08/09/2025 05:23PM
رغم الحملة المسعورة وغير المبررة والمحاولات تشويه الوقائع يبقى الواقع واضحًا وضوح الشمس، تمامًا هذا ما ينطبق على ما تواجهه شركة طيران الشرق الأوسط الـ MEA اليوم. فالشركة التي لم تترك اللبنانيين عالقين في بلدهم خلال الحرب ولا مشردين خارجه والشركة التي لم تقطع صلة لبنان بالعالم رغم القذائف والصواريخ والغارات والشركة التي لم تفارق سماء لبنان وقالت هذا البلد لي وأرز جناحي يبقى عاليًا، تتعرض اليوم لحملة غير مفهومة.
ولقد شاء القدر أن يحمل رئيس مجلس إدارتها كنية الحوت حتى يلاحقه حوت الفساد في بلد يُزعج النجاح فيه الفاشلين وهم كثر.
القصة بدأت مع اضطرار الشركة لاستخدام طائرات بديلة لتسيير رحلاتها وقد تبلّغ المسافرون بالظروف التي أدّت إلى هذه التعديلات وقد تم التعويض عليهم، غير أنّ بعض الأبواق التي تكره النجاح أبت إلّا استغلال ظروف خارجة عن إرادة الشركة للتصويب عليها. غير أنّ قصص النجاحات أكبر وأثرها أبقى من حملات ظرفية يكفي تفنيد الواقع لتفريغها من مضمونها.
وفي الواقع، فإنّ ما يحصل اليوم ليس مشكلة لبنانية ولا نتيجة تقصير من شركة طيران الشرق الأوسط (MEA)، بل هو جزء من أزمة عالمية كبرى تضرب قطاع الطيران. فقد أعلنت شركة Pratt & Whitney المصنّعة لمحركات الـ A320neo أن مئات الطائرات ستخرج عن الخدمة بسبب أعطال غير متوقعة في المحركات.
وفي النتيجة اليم أنّ أكثر من 500 طائرة جرى توقيفها حول العالم، وتشمل شركات كبرى مثل Delta في الولايات المتحدة، Lufthansa في أوروبا، ANA في اليابان وTurkish Airlines وغيرها.
وبالطبع، لم تكن MEA استثناءً، إذ اضطرت، شأنها شأن هذه الشركات، إلى التعامل مع الوضع الطارئ وإيجاد حلول عاجلة لضمان استمرار الرحلات وعدم تأثر الركاب. فما الذي كان يريده المزايدون؟ ترك اللبنانيين في الخارج؟ أم تأمين بديل منطقي آمن ينقل المسافرين إلى بيروت للاستمتاع بعطلة الصيف ومساندة البلد لتخطي أزمته الاقتصادية؟
خلال صيف 2025، واجهت شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) أعطالاً مبكرة في محركات طائراتها، كان من المفترض أن تحصل في 2026 وفق جدول الشركة المصنعة.
وأمام هذا الوضع المستجد، كان القرار صعباً:
إلغاء الرحلات وترك الركاب عالقين.
أو
تأمين طائرات بديلة رغم الكلفة العالية والصعوبات الكبيرة، خصوصاً مع تردد شركات التأجير في العمل من بيروت بسبب تصنيف "المخاطر الإقليمية".
لكنّ الـ MEA اختارت الخيار الأصعب والأشرف: عدم ترك ركابها عالقين. فتم تأمين طائرات بديلة مطابقة لمعايير وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، ما سمح بالحفاظ على استمرارية الرحلات وضمان سلامة المسافرين. وهو على ما يبدو استفزّ المزايدين الذين قد يكونوا بالنسبة لهم الخيار الأفضل هو ترك المغتربين في الخارج والإضرار بسمعة الشركة وحرمان الآلاف من رؤية عائلاتهم وبلدهم وأحبابهم وحرمان البلد من فرصة تحريك الركود الاقتصادي. وإلّا فلا شيء يُفسر هذه الحملة غير المنطقية ولا الهقلانية الدائرة.
وخلافاً لما جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الأرقام أن شركة طيران الشرق الأوسط واصلت عملها بشكل طبيعي خلال الأزمة الأخيرة وتجاوزت مجددًا تحدٍ جديد بسهولة ومرونة من دون أن يؤثر ذلك على المسافرين على أجنحتها.
ففي آب 2025 وحده، سيرت الشركة 1,301 رحلة نقلت أكثر من 337 ألف راكب، بينها 111 رحلة فقط بطائرات بديلة، أي ما يوازي 8% من مجموع الرحلات. أما ركاب درجة رجال الأعمال المتأثرين بالمقصورة الأوروبية فبلغوا 2,237 راكباً من أصل 46 ألف، أي أقل من 5% فقط.
واقتصرت الأزمة على سلسلة الطائرات الحديثة من الأسطول، فيما واصلت باقي الطائرات رحلاتها كالمعتاد، ما يؤكد أن التهويل والاتهامات لا تستند إلى وقائع.
ولم تكتف الشركة بتأمين الطائرات البديلة، بل قررت تكريم ركاب درجة رجال الأعمال المتأثرين عبر منحهم أميالاً إضافية ضمن برنامج Cedar Miles وفق الوجهات:
أوروبا: 20,000 ميل
الخليج: 15,000 ميل
إسطنبول / بغداد / أربيل / يريفان: 11,250 ميل
القاهرة / لارنكا / عمّان: 8,750 ميل
بهذا، تؤكد MEA التزامها الدائم باستمرارية الرحلات، سلامة الركاب، واحترامها لولاء مسافريها.
وفي الحقيقة، فإنّ الرعب يكمن في طريقة تعامل بعض المنابر الإعلامية مع الحدث، سيما لجهة تشويه الواقع في بلد لطاما كان في الإعلام يتمتع بمصدقية كبيرة. فأي وعي يخلق هذا الإعلام؟ ويُلاحظ في تتبع الحملات الدائرة في حفلات الجنون هذه أنّ بعض المنابر الإعلامية اختارت عمدًا غضّ النظر عن واقع أن شركات كبرى مثل Lufthansa وIndiGo وWizz Air وVolaris لديها عشرات الطائرات المركونة للسبب نفسه، أي أعطال محركات Pratt & Whitney، فيما صوّبت سهامها حصراً نحو MEA! هنا يبرز السؤال المشروع: هل الهدف فعلاً النقد البنّاء؟ أم الدخول في بازار إعلامي وابتزاز مكشوف على حساب صورة شركة وطنية عمرها 80 عاماً، تشكّل واجهة لبنان إلى العالم؟
وأمام التشويه المتعمد للصورة الحضارية للبلد فإنّ الحقيقة دائمًا تُشكل البوصلة ووحدها تفرض نفسها على الساحة وتنزع عن المشوهين مصداقيتهم. وللحق والحقيقة فإنّ الشركة تعاملت بمسؤولية مع أزمة أربكت شركات طيران أكبر بكثير ولمرة جديدة ساندت لبنان بكل طاقتها لا وبل باللّحم الحي في بعض المحطات ولمرة جديدة أثبتت أنّ السماء لها في السلم والحرب وأنها ليست شركة طيران فقط لا بل سندًا يعرف اللبنانيون أنه حاضر دائم لتلبيهم مهما كانت الظروف.
فهنيئاً لنا شركة لبنانية نفخر بها وأجنحة تحمل الأرزة فوق الغيوم .
شارك هذا الخبر
البعريني: الاعتداء الإسرائيلي على قطر يثبت أن لا حدود للاستكبار الإسرائيلي
سلسلة استقبالات لقائد الجيش في اليرزة
جلسة الحكومة: التضامن مع قطر والكشف عن خطط للكهرباء والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
مرقص: سلام قال إنّه تلقّى إشارات دوليّة وإقليميّة مرحّبة بقرارات الحكومة وحثّ هذه الدول على عقد مؤتمرات لمزيد من الإستثمارات في لبنان
مرقص: الطلب إلى المؤسسات الإعلاميّة دفع مستحقّاتها وأخذ العلم بانعقاد الملتقى العربي للإعلام في بيروت في تشرين الثاني المقبل ووفد من الكويت سيلتقي الرئيس عون للإعلان عن هذا المؤتمر
مرقص: وزير الطاقة قدّم تقريراً عن وضع الكهرباء ومجلس الوزراء سينكبّ على تعيين الهيئة الناظمة وقد أقرّ مشروع قانون يرمي إلى إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي
وزير الإعلام بول مرقص بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء: سلام دان الإعتداء على قطر وأعلن التضامن الكامل معها
ميقاتي: العدوان الإسرائيلي على قطر مرفوض
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa