صفقة غزة المحتملة: عقدة الانسحاب وتبادل الأسرى على الطاولة

07:34AM

سلّط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على أبرز نقاط الخلاف في المفاوضات الجارية بين "حماس" وإسرائيل في شرم الشيخ بمصر، وإمكان تجاوزها أو بلوغ الحد الأدنى اللازم لبدء تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال ترامب الثلاثاء إن هناك "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة، في مفاوضات غير مباشرة تُعقد في منتجع شرم الشيخ المصري، استناداً إلى خطة من عشرين بنداً طرحها الشهر الماضي. وأوضح في المكتب البيضاوي أنّ "هناك فرصة حقيقية لنقوم بأمرٍ ما"، مؤكداً مشاركة مفاوضين أميركيين في المباحثات.

تتمحور الخلافات حول الانسحاب المرحلي من غزة، إذ تحتجز حماس نحو 20 رهينة إسرائيلية أحياء وجثامين قرابة 28 آخرين، وتخشى أن تفقد ورقة الضغط الرئيسية إذا سلّمتهم دفعة واحدة؛ لذا تدفع نحو جدولٍ زمنيّ واضح للانسحاب التدريجي وتحديد نقاط تموضع القوات الإسرائيلية، مع ضمان حرية حركة داخل القطاع لجمع الرهائن واستعادة الجثامين. تتضمن خطة ترامب خطوط انسحاب عامة بلا إحداثيات دقيقة، فيما ترفض إسرائيل التخفيف المبكر للضغط على خصمٍ تقول إنها فككته إلى مجموعات صغيرة. كما لا تبدو الخريطة التي يقترحها ترامب مُتِيحةً لوصول الفلسطينيين إلى الحدود المصرية في المرحلة الأولى، بما يبقي الحصار ويقيّد خروج من يحتاجون للمغادرة، وسط قلق مصري من احتمال إبقاء قوات إسرائيلية على طول الحدود.


وفي ملف المقايضة بين الرهائن والأسرى، تنص الخطة على الإفراج عن 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبد، بينهم من أُدينوا بقتل إسرائيليين. وتطالب حماس بإطلاق أكبر عدد من الأسماء البارزة لإظهاره إنجازاً سياسياً، وبينهم مروان البرغوثي الذي اعتقلته إسرائيل في 2002 وأدانته في 2004 بخمسة مؤبدات لدوره في الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005، إضافة إلى المطالبة بإعادة جثامين قادتها السابقين في غزة مثل الأخوين يحيى ومحمد السنوار، وهو مطلب سبق أن رفضته إسرائيل.


ورغم إشارات إيجابية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحماس، يلوّح الطرفان بتحفّظات قد تُفشل الصفقة. فداخل إسرائيل يحظى الإفراج عن الرهائن بتأييد شعبي واسع، غير أن نتنياهو يواجه معارضة محتملة من اليمين المتطرف إذا مضى في إطلاق أسرى بارزين وتمهيد الطريق لإنهاء الحرب. وعلى الجانب الآخر قد ترفض فصائل مسلّحة داخل حماس الاتفاق إذا رأت المقابل غير كافٍ، مفضّلة مواصلة حرب عصابات داخل غزة.


أوفدت الأطرافُ ممثليها الأبرز إلى طاولة التفاوض: إسرائيل برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر؛ الولايات المتحدة بوفد يرسله ترامب يضمّ صهره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف؛ وحماس بوفد يقوده خليل الحيّة إلى جانب محمد درويش، وقد نجا الاثنان من ضربة إسرائيلية في قطر الشهر الماضي. 


ومن المقرر أن ينضم الوفد الأميركي برئاسة ويتكوف إلى المباحثات الأربعاء، فيما أعلنت قطر أن رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سينضم في اليوم ذاته، وذكرت وسائل إعلام تركية أن رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالِن سيقود وفداً تركياً مشاركاً. ووفق وسطاء ودبلوماسيين يتابعون المحادثات عن كثب، فإن ضغوط ترامب تمنح هذه الجولة فرصةً أفضل للنجاح مقارنة بمحاولات عدة منذ انهيار آخر هدنة في غزة في آذار. 


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa