النادي العلماني في جامعة القديس يوسف: إنّ الحرية لم تكن يوماً مرهونة بالمال

صدر عن النادي العلماني في جامعة القديس يوسف البيان الآتي: لطالما تغنّت الجامعة اليسوعية في بيروت بانتخاباتها التي تُعدّ الأهم على الساحة الطلابية، والتي تميّزت دائماً بديمقراطيتها وتنوّعها ومساواتها بين جميع الطلاب. فالجامعة اليسوعية لم تكن يوماً مركزاً نخبوياً محصوراً بأصحاب رؤوس الأموال، بل جامعة لكل اللبنانيين، تتيح لهم الفرص بالتساوي، بعيداً عن أي تمييز.

إلّا أنّنا فوجئنا اليوم بصدور قرار يقضي بحصر حقّ التصويت بالطلاب الذين يتمكّنون من تسديد أقساطهم في مهلة لا تتجاوز يومين من تاريخ صدور القرار، أي حتى يوم الجمعة ٣ تشرين الأول. أما بالنسبة للامتحانات ،فقد تمّ تحديد المهلة لتسديد الأقساط حتى يوم الجمعة ١٠ تشرين الأول، ما يعني أنّ الطلاب غير القادرين على الدفع خلال هذه المهل يواجهون حرماناً من حقّهم الطبيعي والأكاديمي في التقدّم للامتحانات.

هذا القرار لا يمسّ فقط بجوهر العملية الديمقراطية داخل الجامعة، بل يضرب أيضاً حقّ الطلاب بالتعلّم، ويحوّل الحقوق الأكاديمية والانتخابية من استحقاق جامع إلى امتياز مرتبط بالقدرة المادية.

إنّ الحرية لم تكن يوماً مرهونة بالمال. نحن لسنا في القرون الوسطى، ولن نقبل بالعودة إلى زمن تُختزل فيه الحقوق بالمقدرة المالية. إنّ ربط المشاركة الديمقراطية والحق بالتعليم بالدفع المالي هو مساس مباشر بمبدأ المساواة، وتراجع خطير عن القيم التي لطالما تميّزت بها جامعتنا.

وعليه، يعلن النادي العلماني رفضه القاطع لهذا القرار، ويتمسّك بحقّ كل طالب، بلا استثناء، في المشاركة في الانتخابات الجامعية والتقدّم للامتحانات، باعتبارهما استحقاقين أساسيين لا يجوز المساس بهما، ووسيلتين للتعبير عن التعددية والاختلاف، لا لتكريس التمييز والإقصاء.