التابعة للمصلحة لتأمين المياه للأهالي.
كفررمان، المعروفة تاريخيًا بوفرة مياهها، باتت تعتمد اليوم على الآبار الجوفية، مع امتلاكها ثلاث آبار، اثنتان منها في الخدمة وثالثة قيد الإنجاز. ويجري العمل على حفر بئر إضافية لتحقيق تغذية شاملة.
فرحات لا يخفي حجم الكارثة ويصف الوضع بالمأسوي، مشيرًا إلى أن التوزيع غير المنتظم يعيق الاستفادة من الآبار، رغم ضخ المياه 12 ساعة يوميًا، إلا أن ثلث البلدة ما زال بلا مياه. ويسعى للحصول على تفويض قانوني يسمح للبلدية بإدارة تشغيل وتوزيع المياه ضمن خطة متكاملة.
نبع الطاسة يئن... والقرى كذلك. بين تقنين قاسٍ وغياب خطة استراتيجية شاملة، تبقى الأسئلة مفتوحة: من ينقذ الناس من العطش؟ وهل تكون أزمة هذا الصيف ناقوس خطر لصيف قادم أشد عطشاً؟
شارك هذا الخبر
طيران الشرق الأوسط: تعديل هذه الرحلات
حادث سير ووفاة شاب
خسائر أسبوعية للنفط
حدث تاريخي غير مسبوق: بوتين أول زعيم روسي يزور ألاسكا
إطلاق GPT-5 يثير انتقادات واسعة: المستخدمون يفضّلون الإصدارات السابقة
سامسونغ تبدأ تطوير غالاكسي ووتش 9 و10 وتؤكد تميزها عن المنافسين الصينيين
أبل تواجه دعوى جديدة!
برعاية ترامب... اتفاق سلام "تاريخي" بين أذربيجان وأرمينيا
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa