04:45PM
كتب رالف يونس:
على مدى ثلاثة عقود، رفع حزب الله شعارات ووعودًا بتحرير القدس، والصلاة في رحاب المسجد الأقصى، وإسقاط الكيان الغاصب الذي طالما وصفه بأنّه "أوهن من بيت العنكبوت". غير أنّ التجربة كشفت فجوة واسعة بين الشعار والواقع، فبدت القوة التي شُيّدت في المخيّلة مجرّد هيكل من كرتون، وانكشفت المقاومة التي ظهرت عصيّة فإذا بها تنهار خلال أيّام معدودة، تاركة وراءها أسئلة موجعة عن جدوى الوهم الذي أُطعم لجمهور الحزب.
أمس في بيروت، شهدنا مشهدًا كاريكاتوريًّا: الحزب الذي وعد جماهيره بالنصر والتحرير حوّل بوصلته نحو صخرة الروشة. هناك، ورغمًا عن قرار رسمي يمنع تحويل المعلم السياحي إلى شاشة حزبية، أُضيئت الصخرة بصور الأمناء العامّين الراحلين للحزب. خطوة بدت أقرب إلى استعراض داخلي وتحدٍّ لهيبة الدولة منها إلى فعل مقاومة أو مشروع تحرير. وهكذا تراجع الشعار الكبير من مواجهة الاحتلال إلى الاستحواذ على معلم وطني، وكأنّ النصر قد اختُزل في ومضات هولوغرام.
المؤسف أن تتحوّل فكرة مقاومة عدوّ خارجي إلى مواجهة مع مؤسّسات الدولة نفسها، وأن يُختزل خطاب "التحرير" في مشهد احتفالي يختبر تماسك الحكومة وقدرتها على فرض قراراتها. فالمعركة لم تعد مع إسرائيل، بل مع بيان صادر عن وزارة. والمفارقة أنّ من كان يُعرَف بمهام استراتيجية، كرئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، صار يتقدّم اليوم بصفته "رئيس وحدة الإضاءة والعروض".
إنّها ليست حادثة تقنية عابرة، بل انعكاس لأزمة أعمق: أزمة مشروعية ووجهة. فبعد الخسارة العسكرية الموجعة، لا بدّ من صناعة "انتصارات جانبية" تمنح الجمهور جرعة معنوية وتُبقي سردية الصمود حيّة، ولو بعيدًا عن الميدان الحقيقي. وفي علم السياسة تُسمّى هذه التكتيكات "التدابير الإلهائية": أفعال رمزية تُعيد إنتاج الشرعية شكليًّا، وتشتّت الانتباه عن الخسائر الجوهرية، فيما تبقى الأسئلة الكبرى عن الإخفاق والتراجع بلا جواب.
ويبقى السؤال: هل على اللبنانيين أن يمرّوا مرور الكرام على هذا التمرّد باسم "التمثيل الشعبي"، أم أنّ الدولة مدعوّة لمحاسبة مَن يصرّ على تحدّيها في وضح النهار؟ وهل باتت وظيفة المقاومة أن تغتصب القرار الوطني بدل أن تحرّر الأرض المغتصبة؟
قد لا يكون ما حصل البارحة دلالة على قوة المقاومة، بل على ضعف الدولة وعجزها. للثعلب قصص بطولية، لكنّها كلّها مع الدجاج.
شارك هذا الخبر
الحزب اراد استفزاز اهل بيروت! ربيع دندشلي: اين كان الجيش في ٧ أيار؟
وائل عرقجي بيلعب بتلات اجانب برا بس بلبنان لاء؟ أكرم حلبي: غي مانوكيان بفوت رابح البطولة قبل ما تبلش
شحادة: تحويل لبنان إلى جمهورية رقمية ليس شعاراً
أشرف لـ قائد الجيش أن يستقيل بكرامته من أن يشكره وفيق صفا! أحمد ياسين: الحزب قدام إسرائيل بسينات
الجولاني يتخلى عن الجولان.حسن يعقوب:العمل على الحرب الأهلية جارٍ وهذا هو المركز الموعود به نواف سلام
ترامب: أعتقد أن لدينا اتفاقاً بشأن غزة
صدمة لليفربول: موسم لاعبه الواعد ينتهي بعد 80 دقيقة فقط
مياه الجنوب تنظف خطوط الصرف الصحي استعدادًا لموسم الأمطار
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa