23/09/2025 07:31AM
مواقف سلبية حول لبنان، أعلنها الموفد الأميركي إلى سوريا توم برّاك، ووصفها مرجع سياسي لـ»الجمهورية» بأنّها «ليست مناسبة ولا لائقة»، آخذاً على الإدارة الأميركية «تساهلها المفرط» مع إسرائيل، بما يشجعها على الاستمرار في اعتداءاتها. إذ تسود مخاوف من إقدامها هذه الأيام على تصعيد كبير، رداً على المؤتمر الدولي الذي سينعقد بعد ايام في الامم المتحدة تأييداً لإقامة دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس الشرقية.
قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ المرحلة المقبلة في لبنان سيطغى عليها طابع التصعيد العسكري، وهذا ما بدأت تظهر ملامحه في التسخين المتزايد الذي لجأ إليه الإسرائيليون في الأيام الأخيرة في الجنوب، والذي تجلّى بتسريع وتيرة الضربات التي ينفّذونها ضدّ مواقع ومخازن لـ«حزب الله» والتصفيات التي تستهدف كوادره. لكن الضربة الأخيرة التي أدّت إلى وقوع مجزرة راحت ضحيتها عائلة، وبينهم ثلاثة أطفال، حملت إشارات تحوّل نوعي في ضربات إسرائيل، في المرحلة المقبلة.
وتحدثت هذه المصادر عن دوافع داخلية إسرائيلية تكمن خلف رغبة نتنياهو في تصعيد الجبهات في شكل شامل، أي في لبنان وغزة واليمن، وتتمثل باضطراره إلى الهرب من إحراجاته الداخلية، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي السنة المقبلة. وتخشى المصادر أن يبادر نتنياهو إلى إطلاق دورة العنف في غضون الشهر الجاري، وتحديداً عند عودته من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وهو سبق أن هدّد بحسم جبهة غزة خلال أيام معدودة.
التصريح النافر
وفي هذه الأثناء، أكّد مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، انّ الموقف الذي أعلنه الموفد الأميركي توم برّاك حول لبنان، هي في الحدّ الأدنى ليست مناسبة ولا لائقة، «حتى لا نستخدم لغة غير ديبلوماسية».
وأشار المرجع إلى انّه سيعتبر انّ تصريح برّاك النافر ليس معبّراً بالضرورة عن حقيقة الموقف الرسمي الأميركي، مبدياً في الوقت نفسه أسفه لتساهل واشنطن المفرط مع تل ابيب، والذي يشجع نتنياهو على التمادي في سياساته العدوانية.
وكان برّاك قال في حديث لبرنامج «الحقيقة مع هادلي غامبل» على قناة «سكاي نيوز عربية»، إنّ «الوضع في لبنان صعب جداً، ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح «حزب الله» هو الكلام، ولم يحدث أي عمل فعلي». ولفت إلى أنّ «الجيش اللبناني منظّمة جيدة ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد»، وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها، و«حزب الله» يُعيد بناء قوته، وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية». وأضاف: «حزب الله عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها».
ولفت إلى أنّه «خلال هذه الفترة تدفق إلى «حزب الله» ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما»، وقال: «اللبنانيون يظنون أنّ «حزب الله» لا يعيد بناء قوته لكنه يعيدها». وأكّد برّاك أنّه «لن نتدخّل لمواجهة «حزب الله»، سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية».
وأكّد برّاك أنّ «إسرائيل تهاجم الجميع، من سوريا إلى لبنان واليمن، ومع استمرار هذه الهجمات، تتعزز رواية «حزب الله» بأنّه موجود لحماية اللبنانيين من إسرائيل». وأضاف: «المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. هذا ليس دورنا. لكن البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس ترامب أن يرسل قوات المارينز لحل كل شيء. هذا لن يحدث».
وعن إمكانية نزع سلاح «حزب الله»، شدّد برّاك على أنّ «القرار يجب أن يأتي من الحكومة اللبنانية»، مضيفاً: «إذا أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح «حزب الله». لكنها تتردّد خوفاً من اندلاع حرب أهلية. نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع عبثاً».
وعندما سُئل عمّا إذا كان الجيش اللبناني هو الجهة التي ستتولّى نزع سلاح الحزب؟ أجاب برّاك: «الجيش هو القوة الوحيدة المتاحة على الأرض. هو جيش جيد بنيات حسنة لكنه يفتقر إلى التجهيز الكافي».
وأضاف: «لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي «حزب الله». لكن الحزب يشكّل عدواً لنا، تماماً كما إيران، ويجب وقف تمويلها. هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف حزب الله». وختم: «لن نذهب إلى منازل الشيعة لنطلب منهم تسليم أسلحتهم، أو أن نقول: معذرة، هل يمكننا أخذ الصواريخ والأسلحة من بيوتكم وإلّا سنعتقلكم بالقوة؟».
ولفت إلى أنّ «إمكانية مواجهة برية أوسع أو توسيع النشاط داخل لبنان تبقى واردة في حال استمر تسليح «حزب الله» وعدم حدوث خطوات عملية لنزع السلاح».
مجرد وهم
واعتبر برّاك أنّ السلام في الشرق الأوسط «مجرد وهم». ووصف اعتراف بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بالدولة الفلسطينية بأنّه «غير مفيد». وقال: «لم يكن هناك سلام في الشرق الأوسط من قبل. وربما لن يكون هناك سلام أبداً، لأنّ الجميع يقاتلون من أجل الشرعية». وتطرّق إلى الوضع في قطاع غزة، فقال: «أعتقد أنّ هناك 27 وقفاً لإطلاق النار. لم ينجح أي منها». وأضاف، أنّ على الناس النظر إلى أفعال إسرائيل في سياق هجمات السابع من أكتوبر «الحدث الذي غيّر كل شيء في الشرق الأوسط»، وقال: «شخصياً، أكره ما حدث في غزة من جميع الأطراف. للفلسطينيين، للإسرائيليين، للأردنيين، للبنانيين، للسوريين، للأتراك. إنّها فوضى».
المصدر : الجمهورية
شارك هذا الخبر
إستدعاء غير مسبوق لآلاف القادة العسكريين الأميركيين يثير قلق المؤسسة العسكرية
بعد فضيحة صخرة الروشة: رسالة إلى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية
الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد البحرية لاعتراض أسطول "الصمود العالمي" المتجه لغزة
قوى الأمن توقف مطلوبين خطيرين في البقاع
عباس في الأمم المتحدة: جرائم إسرائيل في غزة ضد الإنسانية... ولا مكان لحماس في السلطة
تحرّك قضائي بعد إضاءة صخرة الروشة في بيروت
مايكروسوفت توقف تعاونها مع وحدة استخبارات إسرائيلية بعد كشف برنامج مراقبة ضخم للفلسطينيين
سلام معلقاً على إضاءة صخرة الروشة: إنقلاب وسقطة جديدة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa