جعجع: لا مكان لسلاح حزب الله في لبنان...والقوات رمز النضال والبناء الوطني

12:31PM

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "الخطوات المقبلة واضحة: هناك سكة واحدة يسير عليها القطار، ليس هناك عشر سكك، وليس هناك من مجال سوى للبقاء عليها لأن خروج القطار عنها لا سمح الله، يعني الدمار الكامل للقطار ولمن فيه ومن حوله"، مشيراً إلى أنه "في ما يتعلق بلبنان، يمكننا أن نعتبر أنفسنا متفائلين اليوم فعليا وجديا، بالرغم من أننا لم نفقد الأمل يوماً". وقال: "يمكننا القول إننا أمسكنا طرف الخيط. لا تظنوا أننا انتهينا، لكننا الآن أمسكنا طرف الخيط. قد يتطلب الأمر بعض الوقت لنكمل سحب الخيط حتى النهاية، لكن من الأفضل أن نكمل بالطريقة الصحيحة، ومن دون  تسرع، لأن إنجاز الأمور من دون دفع أي ثمن يبقى كطريقة أفضل من إنجاز الأمور عبر دفع أثمان كبيرة".

وشدد على أن "القرار الأساسي اتُّخذ: لا تنظيمات مسلحة غير شرعية في لبنان. قد يأخذ التنفيذ أشهراً طويلة، لكن الأمر أصبح على طريق التنفيذ، ولم يعد فكرة للمستقبل، بل واقعاً حاضراً. معركة وجود الدولة في لبنان ربحناها، ومعركة حريتنا وكرامتنا ربحناها، ومعركة عدم تغيير وجه لبنان ربحناها، ولبنان سيعود كما تعرفون. ويجب ألا ننسى أن الدفع الأساسي في المنطقة العربية والعالم يسير في هذا الاتجاه، ولا شيء يوحي بأن الأحداث ستأخذ منحى مختلفاً".

كلام جعجع جاء خلال لقائه وفداً كبيراً من الإنتشار القواتي، في المقر العام للحزب في معراب، في حضور:  عضو الهيئة التنفيذيّة جوزيف جبيلي، الامين العام للحزب إميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار النائب السابق عماد واكيم، المفتش العام في الحزب إدغار مارون، منسقي مناطق الإنتشار في حزب "القوّات اللبنانيّة"، المونسينيور بيار ميشال القزي، عدد من أعضاء المجلس المركزي ورؤساء مراكز الإنتشار.

واعتبر أن "من أهم المكاسب للبنان في السنوات العشرين الأخيرة، من بين كل ما ترونه، هو وجود مجموعة اسمها "القوّات اللبنانية". انظروا إلى أميركا مثلاً، من دون الجمهوريين والديمقراطيين، هل كانت أميركا ستكون كما هي؟ العمل السياسي أساسه الأحزاب". وتابع: "صحيح أن هناك مؤسسات عدة في المجتمع تؤدي دورها على أفضل وجه، على غرار رجال الأعمال، مع أن البعض لا يحبهم، ويسميهم "غيلان المال"، لكن من دون رجال أعمال ناجحين لا يوجد مجتمع. هم الذين ينشئون المؤسسات، ويوفرون فرص العمل، سواء بأجور أكثر أو أقل، وهذه تفاصيل تتم معالجتها حيث يجب أن تعالج".

ولفت إلى انه "يقع على عاتقنا جميعاً الحفاظ على مؤسسة "القوّات اللبنانية". كل واحد منكم، حيثما كان، ليس عنصراً عادياً في موقع عادي، سواء في أميركا أو فرنسا أو قطر أو الإمارات أو هولندا أو الدنمارك أو السويد أو غيرها، بل هو عنصر يؤدي دوراً مهماً جداً. وكل واحد منا له دوره، سواء كان رئيس مركز، أو منسق منطقة، أو أميناً مساعداً، أو أميناً عاماً... هذه منظومة متكاملة، كل حجر فيها له دوره، ولا يمكن الاستغناء عنه. وإذا أزلت حجراً واحداً، اختلت المنظومة وضعفت". وقال: "تصوروا لو أننا كما نحن تماماً، لكن بلا قاعدة شعبية، ماذا نفعل؟ نصبح مجرد مفكرين سياسيين يطرحون قراءات رائعة، وتنتهي اللعبة هنا، من دون إمكانية لتطبيق القرارات أو إيصال نواب أو وزراء، وبالتالي من دون تأثير في القرار".

وكان جعجع استهل كلمته، بالقول: "أنا من سنة إلى سنة، بصراحة، أنتظر هذا اللقاء، لأن الانتشار أولاً يلعب دوراً مهماً جداً وأساسيّاً، وثانياً لأنني أعرف كثيرين منكم بشكل مباشر، وبالتالي يكون اللقاء لقاء أصدقاء بقدر ما هو لقاء رفاق. سأبدأ من حيث نحن اليوم. ففي بعض الأوقات يجب على المرء أن يعود إلى الوراء، نوع من "Flash Back"، لكي يرى أين كان وأين أصبح، وهل ما يقوم به في مكانه الصحيح أم لا. أود أن أذكّركم مثلاً، لو أننا كنا نقول في العام 2005 أو في العام 2003 إن "القوّات" ستكون في وزارة الخارجية، لكنتم قلتم إن من يتحدث بهذا الكلام فاقد العقل. ولو قلنا في سنة 1993، إن "القوّات" سيكون لديها 19 نائباً، لكنتم قلتم إنه يخرّف تماماً".

واستطرد: "بصراحة، إذا رجعنا قليلاً في التاريخ، منذ سنة 1975 حتى اليوم، نجد أننا أمضينا خمسين سنة في النضال المستمر، ونجد أننا قطعنا مسيرة طويلة وعريضة، وقد بدأنا الآن نصل إلى "المنطقة الخضراء". لم ندخل المنطقة الخضراء كلها بعد، لكننا وصلنا إلى طرفها وبدأنا ندخل إليها. إذا وضعنا – كما تفعل الحكومات الغربية أحياناً – ما كانت عليه برامجنا، وما تحقق منها حتى هذه اللحظة، انطلاقاً من الذي حصل أمس الأول، نجد أننا، في أول خمسين سنة، حققنا  الأهداف كلها التي وضعناها أمامنا. لكن انتبهوا، لا تفرحوا كثيراً، لأن ما زال أمامنا خمسون سنة أخرى مقبلة، وهي بعدد ما مضى حتى الآن. وكل ما مضى كان لتجاوز السلبيات، أما الآن فما زال أمامنا وطن يجب أن نبنيه من جديد، لأنكم ترون أين نحن غارقون، غارقون في واقع لا وطن فيه عملياً حتى الآن".

وتوجّه إلى الحضور بالقول: "من المهم من وقت إلى آخر أن نلقي نظرة إلى الوراء، لنعرف إن كنا نسير في الطريق الصحيح ام لا. وبقدر أهمية ذلك، من المهم أيضاً أن نحضّر أنفسنا للمستقبل. لنرجع قليلاً إلى سنوات 2001 أو 2003 أو 1998، حين كنا تحت الأرض. ولم أكن وحدي تحت الأرض، بل أنتم كنتم معي تحت الأرض. مثلاً، هل كان أحد منكم يتوقع أننا، من تحت الأرض، سنصل إلى ما نحن عليه اليوم؟ أبداً. لكن ذلك حصل. لماذا حصل؟ لأن هناك حزباً اسمه "القوّات اللبنانية"، وهو أكبر بكثير من مجرد حزب، بل إنه ليس حركة اسمها "القوّات اللبنانية" فحسب، إنه الروح الموجودة في هذه الحركة والمستمدة من أجيال وأجيال من النضال والعمل والمقاومة، وهذا ما أوصلنا إلى هنا".

وتابع: "اليوم كحزب "القوّات اللبنانيّة" لسنا من نتاج أنفسنا، نحن نتيجة تاريخ حافل هو الذي أعطانا هذه القوة. وقال: علينا أن نستذكر شهداءنا الذين سنكرم ذكراهم في السابع من أيلول المقبل، في قداسنا السنوي، الذي هو من أعز المناسبات على قلوبنا جميعاً. وسنأخذ من هذه المحطة استراحة قصيرة جداً، لا تتعدى خمس دقائق، ثم ننطلق مجدداً إلى المحطات الأخرى التي تنتظرنا".

وأشار إلى أنه "في هاتين السنتين، تحقق حلم بأوجه متعددة. من كان يقول إن بشار الأسد سيسقط في سوريا بالشكل الذي سقط به؟ الأسد، في عز أيامه، قيل لنا إنه لن يسقط. منذ انطلاق الثورة السورية، العالم كله قال إن الأسد لن يسقط. وفي النهاية، عندما انتهت الثورة السورية تقريباً ما بين سنة 2015 أو 2016 قال الجميع: "أرأيتم؟ انتهت الثورة وبقي الأسد". أما أنا، فبقيت أقول: لا، الأسد لا يمكن أن يبقى. وفي النهاية، وبعدما دارت الأمور دورتها، رحل الجميع، ورحل الأسد، وبقينا نحن. علينا أن نأخذ من هذه التجربة العبرة كي نستمر. الآن، الدنيا مفتوحة أمامنا، لكن يجب أن نتذكر دائما الأوقات الصعبة".

وختم: "رحم الله شهداء المقاومة اللبنانيّة جميعاً، ورحم آباءنا وأجدادنا الذين أورثونا هذا الوطن وهذا النفس المقاوم، وجميع الأجيال التي سبقتنا. والأهم أن نبقى متمسكين بهذا النفس لكي نكمل المسيرة".

وكان قد استٍهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبنانيّ ونشيد حزب "القوّات اللبنانيّة"، من ثم ألقى الأمين المساعد لشؤون الإنتشار عماد واكيم كلمة مقتضبة قال فيها: " بدايةً، أود أن أشكر الدكتور سمير جعجع، لأنني أعلم شخصياً كم أن وقته ضيّق في هذه الأيام، لكنني أعلم في الوقت نفسه أنه ليس من جماعة الممانعة وهو مؤيد للانتشار، ولهذا فإن هذا اللقاء من أعزّ اللقاءات على قلبه".

أضاف: "أود أن أركز على نقطتين أساسيتين: لا شك أنه خلال الفترة المنصرمة، أي بين اجتماع السنة الماضية وهذه السنة، حصل في الانتشار تقدّم جيّد جداً، وهذا الأمر ناتج عن عمل المنسّقين ورؤساء المراكز وجميع الرفاق الحاضرين. ونحن بالتأكيد نتقدّم بشكل مضطرد، وإن شاء الله أكثر فأكثر سنتقدّم ، ولكن لا يمكن أن نعتبر أنفسنا قد وصلنا إلى الهدف، لأننا نؤمن بقضية، وهذه القضية تستلزم منا النضال المستمر، خاصة أن سنة 2026 هي سنة انتخابات نيابية، أي إعادة تشكيل السلطة التشريعية التي بدورها ستعيد تشكيل السلطة التنفيذية. وبالتالي، الحزب يعوّل علينا وعليكم كثيراً، تماماً كما يعوّل على جميع الشباب الموجودين في لبنان، لكي نتمكّن من القيام باللازم".

وختم: "يعمل الحزب بقوة من أجل إلغاء المادة 112 من قانون الانتخاب، لكي تتمكّنوا من التصويت من حيث أنتم موجودون، وإن شاء الله هذا ما سيحصل".


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa