25/08/2025 08:11PM
دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الشابات والشباب إلى الاطمئنان منذ الآن فصاعدا إلى حاضرهم ومستقبلهم في لبنان، مؤكدا أن في إمكانهم بناء تطلّعاتهم على هذا الأساس، لأن ما كان متعذرا في السابق أصبح اليوم في متناول اليد. فقد انطلق قطار الدولة الفعلية، ومن المعلوم انه يستحيل ان تقوم قيامة أي بلد ما لم يكن القرار الاستراتيجي فيه من داخل مؤسساته. وقد جُرِّبت مرحلة تعطيل الدولة طويلا وأدت إلى الكوارث المعروفة. ومع استعادة الدولة قرارها العسكري والأمني، بات ممكنا مواجهة الفساد المستشري والمتمدِّد كالسرطان، بعدما أثبتت التجربة أن مكافحة الفساد مستحيلة في ظل تعطيل قرار الدولة بفعل التحالف بين السلاح غير الشرعي والفاسدين. ومع الانتهاء من المرحلة الأولى، بات في الإمكان انطلاق المرحلة الواعدة الثانية للتخلُّص من الفساد ومن يغطّيه.
وأوضح أنالدولة بدأت تبسط سلطتها على المخيمات في خطوة كانت قوى الممانعة تحول دونها،وستواصل بالتوازي عملها على باقي المسارات. وعلى الجميع ان يعتاد على أن أي قرارتتخِّذه الحكومة سيُنفّذ، لأن مرحلة الدولة الصورية انتهت. وبالتالي، فإن أي سلاحغير شرعي يجب ان يسلّم للجيش كي تعود الدولة طبيعية وقادرة على ممارسة مسؤولياتهاكما يجب، ما يبعث الاطمئنان في نفوس اللبنانيين عموما، والشابات والشباب خصوصا،إلى انه أصبح في إمكانهم التخطيط لمستقبلهم في لبنان وليس في خارجه.
وقد وردكلام جعجع في ختام المؤتمر الشبابي الذي نظمته مصلحة الطلاب في حزب "القوّاتاللبنانيّة" بالتعاون مع جهاز الشباب والخريجين، في المقر العام للحزب فيمعراب، بعنوان "الشباب في لبنان الغد"، بمشاركة وزير المهجرين ووزيرالدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، النائبين غسان حاصبانيورازي الحاج، الأمين العام للحزب إميل مكرزل، النقيبين طوني الرامي وجو سلّوم،الأمينين المساعدين نبيل أبو جودة ورفيق شاهين، معاون الأمين العام لشؤونالانتخابات جاد دميان، رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب الوزير السابق ريشارقيومجيان، منسق فرنسا في الحزب زهير بصبوص، رؤساء المصالح والأجهزة: عبدو عماد،مارك سعد، ريما فضول، أنطوان كفوري، ميراي ماهر، سامر واكيم، جاد حبيب، طوني أبيحبلي، سينتيا الأسمر، رئيسة المكتب الإعلامي لرئيس الحزب أنطوانيت جعجع، رئيسةاللجنة المركزية للأنشطة فانيسا سعيد، الإعلامي موريس متى، رجل الأعمال إدغار طوق،وأعضاء المجلس المركزي آيمي عون، فارس طراد، هيلين شماس، وحشد من الطلاب والشباب.
المحورالأول: النشاط السياسي والتقدّم.
استُهلالنقاش في هذا المحور بكلمة النائب غسان حاصباني الذي اعتبر أنّ بناء الذاتوالتطوير هما المدخل الأساسي لنجاح الشباب اللبناني. ورأى أنّ التحديات التيتعترضهم في سوق العمل كثيرة، تبدأ من البطالة وقلّة الفرص مروراً بضغوط الهجرةوصولاً إلى هشاشة الاستقرار السياسي، لكنها لا تلغي إمكان النجاح الذي يبدأ منالداخل عبر التزام القيم، الأمانة، الشفافية والانضباط. وأوضح أنّ العالم يتغيّربسرعة وسوق العمل يفرض متطلبات جديدة بشكل دائم، ما يجعل التعلّم المستمر وتطويرالمهارات التكنولوجية واللغوية شرطاً للتميّز. كما شدّد على أهمية العمل بروحالفريق وبناء شبكات مهنية واجتماعية، إذ يفتح ذلك آفاقاً أوسع ويحوّل الإنجازالفردي إلى نجاح جماعي. وأكد أنّ روح المبادرة والإبداع عنصران لا غنى عنهما، لأنّالشباب القادرين على التفكير خارج المألوف وطرح مشاريع ريادية هم الأقدر على قيادةالتغيير. وخلص إلى أنّ خدمة المجتمع والمشاركة الفاعلة هما التعبير الأسمى عنالمواطنة.
بدوره، أكّدالأمين العام للحزب إميل مكرزل أنّ الأوطان لا تُبنى بالفردية بل بالعمل المشترك،وأنّ التكامل بين الفرد والوطن هو أساس الاستقرار. واعتبر أنّ مواجهة التحدياتتحتاج إلى قضية جامعة توحّد اللبنانيين وتعزز لديهم روح المسؤولية، وأنّ الأحزابتمثل الإطار الطبيعي لتحويل الحماس الفردي إلى فعل جماعي مؤثر يحافظ على الوجودالحر. ورأى أنّ الشباب والخريجين هم الفئة الأكثر قدرة على التغيير لما يملكون منطاقات متجددة وأفكار مبتكرة، مشيراً إلى أنّ الالتزام الحزبي يمنحهم خبرات عمليةومهارات قيادية وتنظيمية تساعد في صقل شخصياتهم وتمكينهم من أدوار ريادية في خدمةوطنهم. وختم بالتشديد على أنّ لبنان يحتاج إلى جيل مؤمن بقضاياه، متمسك بقيم العملالجماعي، وقادر على تحويل التزامه الوطني إلى فعل ملموس يضمن مستقبلاً أفضل.
المحورالثاني: الشركات الناشئة والتحوّل التكنولوجي.
أوضح الوزيركمال شحادة أنّ لبنان يحتاج اليوم إلى بناء "جمهورية رقمية" توازي فيأهميتها الجمهورية السياسية السيدة والحرة. واعتبر أنّ هذه الجمهورية الرقمية تقومعلى اقتصاد مزدهر يشجع الابتكار ويعزز المبادرة الفردية، ويفعّل القطاعات كافة منالصناعة والتجارة إلى السياحة والبيئة والاستشفاء. وأكد أنّ التحوّل الرقمي يعيدربط لبنان المقيم بلبنان الانتشار، ويعيد تصميم مؤسسات الدولة لتصبح أكثر شفافيةوفاعلية عبر شراكة استراتيجية بين القطاعين العام والخاص. وشرح أنّ خريطة الطريقالتي وضعها مكتبه تشمل خمسة مسارات رئيسية: الأسس التنظيمية والقانونية، تطويرالخدمات الحكومية الرقمية، الاستثمار في تنمية المهارات اللبنانية، تعزيز الشراكاتمع القطاع الخاص والجامعات والمجتمع المدني، وتأمين التمويل اللازم للشركاتالناشئة. وختم بالتأكيد أنّ لبنان غني بكفاءاته وأنّ الذكاء الاصطناعي سيكون رافعةأساسية لخلق فرص عمل نوعية وتطوير اقتصاد المعرفة.
وفي الإطارنفسه، رأى الإعلامي الاقتصادي موريس متى أنّ التحوّل الرقمي لم يعد خياراً بلضرورة تحدّد موقع لبنان في المنافسة العالمية. وأكد أنّ التكنولوجيا أصبحت العمودالفقري للاقتصاد والتعليم والصحة، داعياً الشباب إلى الانتقال من الاستهلاك إلىالإنتاج عبر تطوير التطبيقات والحلول المبتكرة. واستشهد بنجاحات لبنانية بارزة مثلAnghami وToters. ورأى أنّ التحديات كبيرة نتيجة ضعف البنيةالتحتية وتأخر التشريعات وهجرة الكفاءات، لكنه شدّد على أنّ الطاقة الشبابيةوالانتشار اللبناني حول العالم يوفران فرصاً واسعة، قائلاً: "الفضاءالإلكتروني هو منصّة لبنان لصناعة مستقبله، وإذا حوّلناه إلى ساحة إنتاج وابتكاريمكننا إعادة الدور الريادي لبلدنا بفضل طاقات الشباب".
المحورالثالث: قصص النجاح.
خُصص هذاالمحور لعرض تجارب حيّة تشكل مصدر إلهام للشباب. وقد شدّد الإعلامي موريس متى علىأنّ قصص النجاح اللبنانية تثبت أنّ التحوّل الرقمي يمكن أن يكون منصّة لإعادة بناءلبنان إذا استُثمر بشكل صحيح. فيما عرض رجل الأعمال إدغار طوق قصة نجاح شركتهيوريسكو التي انطلقت عام 2010 كشركة ناشئة صغيرة لتصبح بعد خمسة عشر عاماً مؤسسةرائدة تضم أكثر من 200 موظف دائم وتنتشر في خمس دول. وأوضح أنّ الشركة تحوّلت إلىركيزة أساسية في مجال الابتكار الرقمي في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّها تدربأكثر من ألف خرّيج سنوياً، وتواكب توسعاً سريعاً مع معدل نمو توظيف يبلغ 30%سنوياً. وأكد أنّ الرؤية المستقبلية للشركة تستند إلى الذكاء الاصطناعي، سواء عبرتقديم حلول مبتكرة للعملاء أو تعزيز دورة التطوير الداخلي. ورأى أنّ عوامل النجاحارتكزت على المثابرة والمرونة والتعاون بين أعضاء الفريق، لافتاً إلى أنّ السنواتالأخيرة في لبنان شكّلت تحديات لوجستية كبيرة استطاعت الشركة تجاوزها بروح العملالجماعي والإرادة الصلبة.
المحورالرابع: المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعمل النقابي.
تناول نقيبالصيادلة جو سلّوم هذا المحور عبر مقاربة متكاملة من ثلاثة أبعاد: داخلي يتمثل فيالإصلاحات والتشريعات الأساسية وعلى رأسها قانون الوكالة الوطنية للدواء، ووطنييقوم على حماية صحة المواطن وضمان حصوله على الدواء بشكل آمن وفعّال، وإنمائي يهدفإلى تعزيز الصناعة الدوائية والمكاتب العلمية والصيدلة السريرية لإعادة ترسيخ موقعلبنان كـ"صيدلية الشرق". وشدّد على ضرورة مكافحة تسجيل الأدوية المتدنيةالجودة ومنع دخولها المناقصات كما حصل في السابق، وعلى مواجهة الصيدليات غيرالشرعية وكل ما يهدد سلامة المواطن.
أما الأمينالمساعد لشؤون المصالح نبيل أبو جودة فقد توقف عند الأزمة المستمرة منذ أكثر من ستسنوات، لافتاً إلى أنّ هجرة الأدمغة باتت من أخطر التحديات التي تهدد مستقبللبنان، مع تراجع واضح في المهن الحرة وتأثرها الكبير. ودعا الشباب إلى الانخراطالنقابي والحزبي باعتبار أنّ الانتساب إلى النقابات أو الانخراط في حزب القواتيشكل مدخلاً أساسياً للتأثير وصناعة القرار. ورأى أنّ إشراك الشباب في مسيرةالنهوض هو الطريق الوحيد لنهضة لبنان وضمان مستقبله.
المحورالخامس: الشباب والاقتصاد المنتج والسياسة الحزبية.
شكّل هذاالمحور مساحة لبحث دور الشباب في الاقتصاد المنتج والعمل الحزبي. وقد أشار النائبرازي الحاج إلى أنّ النظرة القديمة التي وضعت الشباب في موقع انتظار المساعدة لمتعد قائمة، إذ أصبحوا القاطرة الفعلية للتغيير والنمو. وأكد أنّ الشباب يشكلون قوةالدفع الاقتصادية الأساسية ليس بفضل سنّهم فحسب، بل بفضل قدراتهم على الابتكاروالإبداع. وشدّد على ضرورة الانتقال من ردّة الفعل إلى الفعل، والتركيز على المهنذات القيمة المضافة التي تحرّك القطاعات الإنتاجية وتعزز القدرة التنافسية.
أما نقيبأصحاب المطاعم والمقاهي طوني الرامي فسلّط الضوء على أهمية القطاع السياحي كركيزةمن ركائز الاقتصاد الوطني، مستعيداً مساهمته الكبرى في الدخل القومي عام 2010 قبلأن يتراجع بفعل الأزمات. واعتبر أنّ السياحة ليست قطاعاً اقتصادياً فحسب بلمحرّكاً للشباب ومجالاً لإنتاج الأفكار الجديدة. وأوضح أنّ النقابة بادرت إلىالتعاون مع جامعة LAU لتعزيز هذا الدور، مشيراً إلىأنّ القطاع السياحي أثبت صموده وقدرته على إثبات الوجود رغم التحديات. ولفت إلىأنّ لبنان قادر على استعادة موقعه الريادي بفضل تنوّعه وغناه السياحي، داعياً إلىتحديث التشريعات السياحية وتنظيم القطاع، واقترح إنشاء مطار سياحي متخصص يدعمالحركة السياحية ويخلق منافسة على أسعار التذاكر، بما يعزز جاذبية لبنان.
وفي ختامهذا المحور، شدّد رئيس جهاز الشباب والخريجين مارك سعد على أنّ المقولة التي تدعوالشباب إلى الابتعاد عن الأحزاب قد تصحّ على من دمّر مؤسسات الدولة، لكنها لاتنطبق على حزب القوات اللبنانية. وأكد أنّ النشاط السياسي والالتزام الحزبي لايتعارضان مع التقدم الشخصي والمهني، بل يساهمان في صقل شخصية الفرد ودفعه نحوالتطور. وأوضح أنّ التعاون بين جهاز الشباب والخريجين ومصلحة الطلاب يشكل ضمانةلاستمرارية الزخم الشبابي والاندفاع الطلابي في الحزب، داعياً الخريجين إلىالمبادرة وطرح أفكارهم وتطويرها في سبيل خدمة لبنان الغد.
شارك هذا الخبر
أتخوف من تصعيد إسرائيلي! قاسم قصير يُعلنها: جاهزون للحوار وهذا الكلام برسم جعجع والبطريرك الراعي
أردوغان يدين مجازر إسرائيل في غزة ويصفها بالإبادة الجماعية
إصابة ساكا تهدد مشاركته مع أرسنال وإنجلترا
فليصمت الحزب!ريشار كيوميجيان يرفض الرد على باسيل ويقول:اما ان يسلم الحزب سلاحه او فلينسحب من الحكومة
تحولات في المزاج الشعبي اللبناني
في أعنف هجوم على نعيم قاسم! شارل شرتوني: أسابيع قليلة والمحور سينتهي ونعيم قاسم فشّيط
ترامب: أعتقد أننا سننهي الحرب
وفد اقتصادي وقانوني في السراي: دعم كامل لسلام وخطواته الإصلاحية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa