القطاع التجاري هذا الصيف: التحسن بدل الخسارة بالحد الأدنى

07:21AM

كتبت بولين فاضل في الأنباء الكويتية: 

على إيقاع المواسم وأولها الصيف، لاتزال أكثر قطاعات لبنان الاقتصادية تعيش وتصنع فارقا يتيح لها الاستمرار والصعود. وإذا كان القطاع السياحي باعتراف أهله قد انتزع «جيد جدا» كتقييم لنشاطه هذا الصيف، فإن القطاع التجاري ولأكثر من سبب لم يبلغ هذا المصاف.

رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان الفتوح جاك الحكيم قيم في حديث إلى «الأنباء» الحركة التجارية في أسواق جونيه ومنطقة كسروان خلال هذا الصيف بالقول: «تحسن الوضع بالحد الأدنى عن الصيف الماضي، ولكن كان التطلع إلى أكثر لو أن الوضع السياسي والأمني لم يكن متشنجا بسبب ملف حصرية السلاح وغيره، فضلا عن مشكلة كبيرة متصلة بالطريق إلى جونيه وتأخر الأعمال فيها».

وأضاف الحكيم: «جهوزية سوق جونيه ليكون ناشطا أكثر تنتظر توسيع أوتوستراد جونيه وإزالة العوائق والمخالفات والاستملاكات المستهلكة عن الطريق. الأعمال ستنطلق مطلع شهر أكتوبر كحد أقصى، وكل المواصفات وضعت والاجتماعات الدورية ستبدأ الأسبوع المقبل وتضمني إلى ممثلين عن وزارة الأشغال العامة والنقل ومجلس الإنماء والإعمار والمساهمين والمتعهدين ورؤساء بلديات ساحل كسروان. وإن شاء الله تكون أسواقنا التجارية الصيف المقبل ناشطة جدا مع استتباب الوضع الأمني والسياسي وتوسيع الأوتوستراد وانطلاق العمل في مرفأ جونيه».

وعن محرك الأسواق التجارية في جونيه والكسليك هذا الصيف، أوضح رئيس جمعية تجار جونيه أن «المغترب اللبناني هو المحرك طالما الوضع المعيشي للمواطن اللبناني المقيم لايزال صعبا»، مضيفا أن «الحركة السياحية في جونيه على صعيد الفنادق الكبيرة والصغيرة والمطاعم والشواطئ البحرية كانت جيدة جدا، لكن إنتاجية الأسواق التجارية قياسا بالقطاع السياحي لاتزال متراجعة بعض الشيء. من هنا السعي لاستنهاض سوق جونيه وسوق الكسليك وإعادتهما إلى مكانهما الطبيعي كما كان قبل الأزمة المالية في العام 2019».

العضو في جمعية تجار بيروت وفي المجلس الاقتصادي والاجتماعي عدنان عدنان رمال قال لـ«الأنباء»: «بقدر ما كانت الحركة السياحية ممتازة، فإنها لم تنعكس بالقدر نفسه والنسبة نفسها على القطاع التجاري. غير أن الحركة التجارية ومقارنة مع الصيف الماضي تحسنت بين 15 و25%، ومرد ذلك إلى أن لا حرب في لبنان هذا الصيف».

وعن سبب عدم انسحاب الحركة السياحية من مطعمية وفندقية وغير ذلك على الحركة التجارية، قال رمال:«زوار لبنان من مغتربين وسياح عرب وأجانب، يأتون للترفيه والسهر واهتماماتهم مختلفة عن المواطن المقيم الذي هو في النهاية المستهلك الأكبر وراتبه لم يعد إلى المستوى الذي كان عليه قبل أزمة العام 2019 الاقتصادية، والذي كان يسمح له بحركة استهلاكية دائمة. وبالتالي نشاط المغتربين هو في اتجاه معين له علاقة بارتياد البحر والجبل والمطاعم، أكثر مما هو في اتجاه تجهيز البيوت وشراء الأثاث والأدوات الكهربائية وغير ذلك. وحتى نسبة كبيرة من الذين يتزوجون في لبنان يؤسسون لبيوتهم وحياتهم في الخارج».

وعما إذا كانت قطاعات تجارية معينة قد تعرضت هذا الصيف للتراجع أو الخسارة، قال رمال: «ما من تراجع قياسا بالصيف الماضي، وكل القطاعات استفادت من الحركة السياحية الصيفية ولكن بنسب متفاوتة. بمعنى آخر، كنا في وضع سيئ جدا الصيف الماضي، فتحسنا اليوم وأصبحنا في حال أفضل، لكن لا نزال دون المطلوب والمنشود وما نحن قادرون على تحقيقه».

أمين سر جمعية تجار البترون وقضائها ريمي فغالي قيم بدوره لـ «الأنباء» النشاط التجاري في منطقة البترون هذا الصيف بالقول إنه كان «جيدا وقد تحركت خلاله المطاعم والفنادق والتجارة عامة. وكان الإقبال بصورة خاصة على الهدايا والأصناف الصغيرة والتذكارات البترونية»، مشيرا إلى أن «شهر يونيو كان صعبا بعض الشيء على التجار بفعل التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة. ثم عادت الحركة وتحسنت وكانت جيدة خلال شهري يوليو وأغسطس، قبل أن تدخل في هدوء في شهر سبتمبر».

وعما ينقص الحركة التجارية في البترون لتكون أفضل، أكد فغالي أن «الاستقرار السياسي والأمني المستدام هو ما ينقص، فضلا عن العمل على استجلاب رحلات طيران أكثر إلى لبنان، وتشغيل مطارات داخلية لتضاف إلى مطار بيروت مثل مطار القليعات الذي من شأنه أن يفيد الحركة الاقتصادية والسياحية». وأضاف: «يعنينا كتجار لجلب زوار وسياح أكثر إلى المنطقة أن تكون طريقهم مسهلة من دون زحمة سير عند مداخل البترون ومع مضاعفة مواقف السيارات، علما أن الأوتوستراد جرى تأهيله هذا الصيف، أقله المسلك من الجنوب إلى الشمال، فيما يجري العمل حاليا على المسلك الآخر. وهذا عامل له دوره وانعكاسه على الحركة التجارية».

يقول المثل الشعبي إن الصيف كالضيف يمر سريعا، وصيف لبنان هذه السنة بحلول المغتربين وبعض السياح العرب ضيوفا عليه كان أكثر من سريع. صحيح أنه لم يكن خائبا كالصيف الماضي، لكنه في الوقت عينه لم يكن استثنائيا كما كان مأمولا، وعين القطاعين السياحي والتجاري هي اليوم على مواسم الأعياد المقبلة، في انتظار اليوم الذي تتحرك فيه تجارة لبنان وسياحته وسائر قطاعاته على امتداد الأيام ومن دون انقطاع.


المصدر : الأنباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa