بعد مبادرة ترامب للسلام في غزة... لبنان أمام مفترق طرق مصيري

في الوقت الذي ترنو أنظار المحللين إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب الدامية في غزة، خاصة بعد قبول حركة حماس والفصائل الفلسطينية للمبادرة، تزداد وتيرة التحذيرات الدولية إلى لبنان، بأن الهدوء الذي يظنه البعض سارياً ما هو إلا مقدمة لعاصفة مدمرة في حال لم يستفد لبنان من الفرص والإشارات الدولية بالإسراع ببسط سلطة الدولة وسحب السلاح من جميع المليشيات وفي مقدمها سلاح حزب الله.

 المجتمع الدولي وضع معادلة بخيارين لا ثالث لهما أمام لبنان في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط، إما دولة مستقرة تنضم لركب السلام والاستقرار في المنطقة، أو دويلة مرهونة لسلاح المليشيا والمزاج الإيراني في المنطقة، فبعد مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة ارتسمت معالم مرحلة جديدة في المنطقة، لا مكان فيها للفوضى ولا للسلاح خارج سلطة الدولة.

مصادر دبلوماسية متابعة للشأن اللبناني كانت أكثر وضوحاً، واختصرت عنوان المرحلة المقبلة بألا دعم للبنان ما لم يلتزم بخريطة طريق تعيد للدولة سلطتها كاملة، وتضع سلاح “حزب الله” تحت إمرة الجيش اللبناني فواشنطن وعواصم القرار ترى أن التباطؤ والتسويف في هذا الملف  سيعرّض لبنان إلى انهيار سياسي وأمني واقتصادي غير مسبوق.

في سياق متصل، تؤكد المصادر أن الدعم الأميركي الأخير للجيش اللبناني بقيمة 230 مليون دولار، يشير وبقوة إلى توجه عملي من المجتمع الدولي لفرض خطة نزع سلاح "حزب الله" وربط المساعدات بمدى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار،  فقد خصصت واشنطن 190 مليون دولار للجيش و40 مليونًا لقوى الأمن الداخلي، مؤكدة أن أي مماطلة ستؤدي إلى تقليص الدعم.

هذا التمويل يعكس انتقال الإدارة الأميركية إلى مرحلة أكثر حزماً لافتة إلى أن الانتكاسات الداخلية الأخيرة مثل قضية "صخرة الروشة" وتحدي الحزب لقرارات رئيس الحكومة تزيد المخاوف من عرقلة الخطة وتهديد المساعدات الدولية.

الشرق الأوسط يتغير ولبنان يقف اليوم عند مفترق طرق فإما دولة قوية مستقرة تنفتح على العالم وتستفيد من مبادرات السلام الإقليمية، وإما رهينة لميليشيا تجرّ لبنان إلى العزلة والدمار من جديد.