11:39AM
على مدى عقود، عاشت الطائفة الشيعية في لبنان تجربة قاسية مع الميليشيا التي تدّعي تمثيلها والدفاع عن حقوقها. حزب الله، الذي قدّم نفسه كحامٍ للشيعة، أدخلهم في حروب متتالية كانت نتائجها كارثية على حياتهم ومستقبل أبنائهم. البيوت دمّرت، القرى والبلدات دفنت تحت الركام، والمدخرات تبخّرت في لحظة. لم يجلب السلاح سوى الدم والخراب، فيما دفع الأبرياء الثمن الأكبر.
الواقع اليوم يفرض سؤالاً مصيرياً على أبناء الطائفة: هل ما يريده الشيعة فعلاً هو البقاء أسرى مشروع ميليشياوي جرّ عليهم الويلات؟ لقد أصبح الشيعي في نظر العالم، وبسبب خيارات الحزب، مشبوهاً أينما ذهب: ممنوع من الحصول على تأشيرة إلى دول الخليج حيث فرص العمل والرزق، مطارد من الشبهات في الولايات المتحدة وأوروبا، متهم بالاتجار بالمخدرات ودعم الإرهاب. بدل أن يكون الشيعة جسراً للبنان مع العالم، صارت صورتهم محمولة على لائحة العقوبات والملاحقة.
إن الطائفة الشيعية، بما تمتلكه من طاقات وكفاءات علمية وثقافية واجتماعية، لا تستحق هذا المصير. خيار الدولة وحده يعيدها إلى مكانها الطبيعي، جزءاً أصيلاً من المجتمع اللبناني المتنوع، شريكاً كاملاً في بناء المؤسسات، ومساهماً أساسياً في الاقتصاد والانفتاح على العالم. الدولة هي الملاذ الوحيد الذي يوفّر للشيعة الأمان والكرامة والاعتراف، ويضمن لأبنائهم مستقبلاً بعيداً عن العزلة والتهميش.
والدولة تعني قبل كل شيء التخلي عن إيران وعن سلاح حزب الله، والتخلّص من الفاسدين وتجار المخدرات وسرقة السيارات، ورفع الغطاء عن تجار الدين والسياسة الذين سرقوا حقوق الطائفة وشوّهوا صورتها أمام اللبنانيين والعالم. فليس من مصلحة الشيعة أن يكونوا وقوداً لمشاريع خارجية، ولا أن يُختزلوا في صورة ميليشيا مسلّحة أو عصابة خارجة عن القانون.
لقد أثبتت التجارب أن الميليشيا لم تجلب سوى الخراب، فيما الدولة تبقى الإطار الجامع الذي يحمي الجميع، شيعة وسنّة ومسيحيين ودروز. السؤال الكبير اليوم للطائفة هو: هل تبقى رهينة خيار أثبت فشله، أم تختار الطريق الذي يفتح الأبواب أمامها وأمام لبنان؟
الجواب واضح: لا خيار للشيعة في لبنان سوى الدولة.
شارك هذا الخبر
رئيس الحكومة نواف سلام يجتمع في هذه الأثناء مع الوفد الأميركي في السراي الحكومي
أورتاغوس: تصريحات نعيم قاسم "مثيرة للشفقة"
مؤسسة علي قصب الخيرية تعلن حصيلة إنجازاتها لعام 2025 في التعليم والصحة والتنمية
عون للوفد الأميركي: قرار الحرب والسلم بيد الدولة ولتسريع مسار إعادة الإعمار
رئاسة الجمهورية: نريد صون الديمقراطية التعددية التي تحمي الجميع
رئاسة الجمهورية: الرئيس أكد للوفد الأميركي أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها
ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والقذائف والذخائر الحربية مع سوري
ماستركارد تعزز تعاونها مع Circle لتحديث حلول التسوية الرقمية للتجار ومزودي خدمات الدفع في المنطقة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa