مسلسلات رمضان... من الفائز بـ"صراع النجوم"؟

"شو عم تحضروا مسلسلات برمضان"؟ سؤالٌ موسميّ يرافقنا مع بدء شهر رمضان وحتى نهايته، ليكون محور النقاش بين الأهل، الاصدقاء والزملاء، فشارف الشهر الفضيل على الانتهاء ولا زالت سجالات المفاضلة بين المسلسلات الدرامية سيدة الموقف.

ليكون الحوار على الشكل التالي: يقول أحدهم "شو هالمسلسل البايخ؟" ليرد آخر: "على أساس مسلسلك أحلى"وتتابع التعليقات الفنية الدقيقة ليتحول افراد العائلة إلى نقاد فنيين أكثر من مشاهدين يقيمون المشهد، الحبكة، وادق تفاصيل السيناريو.

من المتعارف عليه أن  شهر رمضان يتربع على عرش المنافسة بين الأعمال الدرامية، وتشهد هذه الفترة صراعاً حثيثاً بين أبرز نجوم التمثيل، وشركات الانتاج، بهدف جذب أكبر عدد من المشاهدين للحصول على "جبنة الموسم".

التحدي الكبير يكمن في مدى قوة وصمود الممثل أو الممثلة في "صراع النجوم"، فالبعض يفشل والبعض الآخر يفوز بقلوب الجماهير الأمر الذي يضع بعض الممثلين في المراتب الأولى . يشير الناقد الفني أمين حمادة إلى أن " الموسم الدرامي الرمضاني 2019 أفضل من ذي قبله خاصة أننا شهدنا أعمالاً بعيدة كل البعد عن الخيال بل أصبحت تلامس الواقع أكثر، وهذا ما يميزها عن الموسم السابق".

وعن نقاط ضعف وقوة المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم، يوضح الناقد الفني في حديثه لـ "السياسة"، أن " تكرار مشهدية الدراما المشتركة بين اللبناني والسوري مبنية على إنتاجات مشتركة مما يشّكل عامل ضعف وقوة في آن معاً، فمثلاً مسلسل "دقيقة صمت" أوقع نفسه في بعض "الهفوات" بسبب الدراما المشتركة، فمن غير المبرر أن نرى شاب لبناني يعيش في سوريا، ويتطاول على أحد الشخصيات المهمة، فالموضوع بعيد كل البعد عن الواقع والمنطق. ويضيف "مسلسل خمسة ونص فرض ورقة الواقع على الجماهير فالممثل قصي خولي بدور "غمار"  سوري الجنسية من أب لبناني وأم سوريا، وهو سيناريو الأكثر إقناعاً نسبةً لمعنى الدراما المشتركة والتي تشكل عنصر قوة.

ويشير حمادة إلى أن " الدراما المشتركة تتمثل "بالتعب الإنتاجي"، بمعنى آخر إنتاج ضخم يساوي عمل ضخم، وبالتالي هذا الأمر يساهم في توسعة بيكار شركات الإنتاج لتحقيق غايتها في جعل الدراما المشتركة نقطة قوة وهذا ما يحصل الآن على أرض الواقع، مشيراً إلى أن "الميزانية هي التي تحدد نوعية وجودة العمل الدرامي، فكلما كانت الميزانية عالية حقق العمل جماهيرية واسعة". لافتاً إلى أن " بعض المسلسلات تصدرت المنصة الرقمية العالمية "Netflix" مثل مسلسل "الكاتب" نظراً لإنتاجه الضخم والذي يجمع بين ممثلين لبنانيين وسوريين.

أما العمل الأكثر تميزاً لهذا العام، يؤكد حمادة انه "مسلسل "انتي مين" الذي تعاطى مع ردة فعل الشعب اللبناني بعد الحرب الأهلية التي شهدها لبنان، إذ نقلت الكاتبة كارين رزق الله  صورة متقاربة لثلاثة أجيال متتالية : جيل الحرب، جيل الألفية (جيل ما بعد الحرب)  والجيل الجديد (الحالي). لافتاً إلى أن "مسلسل "انتي مين" أعطى فرصة لبعض الممثلين القديرين بالأخصّ الأكاديمين لإبراز قدراتهم التمثلية بشكل إحترافي امام الكاميرا بعد أن كانت تجربتهم تختصر أغلب الوقت على خشبة المسرح، أمثال الممثلة عايدا صبرا وجوليا قصّار.

وفي ظلّ استمرار صراع المشاهدين على مبدأ "مسلسلي أقوى من مسلسلك" كان لأهل الاختصاص رؤية مختلفة في ما يخص المراتب الخمس الأولى لمسلسلات رمضان 2019.

فيعتبر حمادة أن "مسلسل "انتي مين" تصدر المرتبة الأولى في الحنكة والأسلوب، يليه "خمسة ونص" نظراً لقربه من الواقع اللبناني، ليأتي "دقيقة صمت" في المرتبة الثالثة، ويحتل "مسافة أمان" المرتبة الرابعة و"هوا أصفر" في المرتبة الخامسة.

المصدر : السياسة