07:37AM
كتب محمد بلوط في "الديار":
منذ ان حصل السجال الاخير بين الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، على خلفية انتقاد الاول الحكومة لتقصيرها، الى حدود اهمال وضع الجنوبيين وكيفية تعاطيها مع ملف اعادة الاعمار، لم يحصل اتصال علني او تواصل مباشر بين الرجلين، الا ان التوتر في العلاقة بينهما لم يصل الى حدود القطيعة، على حد قول اوساطهما .
وقبل حصول هذا السجال قال الرئيس بري في حديثه، الذي انتقد فيه الحكومة وغمز من قناة رئيسها من دون ان يسميه، ردا على سؤال حول علاقته بالرؤساء وسائر الاطراف «علاقتي مع الجميع منيحة، اما علاقتي مع رئيس الجمهورية فممتازة». وهناك من فسر عبارته وتخصيص الرئيس عون بالعلاقة ممتازة، بانها اشارة مقصودة الى عدم ارتقاء علاقته مع الرئيس سلام الى هذا المستوى.
ويقول مصدر نيابي مطلع ان الانتقادات الى وجهها الرئيس بري للحكومة بشأن تقصيرها الكبير تجاه الجنوب وملف اعادة الاعمار، لم تتناول الرئيس سلام بالاسم او مباشرة، لكن رئيس الحكومة بادر فورا الى الرد مستغربا كلام رئيس المجلس، ومذكرا بزيارته الى الجنوب بعد اقل من 48 ساعة على نيل حكومته الثقة، ومتحدثا عن مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية للمتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية.
ويضيف المصدر ان هذا الرد الفوري والمباشر بلغة الاستغراب، لاقى صدى سلبيا عند عين التينة، وزاد من «تكهرب» العلاقة مع الرئيس بري، الذي كان ابلغ زوراه قبل حديثه الصحفي، ان التجاهل او التقصير تجاه الجنوب وملف اعادة الاعمار لم يعد مقبولا، وان معاناة اهلنا الذين عادوا ويعودون الى قراهم رغم آلة القتل الاسرائيلية التي تلاحقهم يوميا، تستأهل رعاية وعناية خاصة من الحكومة .
ووصلت هذه الرسالة وغيرها من الرسائل المباشرة وغير المباشرة الى سلام لكنها لم تلق الصدى المطلوب، ولم يقترن كلامه عن الالتزام باعادة الاعمار بفعل ملموس غير قرض الـ250 مليون دولار المقدم من البنك الدول، الذي لم يتمكن المجلس من اقراره بسبب تعطيل «القوات اللبنانية» وحلفائها و "التغييريين" المقربين من سلام الجلسة التشريعية الاخيرة .
وبالاضافة الى ذلك، لم يقترن كلام الحكومة عن اعادة الاعمار بادراجه من ضمن بنود الموازنة، الامر الذي زاد من غضب بري، الذي لوح بعدم اقرار الموازنة ما لم تتضمن بندا يتعلق باعادة الاعمار .
وبعد رد سلام على بري لم يسجل اي سجال علني بين الرئيسين، لكن في الوقت نفسه لم يحصل بينهما تواصل مباشر، وبقي الموضوع كله محاصرا بالتفسيرات والتكهنات .
وتقول مصادر مطلعة ان وزير المال ياسين جابر، المحسوب اصلا على بري، زاره في اليوم الثاني من السجال مع سلام، وعرض له موضوع الموازنة وسعي الوزارة والحكومة لدى الدول والهيئات المانحة خلال المباحثات، التي سيجريها في واشنطن على هامش الاجتماعات مع البنك وصندوق النقد الدوليين، للحصول على مساعدات وقروض ميسرة، لتأمين ما يقارب مليار دولار للصندوق الخاص للاعمار، لكن هذا المسعى لا يعفي الحكومة من ان تضع بندا خاصا بالاعمار في الموازنة .
وتربط المصادر هذا اللقاء بمحاولة الحكومة تبريد الاجواء مع الرئيس بري، الذي يعتبر ان الجنوب وقضية اعادة الاعمار خطا أحمر. وتقول ردا على سؤال ان الوزير جابر لا يعتبر وسيطا بين بري وسلام، لكنه بطبيعة الحال يساهم في التواصل والاخذ والرد غير المباشر بينهما، حول موضوع الموازنة ومواضيع اخرى مثل ملف الاعمار .
وتكشف المصادر عن ان هناك مستشارين ومقربين لدى بري وسلام، سبق ان سعوا في توترات سابقة الى ترطيب الاجواء بينهما، وان دورهم لم ينقطع، لكن بعد التوتر الاخير لم يتسرب شيء عن مسعى مماثل للمساعي السابقة، او عن وساطة محددة بين الرجلين.
ولفتت امس زيارة نائب رئيس الحكومة طارق متري الى عين التينة ولقاؤه الرئيس بري، واقتصر الخبر الرسمي عن الزيارة بالاشارة الى انه «جرى بحث لآخر التطورات والاوضاع العامة وآخر المستجدات».
ولم تكشف مصادر عين التينة عن اي تفصيل في ما يتعلق بالحديث خلال اللقاء، لكن مصدرا مطلعا ذكّر بزيارة مماثلة لمتري الى عين التينة، بعد ازمة جلسة «جمعية رسالات» وصخرة الروشة، وقال ان البحث امس تطرق الى مآخذ الرئيس بري على عمل الحكومة تجاه وضع الجنوب وملف الاعمار. واضاف من غير الطبيعي الا يتناول متري مع رئيس المجلس العلاقة بينه وبين رئيس الحكومة والسجال الذي حصل مؤخرا، لا سيما ان نائب رئيس الحكومة يؤدي دورا ايجابيا، لتعزيز التعاون بين الحكومة والمجلس النيابي ورئيسه، وساهم ويساهم في ترطيب الاجواء بين سلام وبري.
ولا يستبعد المصدر ان يكون هدف زيارة متري لعين التينة امس، ترطيب وتنقية الاجواء بين رئيسي المجلس والحكومة، الى جانب بحث مواضيع اخرى تتعلق بالملفات التي يتولاها متري مباشرة، ومنها مسألة الامور العدلية بين لبنان وسوريا.
المصدر : الديار
شارك هذا الخبر
رسائل متناقضة من واشنطن لحماس بعد وقف النار في غزة
نعم للتطبيع مع اسرائيل! كميل شمعون: يخافون من صوت المغترب لانه سيحاسبهم على فسادهم
الصحة: اصابة مواطن في الغارة على طريق صديقين
الأسهم الأوروبية تسجل ارتفاعاً
مرض يصيب نتنياهو... والحكومة توضح التفاصيل
أزمة تنورين تابع... جنبلاط يتدخل
عامل يحاول إشعال النار داخل محطة وقود في الكرك… و«مدكو» توضح
سلام يترأس اجتماعًا لبحث أوضاع السجون
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa