تركيا تحت هاجس الزلازل بعد هزة كوتاهيا الأخيرة وتحذيرات من خطر أقوى

لا تزال تركيا تعيش حالة من القلق بعد الزلزال الذي ضرب مؤخراً منطقة سيماف التابعة لولاية كوتاهيا بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر، والذي شعر به سكان إسطنبول وإزمير وبورصة وباليكسير وعدة ولايات أخرى.

ورغم أن مثل هذه الهزات متكررة في البلاد، إلا أن تصريحات خبراء الزلازل أعادت المخاوف من احتمال وقوع زلزال أقوى قد يتجاوز 7 درجات في الفترة المقبلة. فقد أكد مركز "آفاد" التركي ومحطات الزلازل الدولية وجود فالق كبير في المنطقة يمتد شمال غربي ـ جنوبي شرقي الولاية، ويُصنّف كفالق طبيعي ذي انزلاق مائل.

البروفيسور شنر أُشومزوي حذر عبر بث مباشر على منصاته من خطورة هذا الفالق، مؤكداً أنه قادر على إنتاج زلزال تتجاوز قوته 6.5 درجات. أما البروفيسور حسن سوزبيلير، مدير مركز أبحاث الزلازل في جامعة "دوكوز إيلول"، فأوضح أن منطقة سيماف شهدت منذ نيسان الماضي سلسلة هزات تجاوزت 4 درجات، مشيراً إلى أن الزلزال الأخير يُعد الهزة الرئيسية.

ولفت سوزبيلير إلى أن الهزة الأخيرة تختلف عن زلزال صندقري الذي وقع في 10 آب الماضي، حيث حدثت في أقصى غرب فالق سيماف نتيجة تفريغ ضغط متراكم منذ زلزالَي 2011 و2012 اللذين بلغت قوتهما 5.7 درجات. كما توقع استمرار النشاط الزلزالي عبر هزات ارتدادية.

من جانبه، شدد عالم الأرض سليمان بامبال على أن "منطقة غرب الأناضول عرفت تاريخياً زلازل مدمرة، وهذا الفالق ينشط كل 10 إلى 15 عاماً، مسبباً هزات بقوة تتراوح بين 6 و7 درجات"، مؤكداً أن وقوع الزلازل أمر متوقع في أي وقت، لكن لا يمكن التنبؤ بحجم أضراره.

وحذّر خبراء آخرون من أن ولاية كوتاهيا تضم عدة فوالق نشطة، بعضها قادر على إنتاج زلازل بقوة تتراوح بين 6.6 و7.1 درجات.

وتحث السلطات التركية المواطنين على عدم الذعر، والاحتفاظ بأوراقهم الثبوتية ومقتنياتهم الأساسية في أماكن يسهل الوصول إليها كإجراء احترازي، مع الاستعداد الدائم للتحرك عند الحاجة.

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، يوم الأحد، أن الزلزال الأخير لم يسفر عن خسائر بشرية، لكن سُجلت بعض الإصابات الطفيفة وحالات هلع بين السكان الذين هرعوا إلى الشوارع، إضافة إلى أضرار محدودة في مبانٍ قديمة.