تحولات في المزاج الشعبي اللبناني

أظهرت دراسة إحصائية حديثة أجريت في لبنان مؤشرات لافتة تعكس تبدّل المزاج الشعبي تجاه القضايا الوطنية والسياسية الكبرى، لا سيما في ما يتعلّق بمستقبل البلاد وسلاح حزب الله ودور التدخلات الخارجية.

دعم واسع للرئيس والحكومة

بينت النتائج أنّ ما بين 60 و80% من اللبنانيين يؤيدون الإجراءات المتخذة من قبل رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وهو ما يعكس ثقة شعبية نسبية بقدرة السلطة التنفيذية الحالية على مواجهة التحديات.

الانقسام داخل الطائفة الشيعية

على صعيد الطائفة الشيعية، أظهرت الأرقام انقساماً واضحاً في الولاءات السياسية:

• 45% من الشيعة يؤيدون نبيه بري رئيس مجلس النواب، ما يدل على ثقل حركة أمل المستمر داخل الساحة الشيعية.

• في المقابل، 33% يؤيدون نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، ما يشير إلى تراجع في التأييد المباشر لخط الحزب داخل بيئته.

أما في ما يخصّ تفكيك سلاح حزب الله، فقد عكست النتائج فجوة كبيرة بين مواقف الطوائف:

• 91 إلى 92% من المسيحيين والسنّة يؤيدون تفكيك السلاح، معتبرين أنّ الدولة وحدها يجب أن تحتكر القوة.

• بينما لا تتعدى نسبة التأييد داخل الطائفة الشيعية 14% فقط، ما يؤكد استمرار الحساسية السياسية والأمنية في هذا الملف.

الموقف من التدخل الإيراني

وعلى صعيد التدخل الخارجي، أظهر الاستطلاع أنّ 72% من اللبنانيين يعتبرون التدخل الإيراني في لبنان سلبياً ويضرّ بالبلاد، في مؤشر على تنامي الشعور العام بأن ارتباط لبنان بمحاور إقليمية يعمّق أزماته الداخلية ويقوّض سيادته.

نصف اللبنانيين متفائلون

ورغم الانقسامات السياسية، سجّلت الدراسة معطى إيجابياً لافتاً، إذ إنّ 50% من اللبنانيين يشعرون أن لبنان يسير في الاتجاه الصحيح، ما يوحي بوجود نافذة أمل لدى شريحة واسعة ترى إمكانية الخروج من الأزمة الحالية عبر خطوات إصلاحية جدّية.

خلاصة

تكشف هذه النتائج أنّ الرأي العام اللبناني يشهد تحوّلات ملموسة: دعم متزايد لمؤسسات الدولة، تشكيك متصاعد بدور حزب الله وسلاحه، ونقد واسع للتدخل الإيراني. ورغم الانقسام الطائفي، يبقى التفاؤل بنصف المجتمع مؤشراً على أن الأمل لم ينقطع بعد ببناء دولة قوية ومتماسكة.