دماء شهداء الجيش اللبناني تحذر: لا استقرار مع سلاح خارج الشرعية

10/08/2025 10:06PM

في الوقت الذي يقدّم فيه الجنود اللبنانيون، ومن بينهم عدد كبير من أبناء الطائفة الشيعية، حياتهم فداءً للوطن، يصرّ "حزب الله" على وضع نفسه خارج الدولة والانخراط في صراعات تخدم الأجندة الإيرانية لا المصلحة اللبنانية. 

فحادثة استشهاد الجنود الستة في الجنوب شكّلت صدمة وطنية، لكنها كشفت أيضًا حقيقة مهمة وهي ان هؤلاء الجنود الشيعة الذين سقطوا في الميدان أدركوا، بدمائهم الطاهرة، ما لم يُدركه حزب الله بعد، وهو أن الشيعة في لبنان هم جزء أصيل من الدولة اللبنانية، لا ملحق بولاية الفقيه.


في الماضي، كانت الأسلحة الإيرانية التي يكدّسها الحزب تُسوَّق للبنانيين على أنها “درع” لردع إسرائيل. أما اليوم، فقد تحوّل هذا السلاح إلى أداة ردع للجيش اللبناني نفسه، تُستخدم لفرض أمر واقع بالقوة، ولمنع الدولة من فرض سيادتها الكاملة على أراضيها. 

من المؤسف أن يصبح جيش الوطن، الذي يحمي جميع اللبنانيين، هو الخصم في نظر ميليشيا مسلحة تتلقى أوامرها من طهران.


المعطيات الميدانية التي سبقت الانفجار المروّع في موقع تخزين أسلحة تابع لحزب الله، تفتح باب الشك المشروع، في أن تهديدات قيادات الحزب، ولا سيما النائب محمد رعد، بعدم السماح للجيش بتنفيذ قرارات الحكومة بنزع السلاح، قد وجدت ترجمتها الدموية في الميدان. وكأن الحزب أراد أن يوجّه رسالة قاسية إلى المؤسسة العسكرية مفادها أن الاقتراب من مستودعاته سيكون ثمنه دماء جنودها.


اليوم، وفي ظل هذه الجريمة المأساوية، يتحتم على حزب الله أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، وأن يعوّض عائلات الشهداء الذين سقطوا نتيجة وجود أسلحة غير شرعية على الأراضي اللبنانية. 

فالجيش اللبناني يلتزم بقرارات الحكومة وخطط إعادة الإعمار، بينما يلتزم "حزب الله" بخطاب المرشد الإيراني علي خامنئي وتوجيهاته، وذلك في تناقض صارخ مع مبدأ السيادة الوطنية.


لبنان لا يمكن أن يُبنى على ازدواجية السلاح والقرار. ورسالة الشهداء واضحة، لا ولاء يعلو على ولاء الوطن، ولا سلاح يعلو على سلاح الدولة. وقد حان الوقت ليفهم "حزب الله" أن حماية لبنان تبدأ من احترام دماء جنوده لا من استهدافهم.

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa