عام على «مجزرة البيجرز»… الغموض يلف أكبر ضربة لحزب الله

كتب معروف الداعوق ف “اللواء”:

بعد مرور عام على مذبحة» اجهزة البيجرز»، والتي ذهب ضحيتها قرابة الاربعة آلاف بين قتيل ومصاب من عناصر وكوادر حزب الله، بعضهم اصيب بالعمى الكلي او الجزئي، في اكبر ضربة وجهتها اسرائيل للحزب ولأي دولة او حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي منذ قيامها، والتي ادت الى ضعضعة وارباك الحزب بحرب «الاسناد»، وساهمت في تحولها لمصلحة اسرائيل، وخسارة مدوية للحزب، بعد اغتيال الامين العام حسن نصرالله وكبار القادة الميدانيين في ما بعد، لم يصدر عن الحزب اي بيان او موقف يشرح فيه ملابسات هذه الضربة الموجعة، او قيامه باجراء اي تحقيقات تسلط الاضواء على كيفية حصول هذه العملية، وتكشف المسؤول المباشر عنها، ليعرف الرأي العام اللبناني  وجمهور الحزب تحديداً،حقيقة ما حصل.

كل ما صدر حول عملية «البيجرز»، كان عن الاعلام الاسرائيلي والاميركي، والصحافة الاجنبية، والتي ذهبت في معظمها الى ان جهاز المخابرات الاسرائيلي «الموساد»، تمكن من اختراق الحزب، من خلال انشاء شركة واجهة لصناعة «البيجرز» تولى عبرها من تفخيخ الاجهزة بمواد متفجرة، يصعب اكتشافها، وتم شحنها بعد ذلك الى لبنان، وتفجيرها عن بُعد في ذلك اليوم المشؤوم، في حين لم تصدر اي تفاصيل او معلومات عن الحزب، تكشف تفاصيل العملية وما حصل بوضوح.

في اعتقاد مراقبين ان السبب الاساس في التزام الحزب الصمت حول عملية تفجير «البيجرز»، بعد مرور عام كامل على حدوثها، وبالرغم من اهميتها، تجنب تسمية مسؤولين بارزين بالحزب، كانوا مسؤولين عن عملية استيراد وشحن هذه الاجهزة، بعدما انطلت عليهم عملية التفخيخ، ولم يستطيعوا كشفها، تفادياً للتشهير بهؤلاء او تعريضهم لمخاطر  محتملة، في حين يذهب البعض الى ان تجاهل الحزب كشف الحقيقة كاملة في هذه الجريمة، التستر على حجم الاختراقات والفساد السائد في صفوف الحزب، والتي ادت الى هذه  الكارثة الدموية،  وإبقاء الامر محصورا ضمن الحلقة الضيقة، من دون التسبب بفضائح وتداعيات غير محمودة.

مهما يكن، فان الغموض السائد في عملية «البيجرز» من قبل الحزب، بعد مرور عام على هذه العملية، يطرح مزيداً من التساؤلات والشكوك، حول ما يخبِّئه الحزب حولها، وبالطبع لا يترك ارتياحاً، بل مزيداً من الرغبة لمعرفة كل التفاصيل المخفية عن سابق تصوُّر وتصميم.